عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-11-17, 04:38 PM   #284
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,841
افتراضي

عندما تكون السياسه لعبة اطفال
د/مسدوس

إن من يرى السلطه هي الوطن و يرى الوطن هو السلطه يجعل من السياسه لعبة اطفال . و هذا ما كان حاصلاً في الشمال و الجنوب سابقاً و مازال . فالجنوبيون حالياً متفقون على الهدف و غير متفقين على الزعامه ، لأنهم مازالوا يرون السلطه هي الوطن و يرون الوطن هو السلطه و لم يد ركوا بعَد بأن السلطه شيء و الوطن هو شيء آخر ، و هو ما جعلني محتاراً بعد تجربتي مع كبارهم و صغارهم ، و مع ذلك دعيت كبارهم و مازلت أدعوهم إلى لقاء في أي مكان لإصدار بيان سياسي من نقطتين فقط دون أي نقاش ، تتضمن الأولى تأييد نا للنقاط التي قدّ مها الشيخ أحمد الصريمه عند انسحابه من الحوار ، و تتضمن الثانيه استعدادنا للمفاوضات الندّيه بين الشمال و الجنوب خارج اليمن و تحت إشراف دولي ، و بعد ذلك نتشاور حول تشكيل فريق المفاوضات او ان نسير على النقاط الاربع التي طرحناها قبل اكثر من سنه كأسس لتوحيد الحراك و التي يتبناها حاليا مؤتمر المكلا .
أمّا الشماليون حالياً فإنهم يكثرون من الحديث عن الوحده و هم يرفضون هوية الجنوب فيها إعتقاداً منهم بأن وجود جنوبيين في السلطه هو الوحده و ان الوحده هي وجود جنوبيين في السلطه ، لأنهم مازالوا ينظرون إلى الوحده بإنها السلطه و ينظرون إلى السلطه بأنها الوحده و لم يدركوا بعَد بأن السلطه شيء و الوحده هي شئ آخر . كما إنهم لم يدركوا بأن رفضهم للمفاوضات النديه بين الشمال و الجنوب هو رفض للوحده . و بالتالي كيف يمكن للجنوبيين في هذا الحوار أن يحلوا القضيه مع طرف لا يعترف بالوحده اصلاً ؟؟؟ . فعندما يقول الشماليون أن الوحده ليس لها ذنب ، فإنهم بذ لك يتحدثون عن وحده مجرّده و ليس عن وحده ملموسه ، بينما نحن نتحدث عن وحده ملموسه أسقطتها الحرب و حولتها إلى احتلال . و بالتالي ألم يكن حديثهم عن وحده مجرّده هو لعبة اطفال ؟؟؟ .

إن ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع هو قبول الدول الراعيه للحوار بهذه اللعبه و إجبار بعض العناصر الجنوبيه على المشاركه في هذا الحوار داخل اليمن كما لو كانت قضية شعب الجنوب قضيه داخليه في إطار دولة الشمال مثل أي قضيه من قضايا الشمال ، بينما هي قضية وحده سياسيه بين دولتين أسقطتها الحرب و تتطلب مفاوضات ندّيه بين الشمال و الجنوب خارج اليمن و تحت إشراف دولي . و الأخطر من ذلك ان هذه الدول تدرك بان رفض الشماليين للمفاوضات النديه هو نكران للوحده وعدم الاعتراف بها ، ومع ذلك يتعاطون معهم، واخيرا جاءوا بكذبة الندّيه في لجنة ال 8+8 و أسقطوا مبدأ الندّيه فيها بالصفه الحزبيه ، لأنه مجرد قبول الصفه الحزبيه في اللجنه يسقط مبدأ النديه فيها بالضروره .
و لهذا و للمزيد من التوضيح و التوعيه للشباب نوُرد النقاط الخمس التاليه :
أولا: أن هذا المؤتمر بحساب العقل و المنطق لا توجد له وظيفه غير دفن قضية شعب الجنوب ، لأن مرجعية هذا الحوار هي المبادره الخليجيه الخاليه من قضية الجنوب ، و هي المبادره التي حلت المشكله بين المتخاصمين في الشمال و جاءت بهم جميعهم الى السلطه و جعلت الشمال سلطه بلا معارضه ، و أصبح بإمكانهم أن يتفقوا على كل شيء دون الحاجه إلى مؤتمر حوار وطني لولم تكن وظيفة هذا المؤتمر هي دفن قضية الجنوب .
ثانيا: أن إستدراج بعض العناصر الجنوبيه إلى المشاركه في هذا المؤتمر و داخل اليمن و على مرجعيه خاليه من قضية الجنوب و دون قياده سياسيه جنوبيه موحده و دون آليّة المفاوضات النديه ... الخ ، كل هذه بحساب العقل و المنطق هي مقدمات لدفن القضيه و ليست مقدمات لحلها . و لهذا نقول للدول الراعيه للحوار بأن تفصيل مصالح شعب الجنوب على مصالحهم لن يؤمّن مصالحهم و انما سيخلق تربه خصبه للارهاب، و نقول لهم بأن ما يؤمّن مصالحهم و يحميها هو تفصيل مصالحهم على مصالح شعب الجنوب و ليس العكس بالضروره ايضا .
ثالثا: لقد دخل المؤتمر في مناقشة حل القضيه دون الإقرار بأن حرب 1994م قد أسقطت مشروع الوحده و دون الإقرار ببطلان الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و دون الإقرار ببطلان ما جرى بحق الجنوب و مؤسساته بعد الحرب ، بينما كل هذه القضايا هي الأساس الموضوعي للنقاش الموضوعي حول الحل و بالتالي ما هو الاساس الموضوعي الذي على اساسه يناقشون الحل ؟؟؟ .
رابعا: لقد أقر المؤتمر تشكيل فريق للقضيه الجنوبيه كما يقولون ، و القضيه الجنوبيه هي قضية شمال و جنوب و ليست قضية أقاليم ، و لكنهم حولوها إلى قضية أقاليم، و هذا خروج عن القضيه الجنوبيه التي يتحدثون عنها. و بالتالي الم تكن هذه هي لعبة اطفال ؟؟؟ .
خامسا: إن المطلوب من الدول الراعيه للحوار إصدار مباد ره جديده تؤكد على المفاوضات الندّيه بين الشمال و الجنوب خارج اليمن و تحت إشراف دولي ، و أن يكون السيناريو لهذه المفاوضات هو :
أ‌- الإقرار بأن حرب 1994م قد أسقطت مشروع الوحده السياسيه بين د ولة الشمال و دولة الجنوب و حولتها إلى إستعمار بإعتراف الرجل الثاني في النظام اللواء علي محسن الاحمر .
ب‌- الإقرار ببطلان الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و أباحت الأرض و العرض و حولت الجنوب إلى غنيمه على طريقة القرون الوسطى ، لأن بقائها يجيز ما جرى بحق الجنوب و يشكل إهانه للشعب المسلم في الجنوب و يدخل الفتوى في التاريخ كفتوى شرعيه دينياً و يجعل الحرب تدخل في التاريخ كحرباً مشروعه دينياً ايضاً و تظل هذه الفتوى تشكل خطوره أمنيه دائمه على أبناء الجنوب ، و خير دليل على ذلك قتل الشهيد جار الله عمر داخل مؤتمر حزب الاصلاح بحسب اعترافات القاتل ذاته داخل قاعه المحكمه .
ج‌- الإقرار ببطلان كل ما جرى بحق الجنوب و مؤسساته بعد الحرب ، لان القضيه ليست قضية ممتلكاتنا التي نهبت او حقوقنا و مصالحنا التي تضررت على مدى عشرين عاما ، و انما هي قضية وطن فوق ممتلكاتنا و فوق حقوقنا و مصالحنا الشخصيه و تسمو عليها .
د‌- الدخول في مناقشات الحل للقضيه و اخضاع النتيجه للاستفتاء في الجنوب حتى تحصل على الشرعيه ، لانه بدون ذلك ستظل النتيجه عباره عن رأي شخصي لاصحابها مهما كانت قوتهم حتى و لو كانت القيادات السياسيه الجنوبيه كلها مالم يصادق على هذه النتيجه شعب الجنوب .
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس