عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-30, 05:29 AM   #1
bakre
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-05-04
الدولة: عدن
المشاركات: 4,274
افتراضي ريــــاح التـغــيـيــر

رياح التغير ( بقلم : محمد أحمد البيضاني )



كوبنهاجن – لندن " عدن برس " خاص : 29 – 9 – 2009
نعم إنها رياح التغير القادمة مع عصر ثورة المعلومات .. إنها رياح الديجيتال ، تلك الثورة الرقمية التي صححت الكثير من المفاهيم في التاريخ الإنساني ، وما زال أساطين الجهل والرعب والظلام في حكومة صنعاء لم يستطيعوا أن يستوعبوا هذة المرحلة الهامة من عمر الزمن .

ما زالت هذه الحكومة تمارس نفس طقوس الحكم وتعامل الناس بعقلية القرون الوسطى ، كرسي الحكم لديهم هو نوع من الفيد وصلوا إلية بقوة الذراع ودعاء الوالدين أو تحت أي مسمى ، لا هناك نظام أو ضمير أو خطة عمل لتسير دفة الدولة ، الدولة عندهم تحت نظام " حمران العيون " ، عصر الغاب والصيد سكن في جيناتهم الوراثية من سالف الدهر ، عامل الوراثة والتوريث ساري المفعول عندهم ، الدولة لديهم هو أسم تعريف ، وليس فعل نبيل وتكليف أخلاقي ، سار هذا النظام عبر العصور وناموا في سبات الجهل ، واليوم صحى هذا النظام ليسمع صوت الرياح القادم ، وضجيج المطابع وغابة صحون وأنتينات التليفزيونات فوق سطوح المنازل .. تنقل للناس الخبر والفكر وصوت الإعلام الحر دون رقيب ، وما يجري في العالم في دقائق – اليوم من غرفة صغير في شقة يستطيع الإنسان أن يقيم محطة تليفزيون خاصة ، وبجهاز لاب توب صغير يستطيع أن ينشيء صحيفة إلكترونية متكاملة وشبكة للمعلومات .. وحكومة صنعاء ما تزال غارقة في الإعلام المتوكلي ، تغلق صحيفة "الأيام" في عدن ، وتهدد شيخ الصحافة الحرة – السيد هشام باشراحيل ، وتعتقل الصحفي الشجاع فؤاد راشد و صلاح السقلدي .
قامت رياح التغير بفتح الأبواب والشبابيك ليدخل الهواء النظيف ، ليدخل النور وهواء الحرية والتسامح والإتصال بالحضارات الأخرى لتبادل المعلومات ونشر الثقافة والعلم ، توحد الفكر والهدف عند الناس ، تحرك الشارع الجنوبي الذي لم يعرف الصمت ، وإن كان هناك فترة بسيطة من الصمت .. ولكن كان هناك صدى الصمت ، تحرك الناس في الجنوب العربي ليسمعوا حكومة صنعاء صوتهم من فوق جبال ردفان وسواحل أبين ، وفي الجانب الآخر هناك اليوم قضية أخرى ، قضية حرب الحوثي التي لا تخصنا ولكن وردت في سياق الحديث ، اليوم النظام في صنعاء يصفي الحساب مع صديق الأمس الحوثي الذي أختلف معه في توزيع حصة الأسد ..إنها حرب النفط - تحت العمامة الذهبية ، اليوم النظام في صنعاء يقود حرب ضارية في صعدة ، نظام يحارب نظام .. وإمام يحارب إمام ، أو كما قال الأستاذ النعمان قديمآ : "خلي إمام يأكل إمام " . إنه سباق التتابع العظيم في تاريخ اليمن .. سباق التتابع الذي كان بموجبة تسليم العمامة .. العمامة الذهبية .. عمامة الإمامة إلى متسابق آخر – إمام آخر ، من فترة إلى أخرى ، هذا ما كان متفق علية في نظام الإمامة منذ عام 910 ميلادية ، ولكن صالح خرج عن هذة القاعدة التاريخية وحول "سباق التتابع" إلى "سباق المارثون" الطويل ، ومازل يجري وفي يده العمامة الذهبية ، رافضا تسليمها إلى أحد ، فكان هذا هو السبب الرئيسي الذي قاد إلى الحرب في صعدة ، إن نتيجة هذة الحرب تدعو إلى الحزن وخاصة إن معظم الضحايا من المدنيين .. النساء والأطفال .
إن وحدة الناس تستطيع أن تسقط أي نظام .. فلا يمكن معاقبة الجميع ، اليوم الشارع الجنوبي قد شكل الوحدة الحقيقة التي تراعي مصالح الناس ، بعيدآ عن الأبواق الإعلامية ونسيان مصالح البشر ، لقد بُلي الشرق بعلم الكلام والهندسة اللغوية وخرج بعيدآ عن المضمون ، إن إستعمال اللغة في تخدير الناس ، وجعل الشعوب تردد العبارات التي هي من وحي الشيطان ، شيطان التخلف البدائي الذي يفرضه الإعلام المتوكلي ، تعبت الناس من سماع الخطب الرسمية الوطنية في التلفزيون ، والناس في حاجة إلى الدواء والغداء ، والشعور بالآمان وعدم الخوف من أجهزة الرعب التي تسيطر عليها العصابة الحاكمة الظالمة ، في الماضي أعتاد النظام في صنعاء على صمت الناس ، أو هروب الناس إلى الهجرة القسرية ، نظام الهجرة القسرية بدء في التلاشي وفرص العمل في الخارج أصبحت محدودة و لها شروط وأحكام تكاد تكون مستحيلة ، وليس هناك بديل سوى تصحيح النظام واحترام كرامة الإنسان في داخل وطنه ، الناس في الجنوب العربي لم يعد يهمها صوت الإعلام الحكومي والأناشيد الوطنية التي يصرفوا عليها أكثر من الصرف على الخدمات الطبية . إن التغير لن يأتي .. إلا برياح التغير .


ليست هذة النهاية .. ولاهي بداية النهاية ، وربما كانت نهاية البداية لحكومة صنعاء .. حكومة صنعاء اليوم تعاني من صوت الرياح .. رياح الجنوب العربي .. رياح التغير .

__________________

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

bakre غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس