الجنوبيون وفرصة انتزاع النصر الحقيقي واعلان الاستقلال
بقلم/ جمال مسعود
لم يعد لدى الجنوبيين شيئ يتخوفون من خسارته فقد خسروا كل شيئ وضحوا بكل شيئ وتحملوا تبعات كل شيئ فلم يعد هناك شيئ باقي لم يفقدوه. شنت عليهم حرب اجتياح واحتلال ثم حرب اهانة وهدر الكرامة باعتقال رمز السلطة واهانته كونه جنوبي ليس الا وملاحقته الى عدن واجتياح عدن للمرة الثانية باستعراض العضلات والاستقواء على الضعفاء العزل الآمنين في سربهم فاجتاحت جحافل المغول والتتار الحوثية العفاشية اليمنية ارض الجنوب لتقطع الشريان الوريدي من مصدره ولتمسح مابقي من مشاعر واحاسيس اجتماعية تجاه مايسمى بالوحدة اليمنية ولتقضي بالضربة القاضية عليها لتميتها في قلوب الصغار والكبار والنساء والشيوخ ولتوغل في جرح عميق داخل الجسد الجنوبي لا أظن انه سيطيب ، لما له من تداخلات وتشابك في الجراحات مابين الجسدية والنفسية والنفس حركية. جراح غائرة في الجسد الجنوبي يتحمل تبعاتها من اشعلها وحطم آمال الجنوبيين في تحقيق الوحدة اليمنية الى الأبد. لكن ظهرت عوائق وحواجز سياسية أخرت حق الجنوبيين في استعادة دولتهم المغدورة بمؤامرة الوحدة اليمنية المشئومة وحدة الضم والالحاق والفيد والغنائم وحدة نهب الثروات ومصادرة الممتلكات وتنحية القيادات. وحدة ولدت مشوهة في 22 مايو 1990 م وماتت مذبوحة في 7 يوليو 1994 م ليتم قتل من بقي حيا بها في 23 مارس 2014 م لتختفي اثارها ومعالمها في ارض الجنوب نهائيا فلم يعد علمها يرتفع ولا اهازيجها تصدح ولا محبيها يجرئون على الظهور الرمزي بشكلها ومظهرها. كل ذلك لم يستفد منه ابناء الجنوب فسايروا الخصم بعد الانتصار عليه وفتحوا الباب لعودته بعد اخراجهم منه ورحبوا بممثلي شرعيته في القصور وقاموا بحراسته وحمايته ففتح الخزان لتنهب من قبله مرة اخرى وسمحوا له ان ينغص عليهم في معيشتهم وهم راضخون احتملوا ما لايحتمل. وهاهم اليوم على مابذلوه يهانون وتهدر كرامتهم في ساحة المجد والانتصار عدن ليطردوا منها علنا شر طردة مستغنين عن خدماتنا كجنوبيين وكأن النصر في ارضهم وهي التي لاتزال مدنسة بهادر الكرامة ونازع الكبرياء ومذلالرجولة الا في الجنوب لايفعلها ولايجرؤ وهم لايشعرون ليتعنترو وهم صغار وليفرشوا ريشهم وهم فراخ ويرفعوا اصواتهم المبحوحة في عدن ليصدروا اوامرهم هذا يبقى وهذا يزاح معلنين قرع الجرس ببدء الاحتفال بالانتصار الثمين وهم لايدركون ذلك فلم يبقى للجنوبيين اذن الا ان يشهروا فرحتهم بالانتصار من طرف واحد وان يعلنوا بدء الاحتفال بعيد التحرير بعد هذا السلوك من قبل الغير الذي قطع اليد الممدودة اليه واستغنى عن الشريك الحقيق والقوي في تحقيق النصر ليسقط العذر عن الجنوبيين شرعا وقانونا وعرفا وتقليدا لقد انجز الجنوبيون ماوعدوا به وارسلوا فلذات اكبادهم لتحارب بالبدل عن المتقاعسين في ارض ليست صديقة يسقط كل يوم شهيدا بلاقتال صريح. . ايها الجنوبيون. . ايها الاحرار... آن الأوان لاعلان فرحة النصر بالتحرير وبدء الاحتفال بعيد الاستقلال وفرض الامر الواقع من طرف واحد. فليس امامنا شيئ نخسره. أو نخاف من فقدانه فالفرصة سانحة والخيارات مفتوحة واكتمل النضج وحان وقت الاحتفال .. شعب الجنوب انتصر اعلنها في كل ساحة عدن عاصمتنا ابد واليوم نحتفل بعيد الاستقلال الثاني
|