عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-02, 09:31 AM   #9
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

محمد حيدرة مسدوس:

كل شئ عند صالح محسوب وهو الرابح الأكبر.


الراية الأسبوعية تحاور القيادي البارز بالحزب الاشتراكي اليمني المعارض

»بن شملان« مرشح اللقاء المشترك محلل لقهر الجنوب وآيل للسقوط

تحالف الاشتراكي والإصلاح عمل خياني ضد قضية الجنوب
حرب 1994 ألغت الوحدة في الواقع وفي النفوس



الأغلبية الجغرافية التي تهيمن على قرارات الاشتراكي تفتقر إلى الشرعية
أرض الجنوب وثرواته تخضع الآن لأصحاب السلطة والمال من أبناء الشمال
بدون الحديث عن شمال وجنوب يسقط مفهوم الوحدة ويتحول إلى احتلال
الوحدة التنظيمية لـ»الاشتراكي« قائمة أما وحدته الفكرية والسياسية غائبة
أرفض أن أعيش منفياً خارج الوطن وأولوياتي إصلاح مسار وحدته
أطالب بإلغاء فتوى »الإصلاح« التي بررت الحرب وإعادة ما نهب من ممتلكات الجنوب
العفو العام عن قيادات الاشتراكي لا يكفي والمطلوب إلغاء كل الأحكام القضائية بشأنهم
الدفاع عن قضية »الجنوب« هو في الأصل دفاع عن الوحدة بالضرورة
أحزاب اللقاء المشترك تكرس شرعية الرئيس صالح لأول مرة منذ تولى الحكم

معارضة الخارج نتيجة لرفض السلطة لانجاز المصالحة وإصلاح مسار الوحدة
حاوره في صنعاء: نبيل سيف الكميم
صريح إلى أقصى حد.. يطرح رؤيته بدون مواربة أو التفاف دائماً عبر الخط المستقيم الذي يؤمن أنه وحده فقط الذي يقود إلى الحقيقة.منحاز لخيارالمعارضة ولكنها المعارضة التي تبحث عن إصلاح المسارات المغلوطة وفق رؤيته سواء على مستوى النظام الحاكم أو على صعيد الحزب الاشتراكي المعارض الذي ينتمي إليه لكنه لا يؤمن بقياداته الحالية ويقود تياراً أطلق عليه: تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة اليمنية وإزالة آثار حرب صيف 1994.. وهي الحرب التي يرى أنها كرست الوحدة من حيث الشكل لكنها شيدت مسافة بينها وبين الواقع والنفوس.
صاحب هذه الرؤى هو محمد حيدر مسدوس القيادي البارز في الحزب الاشتراكي وعضو مكتبه السياسي.بعض إجاباته جاءت صادمة لي.. ومع ذلك تقبلتها من منظور القبول بالآخر وإخراج حق الرأي الآخر.. خاصة فيما تحدث حول بقاء ما وصفه بقضية الجنوب وسيطرة قيادات شمالية على الحزب الاشتراكي وأمور كثيرة.. على أي حال الحوار مع »مسدوس« يكشف الكثير مما يختزنه في صدره.. ويؤكد أنه لا يطرح رؤاه من أجل المعارضة بل قصده الأساسي الإصلاح.
هنا حصيلة الحوار الذي امتد إلى تساؤلات الساعة في اليمن..
ما الذي يجري داخل الحزب الاشتراكي.. وما حكاية الخلافات بين قياداته؟
- هناك خلاف في الآراء السياسية حول علاقة الحرب- حرب صيف 94 - بالوحدة اليمنية- فالبعض في قيادة الحزب يرى أنه لا توجد علاقة للحرب بالوحدة، والبعض يرى بأن حرب عام 1994 قد ألغت الوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990 في الواقع وفي النفوس.
الخلافات لماذا؟
ما الذي يدفع بهذه الخلافات.. ولماذا؟
- تدفع بها القناعات السياسية المتعارضة في قيادة الحزب.. ذلك لأن الذين يفصلون الحرب عن الوحدة هم أصلاً يدفنون قضية الجنوب في الوحدة سواءً كان ذلك منهم بوعي أو بدون وعي- صحيح أنهم الأغلبية، ولكنهم أغلبية جغرافية تسير خارج وثائق الحزب- ونحن ملزمون بالدفاع عن القضية الجنوبية في إطار الوحدة وبموجب وثائق الحزب.
من الشمال
ما الذي تعنيه بالأغلبية الجغرافية في قيادة الحزب؟
- أقصد أن أغلبية قيادة الحزب الآن هي من الشمال، وتتخذ القرارات بالأغلبية الجغرافية وذلك خارج وثائق الحزب.. وهي لذلك قرارات غير شرعية.. فعلى سبيل المثال، لو كان التصويت على المشاركة في الانتخابات المحلية والرئاسية التي ستتم في سبتمبر القادم ستخدم قضية إزالة آثار الحرب- عام 1994م- وإصلاح مسار الوحدة أو لا تخدمها، وقالت الأغلبية بأنها تخدمها، فإن رأي الأغلبية هو شرعي وملزم للأقلية بموجب النظام الداخلي للحزب- لكن أن يكون التصويت على استبدال القضية ودفنها، فإن رأي الأغلبية غير شرعي وغير ملزم للأقلية بموجب البرنامج السياسي للحزب.
ألغت الوحدة
حرب الدفاع عن الوحدة- حرب صيف 1994- قلت إنها ألغت الوحدة اليمنية في الواقع وفي النفوس.. كيف وما هي الأوجه الملموسة لذلك- من وجهة نظرك؟!
- حرب 1994 اسقطت شرعية التراضي بين النظام السياسي الذي كان يحكم شمال اليمن والنظام السياسي الذي كان يحكم جنوب اليمن.. وهما النظامان اللذان وقعا على اتفاقية الوحدة بين الشطرين، واستبدلتهما بشرعية القوة وشرعية القوة غير شرعية في القانون الدولي و هي غير شرعية بالضرورة، وقد أكد ذلك قراري مجلس الأمن الدولي أثناء حرب العام 1994.. أما في الواقع وفي النفوس، فإن أرض الجنوب وثرواته أصبحت بيد أصحاب السلطة والمال من أبناء الشمال، وأصبح أصحاب الأرض والثروة الأصليين من أبناء اليمن في الجنوب محرومين منها، وهذا ما يولد الحقد والكراهية بين الشعب في الجنوب وفي الشمال.
الحزب والمستقبل
اليوم الحزب الاشتراكي اليمني إلى أين يسير.. وما هي خياراته بالنسبة للمستقبل؟
- الحزب الاشتراكي اليمني الآن يسير باتجاهين مختلفين- أحدهما مع أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة- وبالتالي فإن قضيته أصبحت هي قضية أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة والتي تضم التجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الناصري وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية.. هذا الاتجاه الذي مع أحزاب المعارضة أكثرية عناصره منحدرة من الشمال؟!
أما الاتجاه الثاني فهو مع قضية إزالة آثار حرب 1994 ومع إصلاح مسار الوحدة بموجب وثائق الحزب وأكثرية عناصر هذا التوجه منحدرون من الجنوب؟!
وجهت رسالة لقيادة الحزب ذكرت فيها بأن هناك خيارات للحفاظ على الحزب وهي إما أن يسير الحزب باتجاه أقصى الآخر داخل قيادته أو أن يتوحد مع ذاته...
- نعم وجهت هذه الرسالة لقيادة الحزب قبل أسابيع وأقصد منها أن نعمل كحزب موحد برأي وموقف واحد وفقاً لوثائق الحزب أو الاعتراف بوجود الاتجاهين في قيادته والسماح لهما باستخدام وسائل إعلام الحزب على قدم المساواة كما كنا قبل المؤتمر العام الخامس للحزب..!
اسقاط النظام
هذا ما دفعك للقول إن هناك رؤيا ثنائية تجاه الوحدة والحرب في قيادة الحزب؟
- نعم، فيوجد في الحزب اتجاهان سياسيان أحدهما يرى أن المشكلة هي في علي عبدالله صالح واخوانه- وان اسقاطهم هو الحل- واتجاه يرى أن المشكلة هي في حرب 1994 ونتائجها، وان ازالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة هي الحل، لأنه حتى إذا ما تم اسقاط نظام علي عبدالله صالح واخوانه. فإن المشكلة ستظل قائمة بقوة الواقع.
كيف لي أن أقبل منك ما تطرحه الآن عن وجود شمال وجنوب في قيادة الحزب الاشتراكي وكذا على أرض الواقع، بعد 16 سنة من تحقيق الوحدة اليمنية.
لابد أن تفهم بأن المفهوم الجغرافي للوحدة هو الدليل الوحيد على وجود الوحدة ذاتها.. لأنه بدون الحديث عن الشمال والجنوب في الوحدة يسقط مفهوم الوحدة ويتحول إلى احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصيروهذا هو المبرر العملي والمبرر المنطقي والديمقراطي الذي يجب أن يجعلك تقبل مثل هذا الطرح.. فكيف يمكن لهم الخطأ والصواب في الوحدة بدون المفهوم الجغرافي لها وعلى أي أساس؟
ادافع عن الحزب
توجه انتقادات حادة في الكثيرمن الأوقات لقيادة الحزب.. فما هي رؤيتك؟
- لم أوجه انتقادات لقيادة الحزب، وإنما أدافع عن وثائق الحزب التي يجري إهمالها.. فعلى سبيل المثال، هم الذين يرفضون العمل من أجل قضية إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة المقررة في كل وثائق الحزب، وهم الذين يمارسون الاعتراف الضمني بشرعية الحرب ونتائجها ومنحها صفة الشرعية زوراً باسمنا على حساب قضية الجنوب، وهم الذين يجرون الحزب إلى التعارض مع قضية الجنوب الذي هو المسؤول عنها قبل غيره.. إلخ..و هذا العمل الذي يمارسونه هو أكثر ضرراً سياسياً وأكثر خطورة من غيره على قضية الجنوب على الحزب ذاته.
هل يعود ذلك لأسباب شخصية.. أم أنه يعود لأن قيادة الحزب خرجت عن مسار ما يراد منها؟
- لم يعد لأسباب شخصية، لأن العلاقات الشخصية مع القيادة السابقة والجديدة ممتازة، ولو سألتهم عن ذلك لأكدوها ولكن الخلاف لأسباب سياسية تتعلق بالحرب ونتائجها التي عطلت مسار الوحدة بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية.. فقد قلنا لهم اقنعونا بأن الحرب لم تمس الوحدة، وأن الوحدة صالحة ولا تحتاج إلى إصلاح وسنكون معكم، أو أقبلوا منا بأن الحرب عطلت مسار الوحدة، وأن الوحدة عاطلة وبحاجة إلى إصلاح كما جاء في وثائق الحزب وسيروا معنا، ولكنهم يرفضون.
لست وحيداً
وحدة الحزب، هل مازالت باقية، وكذا توجهاته العامة؟
- الوحدة التنظيمية قائمة، لأن أمانته العامة واحدة ومكتبه السياسي واحد ولجنته المركزيةواحدة.. أما الوحدة الفكرية والسياسية فغائبة منذ انتهاء الحرب للأسباب السالف ذكرها والتي تشمل توجهاته.
يلاحظ أنك صرت وحيداً داخل قيادة الحزب، لماذا؟
- لم أكن وحيداً، لأن كل المنحدرين من الجنوب في الحزب و خارج الحزب هم مع قضية ازالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ولا يوجد جنوبي ضدها، وهذا دليل على أنني لم أكن وحيداً.. صحيح أن بعضهم يحسون بالقضية ولا يدركونها نتيجة لمستواهم الفكري، و لذلك يرفعون أيديهم مع الأغلبية في التصويت من الناحية التنظيمية، ولكن ذلك لا يعني أنهم ضد القضية، أي إحساسهم بالقضية يجعلهم متمسكين بها، وعدم إدراكهم لها يجعلهم يرفعون أيديهم في التصويت بدونها.. فتمسكهم بقية ازالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة مثلاً هو دليل على إحساسهم بها، وذهابهم في الانتخابات بدونها هو دليل على عدم إدراكهم لها، ولكنهم حتماً سيدركونها مستقبلاً وسيرفعون أيديهم معنا بكل تأكيد. وحتى لو افترضنا أنني وحيد وأنا على حق، فهل يعني ذلك أن الحقيقة ستختفي، أم أن المعارضين لها هم الذين سيختفون؟ فعلى سبيل المثال كان »جاليلليو« وحيداً في الكنيسة عندما جاء إليها حاملاً حقيقة دوران الأرض من حولالشمس وكان الجميع ضده، ولكنهم اختفوا وانتصرت حقيقة »جاليلي« الذي كان وحيداً فيها.
مصالح القيادة
ألا ترى بأن ذلك يعود الى ان ما تطرحه يحالف مصالح الحزب وقيادته الحالية؟
- قد يكون ذلك ولكنه ليس مخالفاً للحقيقة وليس مخالفاً لوثائق الحزب، وإنما هو ترجمة لها. أما القول بأنه مخالف لمصالح القيادة أو مخالف لمصالح الحزب كما تقول القيادة، فهذا كما قلت في صحيفة الأيام هو فهم نقابي لوظيفة الحزب. فوظيفة الحزب ليست في مصالح الحزب كما هي عليه وظيفة النقابة، وإنما وظيفة الحزب هي قضية الوطن وحقوق أهله.
معلوم أنك رجعت الى اليمن بعد -حرب الدفاع عن الوحدة - صيف 1994م بقرار اتخذته أنت ووقتها نشر لك مقال تحدثت فيه عن ما حدث قبل تلك الحرب وأسبابها وتداعيات ما بعدها - سؤالي - ما الذي أراد محمد حيدر مسدوس أن يقوله؟
- أنا عدت بعد الحرب مباشرة لأنني لا أستطيع العيش خارج الوطن، وقبل الإجابة على السؤال أود أن أقول بأن الحرب من الناحية الموضوعية لم تكن دفاعا عن الوحدة كما تعتقدون، وإنما كانت إسقاطا لها في الواقع وفي النفوس بالضرورة. أما المقال فلا أذكر بأنني قد كتبت مقالا بهذا المعنى. ولكنني كنت وما زلت أقول بأن الحرب قد جاءت نتيجة لأزمة سياسية اعترف بها الجميع في وثيقة العهد والاتفاق، وقامت صنعاء باستبدال الحل الذي جاءت به الوثيقة بالحل العسكري وعطلت مسار الوحدة، والأزمة السياسية التي أدت الى الحرب كانت لها أسباب موضوعية تتعلق بالاختلاف الاقتصادي والاختلاف الاجتماعي والاختلاف الثقافي بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية، وكانت لها أسباب ذاتية تتعلق بعدم تنفيذ اتفاقيات لوحدة وفشل المرحلة الانتقالية في إنجاز مهامها، وبالتالي جاءت الأزمة كتحصيل حاصل لذلك. وهناك أسرار كثيرة حول هذه القضية لم يأت الوقت لطرحها.
منذ ذلك الوقت لم يقتصر الهجوم عليك على الخطاب الإعلامي الرسمي، بل ان صحيفة الحزب تعمدت ان تهاجمك وتنتقد اطروحاتك - لماذا؟
- هذا صحيح، وهو دليل على أن القاسم المشترك بينهما معاداة قضية إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة المقره في وثائق الحزب والتي نحن نتبناها. كما ان مهاجمتهم لي هي دليل على صواب ما أطرحه. فلو كان ما أطرحه خطأ، لما كانوا بحاجة لمهاجمتي، وإنما سيكونون بحاجة الى تكذيب ودحض ما أطرحه. وبالتالي فإن مهاجمتهم لي هي دليل على صواب ما أطرحه.
مسار الوحدة
تحدثت حول اصلاح مسار الوحدة اليمنية، ما هي دوافعك لذلك - وهل تحتاج وحدة اليمنيين الى إصلاح مسارها؟ وما الغاية منه وبأي الوسائل سيتم تحقيقه؟
- دوافعي وحدوية أصلاً، لأننا كنا نمثل دولة اليمن الجنوبية، وأعلنا وحدة سياسية مع دولة اليمن الشمالية، وجاءت الحرب وأسقطت شرعية اعلانها وشرعية كل ما اتفقنا عليه بكل تأكيد. وبالتالي فإن شرعية إعلان الوحدة وشرعية ما اتفقنا عليه تتوقف على إزالة اثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة بالضرورة، لأنه بدون ذلك ستتحول المشكلة القائمة من مشكلة وحدة عطلت الحرب مسارها الى مشكلة احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصير. أما كيف سيكون ذلك وبأي الوسائل، فقد قلنا أكثر من مرة بأن ازالة أثار الحرب تعني نقاط أربع، وبأن إصلاح مسار الوحدة يعني واحدا من خيارات أربعة سبق وإن قلناها عبر وسائل الإعلام، ولمزيد من التكرار يمكن توضيح ذلك في التالي:
أولاً حول إزالة آثار الحرب:
قلنا بأن هناك نقاط أربعا مجتمعة يمكن لها أن تؤدي الى إزالة آثار الحرب، وهي:
- إلغاء الفتوى الدينية التي أصدرتها قيادات في الإصلاح والتي بررت الحرب، لأنها خاطئة، ولأنه لا يجوز دينياً ولا يجوز وحدوياً ولا يجوز قانونياً ولا يجوز أمنياً بأن تظل باقية.
- إعادة ما نهب تحت هذه الفتوى وتحت غيرها من ممتلكات خاصة وعامة، باعتبارها ثروة الشعب في الجنوب حولها النظام السابق في الجنوب الى ملكية الدولة، وباعتبار انه لا يجوز دينيا ولا يجوز وحدوياً ولا يجوز قانونياً بأن يمتلكها غير ابناء الشعب في الجنوب.
واعادة المشردين في الداخل والخارج الى أعمالهم وإعادة ممتلكاتهم باعتبار ذلك من الحقوق المدنية التي تضمنها الشرائع السماوية والإعلان العالمي لحقوق الانسان. وبالتالي فإنه لا يجوز دينياً ولا يجوز وحدوياً ولا يجوز قانونياً بأن يحرموا منها.
وإلغاء الأحكام وليس العفو العام الذي يثبت التهمة ويلغي عقوبتها على قائمة الـ 16 باعتبارها أحكاما سياسية باطلة وباعتبار ان الحرب هي حرب صنعاء على عدن باعتراف صنعاء ذاتها، وبالتالي من يحاكم من فيها؟ ثم انه لا يمكن ان تكون الوحدة شرعية بدون شرعية أصحابها.
أربعة خيارات
ثانياً: حول إصلاح مسار الوحدة:
فهناك خيارات اربعة يمكن الأخذ بأحدهما لاستعادة شرعية الوحدة التي أسقطتها الحرب، وإصلاح مسار الوحدة الذي عطلته الحرب، وهذه الخيارات الأربعة هي:
إصلاح مسار الوحدة على أساس اتفاقياتها التي اسقطتها الحرب قبل تنفيذها وعلى أساس دستورها الذي تم استبداله بعد الحرب.
وإصلاح مسار الوحدة على أساس وثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها من الجميع والقتها الحرب وإصلاح مسار الوحدة على أساس الحكم المحلي كامل الصلاحيات غير السيادية وفقاً لتقسيم اداري جديد يقوم على أساس أقاليم أو ولايات وليس على أساس محافظات وإصلاح مسار الوحدة على نمط أي وحدة سياسية في العالم.
< سأقول بأني متفق معك بأن الوحدة اليمنية تحتاج الى إصلاح، ولكن ما هي منطلقات هذا التوجه الذي تدعو إليه، وما هي الغايات منه، وقبل ذلك ما الذي تريدون تحقيقه؟
- المنطلقات التي ننطلق منها هي اتفاقيات الوحدة التي اسقطتها الحرب، ودستور الوحدة الذي تم استبداله بعد الحرب، وقراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب، وتعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب، وكذلك آثار الحرب ونتائجها. أما الغاية فهي استعادة شرعية الوحدة التي أسقطتها الحرب وإصلاح مسار الوحدة الذي عطلته الحرب من أجل إصلاح وضع اليمن ككل من صعدة الى المهرة، وهذا هو ما نريد تحقيقه.
أبناء الجنوب
الحديث عن غبن ومعاناة أبناء الجنوب، ألا ترى بأنه نظرة سياسية قاصرة تتجاهل مشكلات اليمن؟
- المفتاح لحل مشكلات اليمن ككل هو عبر بوابة الوحدة، ومن يعتقد بغير ذلك واهم، ويخلق بذلك شرعية وامكانية الانفصال دون إدراك.. فالحديث عن غبن ومعاناة ابناء الجنوب هو الحديث الشرعي في الطريق الى بوابة الوحدة، وبوابة الوحدة هي الطريق لإصلاح أوضاع اليمن ككل من صعدة الى المهرة كما حصل في السودان.
أنت تركز على وثائق الحزب وقراراته، وقلت في اجابة سابقة بأن قيادة الحزب صارت مع قضية احزاب اللقاء المشترك ولم تعد مع قضية الحزب حسب تحديك.. باعتقادك ما الذي دفع قيادة الحزب لذلك؟
- الفهم الخاطىء للوحدة وغياب الفهم الصحيح لها من قبل هذه القيادات، اضافة الى النزعة الشطرية لدى بعض المنحدرين من الشطر الشمالي في قيادة الحزب.
هناك من يرى أن قيادة الحزب الاشتراكي اليمني الحالية قد تجاوزت التوجه الحزبي الى مستوى تبني القضايا الوطنية بشكل اشمل، وان تحالفها مع أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة هو دليل على ذلك، انت ماذا تقول؟
- القضايا الوطنية يبدأ تبنيها بإزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، لأن أي عمل سياسي بدون هذه القضية هو عمل شطري خاص بالشمال بالضرورة، اما التحالف مع أحزاب اللقاء المشترك فهو لتحقيق الأهداف الثلاثة التي تسعى إليها القيادة الحالية للاشتراكي والتي سبق وأن أشرت إليها في إجابة سابقة.
قضية الجنوب
ما أسباب تحفظك تجاه التحالف القائم بين الحزب الاشتراكي وأحزاب اللقاء المشترك للمعارضة؟
- الحزب الاشتراكي له قضية خاصة بالحرب ونتائجها وهو المسؤول عن معالجتها وحلها باعتباره كان ممثلاً لدولة الجنوب، وكان طرفاً في الأزمة السياسية والحرب، ولكن وجوده الآن بين أحزاب لا تعترف بهذه القضية يجعل قضية الحزب الاشتراكي هي قضية الأحزاب التي يتحالف معها وليس قضية الخاصة بحرب العام 94م ونتائجها وهذا عمل خياني لقضية الحزب.
تتحدث عن الدفاع عن القضية الجنوبية أو كما قلت قضية الحزب؟
- لا بد من الإدراك بأن الدفاع عن القضية الجنوبية في إطار الوحدة هو أصلاً دفاع عن الوحدة ذاتها وهو من أجلها بالضرورة.لأن صاحب القرار النهائي في الوحدة هو الشعب في الجنوب وليس الحزب الاشتراكي أو غيره. فإذا فقد الشعب في الجنوب تاريخه السياسي وهويته وخسر مصالحه ومستقبله في علاقته مع الشمال كيف يمكن أن يقبل هذه العلاقة ويبقى فيها الى الأبد؟. أما كيف الدفاع عن هذه القضية وما هي الوسائل فقد قلنا ان الكيف هو إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، وإن الوسائل هي عبر الحوار.
شرعية الحرب
تقول الآن ان قيادة الحزب الحالية تعترف بشرعية حرب 1994م ما الذي تعنيه؟
- أعني ان مشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات بدون إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة هي اعتراف ضمني بشرعية الحرب ونتائجها. وفي هذه الحالة تسقط شرعية مطالبته بإزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وتغيب امكانية إصلاح الوحدة لصالح الحل الانفصالي بالضرورة أيضاً.
لماذا تعتبر الحزب الاشتراكي مسؤولاً عن قضية الجنوب دون غيره؟
- لأنه دون غيره كان ممثلاً لدولة الجنوب وكان طرفاً في الأزمة والحرب، ولأنه امتداد لثورة الجنوب ومنبع وجوده من الجنوب، وعليه مسؤولية تاريخية تجاه الجنوب أكثر من غيره.
اليوم الحزب الاشتراكي متحالف مع خصمه الإسلامي حزب الإصلاح، كيف تنظرون الى ذلك؟
- نحن في تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة ننظر إليه بأن هدفه الأول هو دفن القضية الجنوبية، لأن وجود الحزب الاشتراكي في تكتل سياسي يجعل قضيته السياسية في قضية التكتل الذي هو متواجد فيه، وبحيث ألا يبقى صاحب قضية خاصة تتعلق بالحرب ونتائجها، وهذا هدف مشترك للقاء المشترك وللسلطة. أما هدفه الثاني فهو لتحسين صورة حزب الإصلاح عند الأمريكان ولتحسين صورة الحزب الاشتراكي عند الإسلاميين. وفي تقديري ان هذا هو الذي أغضب بعض العناصر الإسلامية المتشددة والملتزمة للفتوى الدينية التي صدرت في حرب 1994م وأقروا الجهاد الذاتي على أساسها وقاموا باغتيال جارالله عمر في مؤتمر حزب الإصلاح. وأما هدفه الثالث والأخير فهو لإضعاف سلطة الرئيس علي عبدالله صالح، لصالح اللقاء المشترك وتوحيد اليمن الأسفل لمواجهة اليمن الأعلى.
يقال إن القيادة الحالية للحزب الاشتراكي جعلته تابعاً لحزب الإصلاح، ما تعليقكم على ذلك؟
- بعد أن هربت قيادة الحزب من قضية إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وتخلت عن الجنوب الذي هو منبع وجود الحزب، أصبح الحزب من حيث المضمون يسير في الخط السياسي للمعارضة السابقة في الشمال، وأصبح حزبا هامشيا يقوده حزب الإصلاح نحو الأهداف الثلاثة السالفة الذكر.
المعارضة والانتخابات
مرشح واحد لأحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية، ما هي دلالة ذلك، وما الذي يعنيه على الصعيد اليمني وطنياً وسياسياً؟
- الدلالة في تقديري هي على الأهداف الثلاثة التي سبق ذكرها، مضافا إليها انهم غير قادرين بأن يكونوا رقما أمام السلطة الا مجتمعين، والقيمة السياسية في ذلك هي لصالح الرئيس علي عبدالله صالح لأنه لأول مرة في حكمه سيحصل على الشرعية لسلطته عبر هذه المنافسة.
ما هي توقعاتك عن نتائج الانتخابات المحلية والرئاسية؟
- توقعاتي بأن نتائج الانتخابات الرئاسية ستكون لصالح الرئيس علي عبدالله صالح دون منازع، وأحزاب اللقاء المشترك تدرك ذلك جيداً وتدرك بأن مرشحها هو مرشح للسقوط، بدليل انه لم يتجرأ أي من قادتها ان يترشح، وإنما استأجروا بن شملان كمرشح للسقوط ولدفن القضية الجنوبية باعتباره من حضرموت، وهو ذاته يدرك ذلك ويدرك انه لا يستطيع ان يقود المجتمع القبلي في الشمال، ولا أعرف كيف رضي على نفسه بذلك. أما الانتخابات المحلية فاحتمال ان تكون لصالح حزب الإصلاح، لأن نظرة الناس الى قيادات وكوادر حزب المؤتمر بأنهم فاسدون.
الرئيس صالح
ماذا عن تراجع الرئيس صالح عن قراره بعدم خوض الانتخابات، وما رؤيتك لذلك؟
- رأيي في ذلك ان كل شيء عند الرئيس محسوب، فعندما أعلن عدم ترشحه كان محسوباً، وعندما تراجع كان أيضاً محسوباً. وقد استطاع أن يضحك على أحزاب اللقاء المشترك ويحولهم من معارضة له الى معارضة لحزب المؤتمر الشعبي العام ويجعل من نفسه حكما بينهما في اتفاق المبادىء الخاص بالانتخابات والذي هو غير ملزم للسلطة قانونا طالما وهو بين احزاب وليس بين سلطة ومعارضة.
ليس مرشحنا
وماذا عن مرشح الحزب الاشتراكي وأحزاب اللقاء المشترك، والمنافس للرئيس علي عبدالله صالح في الانتخابات الرئاسية ما هي توقعاتك بشأنه؟
- كما قلت لك فإنه مرشح للسقوط وليس المنافسة وأحزاب اللقاء المشترك والحزب الاشتراكي يعرفون ذلك؟
- يتوقع ان يحظى مرشح المعارضة فيصل بن شملان بأصوات الناخبين المنتمين لهذه الأحزاب.. ومنها أصوات الاشتراكي.
< نحن في تيار إصلاح مسار الوحدة وإزالة آثار الحرب في الحزب الاشتراكي اليمني نرفض اي ترشيح باسم الحزب ونقول الآن بصراحة للأستاذ فيصل بن شملان بأنه ليس هناك إجماع على ترشيحه داخل الحزب الاشتراكي رغم احترامنا الكبير جداً لشخصه، لأننا في تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة ندرك بأنه مرشح لدفن القضية الجنوبية لأنه جنوبياً من حضرموت وندرك بأنه مرشح للسقوط، وإلا لماذا لم يترشح أياً من قادة احزاب اللقاء المشترك للمعارضة!!.
مشاركة سياسية فقط
المعارضة قالت انه مرشح أجمع عليه الكل وحرصت على أن تقدمه كصورة لتوافق هذه الأحزاب حول قضية المشاركة في الانتخابات؟
- إن المتاح الآن أمام أحزاب اللقاء المشترك هو المشاركة السياسية فقط في الانتخابات وليس المشاركة الايجابية كما تدعي المعارضة ذلك لأن السلطة قد حضرت للانتخابات وفصلتها على مقاسها ودعت المعارضة إليها حتى تكون شاهد زور.
والسؤال الذي أريد أن أطرحه على أحزاب المعارضة وعلى الجميع هو لماذا في الانتخابات الرئاسية السابقة قامت بترشيح نجيب قحطان الشعبي لمنافسة الرئيس علي عبدالله صالح وهو من حزب الرئيس.. ولماذا الآن قامت بترشيح فيصل بن شملان وهو من خارج أحزاب اللقاء المشترك.
أحزاب اللقاء المشترك قالت ان ترشيحها لفيصل بن شملان كونه شخصية وطنية يمنية.. وليس لأنه من الجنوب كما تقول أنت؟
- المعارضة وأحزاب اللقاء المشترك والقيادة الحالية للحزب الاشتراكي رشحت فيصل بن شملان وهدفها دفن قضية الجنوب، وإن عدم ترشيحها لمنافس للرئيس صالح من الشطر الأكثر سكاناً - الشمال واختيار منافساً له من الشطر الأقل سكانا، الجنوب هو ترشيح للسقوط وخاصة في المجتع اليمني الذي يتسم بالعصبية والانتماء القبلي، ولذلك نرى أن ترشيحها لفيصل بن شملان وهو مرشح للسقوط أمام الرئيس علي عبدالله صالح باعتباره من الجنوب بأنه يساوي الإجماع الضمني لأحزاب اللقاء المشترك ولقيادة الحزب الاشتراكي على أن مرشحها هو الرئيس علي عبدالله صالح وأن مرشحها بن شملان وهو من الجنوب سيكون فقط كمحلل لقهر الجنوب.
دعونا للمقاطعة
تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي هل سيشارك في الانتخابات الرئاسية والمحلية المقرر ان تتم في سبتمبر القادم؟
- لا لن نشارك بل ونحن دعونا الى مقاطعة الانتخابات.. قيادة الحزب الحالية أعلنت ان الحزب الاشتراكي سيشارك في الانتخابات لكننا ونحن جزء من الحزب نرفض ذلك ونرفض اي ترشيح باسم الحزب ما لم يتم إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة.
الحوار مع الحاكم
ما تطرحونه من قضايا يتبناها تيار إصلاح مسار الوحدة داخل الحزب الاشتراكي ما الذي يمنعكم من التحاور حولها وإثارتها مع الحزب الحاكم.. المؤتمر الشعبي العام؟
- لا نستطيع ذلك بدون الحزب ككل، ولذلك فإن الذي يقف دون إثارة وبحث هذه القضايا مع السلطة هي قيادة الحزب رغم ان ذلك موجود في وثائق الحزب وقرارات المؤتمر وقرار اللجنة المركزية. هذا أولاً وثانياً عدم رغبة السلطة في ذلك.
تيار إصلاح مسار الوحدة، هل لديه تحفظ من فتح حوار مع المؤتمر الشعبي العام، عن هذه القضايا وغيرها؟
- المشكلة هي مع السلطة وليست مع المؤتمر الشعبي العام، والسلطة لم تعترف بعد بوجود المشكلة، ولم تعد تعترف بالوحدة ولا بأي تمثيل للجنوب بعد الحرب.. وهذا ما يحقق شرعية وامكانية الانفصال بالضرورة كذلك.
ما هي الرؤيا التي سيقدمها اذا ما تم مثل هذا الحوار؟
- سبق وأن أوضحناها في مفهومنا لقضية إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ومفرداتها.
أدافع عن قضية
أنت تعارض بقوة من الداخل رغم اتفاق الخصوم سلطة ومعارضة على استهدافك؟
- أنا لست معارض لأحد، وإنما أدافع عن قضية إزالة آثار الحرب ورصلاح مسار الوحدة من أجل الوحدة، لأنه بدون ازالة آثار الحرب وإصلاح الوحدة سوف تتحول المشكلة بشكل حتمي من مشكلة وحدة عطلت الحرب مسارها الى مشكلة احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصير كما أسلفنا.
ختاماً معارضة الخارج ما رأيك فيها، وهل هي مؤثرة ولها صوت في الداخل؟
- معارضة الخارج هي تحصيل حاصل لرفض السلطة لقضية المصالحة وإصلاح مسار الوحدة، وقد تحول بعضهم الى حركة تحرير بسبب تصلب صنعاء تجاه هذه القضية، وبسبب عدم تبنيها من قبل الحزب الاشتراكي. ولو كان الحزب الاشتراكي قد تبناها رسمياً في خطابه السياسي والإعلامي وعمل من أجلها لما ظهرت المعارضة الجنوبية في الخارج بكل تأكيد. أما تأثيرها في الداخل فصدقني بأنه قد تجاوز الجميع في الشارع الجنوبي.
مسدوس ليس ممثلاً لأبناء المحافظات الجنوبية، ذلك ما يقال عنك أنت بماذا ترد عليهم؟
- هذه محاولة لشخصنة القضية، وهي محاولة فاشلة لأننا منذ انتهاء الحرب ونحن نطالب صنعاء بالاعتراف بالوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية واعتبار الجنوبيين الموجودين والسلطة ممثلين للجنوب سواء كانوا زمرة أو طغمة أو رابطة أو سلاطين وحلت المشكلة، ولكنها ترفض أي تمثيل للجنوب بعد الحرب، وهذا تراجع عن الوحدة ورفض
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس