عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-31, 08:26 AM   #4
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي

الفهم الهيجلي لـ " تاريخ الجنوب "
صار ضرورة قصوى !
و لكن ما معنى الفهم الهيجلي للتاريخ عموما ؟؟ باختصار و من الأنترنت و بدون أي إدعاء: ((نظرية هيجل في التفسير التاريخي تتلخص بجملة واحدة "العقل يحكم التاريخ" ، أي أن تاريخ العالم يتمثل أمامنا بوصفه مسارًا عقليًّا، وأن العقل يسيطر على العالم، وأن مسار التاريخ الإنساني إنما هو مسار تطور العقل........لذلك يعتبر هيجل أن أحداث العالم ليست متروكة للمصادفات؛ وإنما هناك حكمة إلهية أو عناية إلهية توجه العالم، وبالتالي فإن كل ما يحدث للعالم طبقًا لخطة إلهية.))
طبعا الموضوع عميق و متشعب و نحيلكم للمختصين أو نحيلكم لعمنا جوجل لمن يريد أن يفهم أكثر. و بالمناسبة هيجل هذا فيلسوف ألماني(من فلاسفة القرن التاسع عشر الميلادي) ذو مكانة عالية جدا في الغرب خاصة و في العالم عموما
كيف بدأت الحكاية عندي؟
عندما كنت أتأمل في أسماء القبائل الجنوبية الملاصقة لحدودنا السابقة مع الشطرالشمالي (سابقا) و أسماءها كالتالي بالترتيب الجغرافي من الشرق إلى الغرب: بلحارث و العوالق و الدثينيين و العواذل و اليوافع و الحالميين و الشعيبيين و الضوالع و الردفانيين و الحواشب و الصبيحة.....لاحظت أمرا مشتركا واحدا يجمع كل هذه القبائل و هو ميلها للألتحاق بالسلك العسكري بكثافة مقارنة بغيرها فمعظم أجهزتنا الأمنية و العسكرية من هذه القبائل و ليس من الآن فهذا أمر تاريخي.......لا شك أن الأمر ملفت للنظر عندما تصطف قبائلنا الجنوبية المحاربة في طابور واحد يمتد من الشرق إلى الغرب من بلحارث إلى الصبيحة و كلها محاذية للمناطق الشمالية ....فقلت هذا أمر لم يحدث بالصدفة و يحتاج لتفسير هيجلي متكامل بالضرورة........و إليكم هذا التفسير الهيجلي كأجتهاد مني فالجنوب و تاريخ الجنوب بسيط و لا توجد فيه تعقيدات كبيرة و لذلك مسألة تفسيره هيجلياً عملية بسيطة و متاحة حتى لغير المختصين:
عبر التاريخ و دائماً كان في الجنوب توزيع أدوار بين عناصره الرئيسية الثلاث:
1. القبائل الجنوبية المحاربة المحاذية لمناطق الغزو الخارجي(مناطق المد الرافضي في الهضبة اليمنية)و تقوم بدور جيش الدفاع
2. القبائل الجنوبية في العمق الداخلي الجنوبي و المنشغلة بتأمين الأمن الغذائي للمجتمع و بنفس الوقت حاضنة لهجر العلم و العلماء و تنخرط في الدفاع الحربي عند الضرورة فقط
3. القيادة الروحية و تتشكل بصورة رئيسية من علماء الدين في حضرموت الداخل و الذين يقومون بعملية التخطيط السياسي الأستراتيجي و ترتيب صفوف القبائل و تحديد دور كل قبيلة و تفض النزاعات و الخلافات بين القبائل حين وقوعها
و قد يقول البعض أن تاريخ الجنوب هو تاريخ مشيخات و سلطنات أقول نعم هو كذلك و لكن السلاطين و المشائخ يحكمون مناطقهم كـ "حكم ذاتي" و لكن في المسائل السياسية الخاصة بالعلاقات السياسية بين السلطنات و المشيخات فيما بينها البين أو علاقاتها بالمجتمعات المجاورة (اليمن الشمالي) يحال أمر إدارة هذه الملفات للقيادة الروحية لما يسمى (حضرموت الكبرى) و هم علماء الدين في حضرموت الداخل و الذين انتشروا في طول و عرض الجنوب ليقوموا بوظيفتهم هذه ...... و هذه أضرحتهم و قبورهم شاهدة على ذلك
و لكن لماذا هذا الفهم الهيجلي ضرورة قصوى؟
بدرجة رئيسية لأنه يساهم بدرجة حاسمة في تقوية "اللحمة الجنوبية" كما أنه يعطينا مؤشرات للخطوات و الترتيبات المستقبلية "المثالية" اللازمة للنهوض بالأوضاع السياسية الأستراتيجية للجنوب ككل ..... فهناك مقولة مصرية جميلة في هذا الشأن تقول: ((من فات قديمه تاه)) و الحليم تكفيه الإشارة......
بالمناسبة هناك طريقة أخرى في تفسير أحداث التاريخ ومنها "تاريخ جنوبنا" تدعى((التحدي و الاستجابة)) للمؤرخ البريطاني أرنولد توينبي هي الأخرى تنسجم مع الطريقة الهيجلية وتفسّر أيضا تاريخنا الجنوبي .....
مع تحيات: فضل عبدالله أحمد عبدالحافظ القديمي المفلحي اليافعي
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس