عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-09-09, 05:41 AM   #1
المهندس
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-27
المشاركات: 3,730
افتراضي البيضاني يوجه رســالـة ساخنة ومؤثرة جداً إلى د/ الإرياني

البيضاني يوجه رســالـة ساخنة ومؤثرة جداً إلى د/ الإريانيكتب: شبوة برس / بقلم : د . محمد أحمد البيضانـــيالتاريخ: 8/9/2008القراءات: 60
السيد د/ عبدالكريم الإرياني .. لقد قرأت تصريحك في عدة مواقع ، حول عودة دولة السيد حيدرأبوبكر العطاس ، ولقد أستغربت وصعقت من طريقة تصريحك ، إنك شخصية تاريخية وسياسية ودبلوماسية معروفة ، ومن عائلة أشتهرت بالعلم والنضال والسياسة ، ولست أدري ما حدث ، إن تصريحك هو نوع معروف في دنيا الإعلام ، ويعرف بالتشهير السياسي والإعلامي ، والإهانة المبطنة نحو الآخرين ، وهذا العمل لا يليق بمقامك وتاريخك ومركزك في المجتمع المحلي والدولي ، كشخصية سياسية و معروفة ، ولها تاريخ في الدبلوماسية وأسلوب الحكم . إن من المؤسف حقآ ، أن تتحدث عن السيد العطاس ، كأنك تتحدث إلى رجل من العامة ، وتوجه خطابك إلى شعب الجنوب العربي ، كأن هذا الشعب العريق هم " عيال معلامة " ، وليس شعب مثقف وكريم ومتعلم ، وله جذور حضارية عبر عصور التاريخ . إن سعادة دولة السيد المهندس حيدر أبوبكر العطاس ، هوغني عن تعريفي ، رجل دولة ومثقف وله تاريخ عريق في النضال الوطني ، وسياسي محنك ، في عالم السياسة والحكم ، السيد العطاس من الجنوب العربي ، ومن عائلة حضرمية نبيلة. ومعروفة في الوطن العربي منذ 300 سنة من عمر الزمن ، قامت من حضرموت ، بلد الدين والعلم والقبائل الشجاعة ، قامت منها عائلة العطاس ، والجنيد ، والسقاف ، والكاف وأخرون من أبناء حضرموت ، قاموا بنشر الدين الإسلامي في جنوب شرقي آسيا ، لقد وطدوا دعائم الدين الإسلامي في أكبر بلد إسلامي ، إن عائلة العطاس تمتد جذورها في أرض التاريخ إلى 500 سنة . السيد د/ عبدالكريم الإرياني .. سأذكر إليك بعض الوقائع التاريخية من التجربة الشخصية حول موضوعنا هذا . في عام 1962 ، كنت ضابط خريج في قوة بوليس مستعمرة عدن البريطانية ، وفي بداية عام 1963 حين بدأت عملية الثورة في عدن ، وقف ضباط بوليس عدن في حيرة قانونية ودستورية حيال العمليات العسكرية للثورة في عدن ، هذه النشاطات تعتبر قانونيآ تحت نص القانوني ، كعمل جنائي Criminal Act ، جاء ت بريطانيا العظمى في عدن ، وأصدرت الفتوى القانونية ، وأعتبرت عمليات الثوار في عدن ، تحت النص القانوني ، عمل سياسي-Political Act بل قد جمدت كل معاملات الثوار من قوة بوليس عدن ، ونقلتها مباشرة إلى القيادة البريطانية ، تحت قانون الطوارىء ، وأيضا نقلت المعتقلين السياسيين من سجن عدن المركزي إلى معتقل رأس مربط ، وأعتبرت عمليات الثورة ، عمل سياسي وليس جنائي . دعنا لا نذهب بعيدآ ، خلال عصر الإمامة في اليمن ، كانت عائلة الإرياني من العائلات التي حاربت وقاتلت وتمردت على سلطة الإمامة الشرعية والدينية ، هل قامت عائلة الإرياني التاريخية ، " بعمل جنائي " ؟ ، لقد قمتم بهذا العمل وفي ذمتكم " بيعة شرعية " لبيت حميد الدين ، هل كان الثوار .. السلال ، والنعمان ، والزبيري ، واللقية ، والجائفي ، والبردوني ، و الإرياني ، والوزير ، والعمري ، والعلفي .. هؤلاء الثوار جميعآ ، كان في ذمتهم " بيعة شرعية " للسلطة الشرعية والدينية ، بيت حميد الدين .هل هؤلاء الناس قد أرتكبوا عمل جنائي . انتم اليوم تعاملون حركة ثوار الجنوب العربي ، كأنه عمل غير شرعي وجنائي ، أنتم اليوم .. تدعون رئيس دولة ، أن يعود إلى بلاده و بضمانة أنتم اليوم .. تعاملون المعتقلين السياسين كمجرمين ، إن بريطانيا العظمى في عدن أعتبرت الثوار والعمل الثوري ، كعمل سياسي وليس جنائي ، ولم تقدم أي معتقل سياسي إلى المحكمة ، إن بريطانيا العظمى قد صرفت لهم الرواتب والرعاية الصحية ، وأخبرني بالصدفة أحد الجزائيرين ، إن الحكومة الفرنسية تدفع شهريآ مليارات من الدولارات لشهداء ومتضررين حرب التحرير الجزائرية . في عام 1967 خرج الثوار من معتقل رأس مربط في التواهي إلى كراسى الحكم.
السيد د/ عبدالكريم الإرياني .. في القرن 18 قررت الإمبراطورية البريطانية إحتلال عدن ، وكان الغرض الرئيسي هو موقع عدن الجغرافي ، أرادت بريطانيا إنشاء ميناء ليربط بريطانيا بقناة السويس ، الهند وسنغافورا و أستراليا ، وكان لعدن موقعها التاريخي الفريد ، لقد أدركت بريطانيا أن المنطقة خلال عقود التاريخ ، كانت مقبرة الغزاة ، لقد هزمت كل الإمبراطوريات ، هزمت الرومان ، والأحباش ، والفرس ,المصرين والأتراك ، ولكن بريطانيا العظمى نجحت في تنفيذ الغرض ، كيف حدث ذلك ؟ لقد دخلها جميع الغزاة بالجيوش الكبيرة ، والمدافع الثقيلة ، التي ضاعت في الجبال العالية والوديان السحيقة ، ولكن بريطانيا دخلتها "بقوة العلم والمعرفة" ، قبل أن تدخلها بريطانيا أرسلت العلماء والمستشرقين من بداية القرن السابع عشر، منهم كارستن نيبور، 1733 -1815 و جوزف هاليفي 1827 -1917 ، أرنو ، وجلاسر وآخرون، كانوا هؤلاء العلماء المستشرقون من عدة دول، ولكن تقاريرهم تكتب ويقرأها الجميع وجاء ، مستشرق بريطاني من جامعة أكسقورد ، قاد بلاده إلى إستعمار عدن ، غزت بريطانيا المنطقة بعقل وبفضل هذا الأستاذ الجامعي ، الذي ذكر في تقريره التاريخي ، أن الغزاة جميعا ، كانت سياستهم هي : توسع بغير نفوذ :Expansion without influence - والصحيح : نفوذ بغير توسع Influence without expansionالسيد د/ عبدالكريم الإرياني .. حين أستقرت بريطانيا في عدن عام 1839 ، وكانت عدن ميناء السلطنة العبدلية ، لا نريد هنا أن نسترسل في كتابة التاريخ ، ولكن نود الوصول إلى الغرض العام ، وجدت بريطانيا أن هناك عدة سلطنات ومشيخات وإمارات وكيانات مستقلة قائمة ولها وجود إنساني وتاريخي ، بريطاني العظمى لم تختصر الزمن ، ولم تستعمل قوتها العسكرية الضاربة ، كما صنعت تركيا ، بل أخدت 100 عام ،من عمر الزمن لتوقيع إتفاقيات الحماية مع الأنظمة المتواجدة ، بطريقة حضارية وإنسانية وعادل وراعت ظروف وشعور كل القبائل والمؤسسات ، وأحترمت الدين الإسلامي العظيم ، دين هؤلاء الناس ، وحافظت على قيم القبائل والتقاليد والأعراف القبلية النبيلة . أرادت بريطانيا العظمى أن توحد هذه الكيانات ، فصنعت ذلك بطريقة إنسانية وحضارية منقطعة النظير ، قامت بإنشاء جيش محمية عدن والحرس القبلي ، والحرس الإتحادي ، وقوة بوليس عدن ، والبوليس المسلح ، أنضم إلى هذه القوة النظامية العسكرية ، كل أبناء القبائل ، من العولقي والعبدلي و اليافعي و العدني والضالعي ، والبيضاني والعوذلي والبيحاني والعقربي والقعيطي ، والكثيري والواحدي والفضلي والعقربي والميسري والكمراني ، عمل كل هؤلاء الرجال الشجعان معا ، وأتحدت قلوبهم وعقولهم في جيش الوطن ، وزالت الفوارق والحساسيات والعصبية والقبلية ، بل أمة واحدة وجيش واحد وعلم واحد ، لم يكن هذا الإعجاز البشري والتاريخي في يوم وليلة ، بل أستغرق 58 سنة من عمر الزمن ، حتى تُوج في النهاية ، إلى قيام الدولة الكاملة ، دولة الجنوب العربي ، التي شاءت الظروف الدولية والقوى العالمية الجديدة عدم إستمرار هذا الكيان الحضاري والإنساني الفريد من نوعه في التاريخ ، لو شاء القدر ، لقام هذا الكيان الجديد بكتابة تاريخ الجزيرة العربية ، و كان المثال الأعلى الراقي لإتحاد دول الجزيرة العربية.. السيد د/ عبدالكريم الإرياني .. كان هناك فرق حضاري وثقافي وعلمي ومعيشي ، بين الجمهورية العربية اليمنية ، ودولة الجنوب العربي ، كانت هذه الهوة العميقة ، ، عمرها 128 سنة في علم المنطق والعقل ، لا يمكن بأي حال من الأحوال تناسي هذا الفارق الكبير ، إن بناء الدول والمجتمعات لا يتم بالعشوائية والهرولة ، إنها كيانات ومستقبل أمم وبشر ، إنه التاريخ البشري ، إن العواطف وعلم الكلام ، والتراب التاريخي والشعور الوطني والعواطف ، لا تبنى بها الدول ومصالح الناس ، فجأة وبدون مقدمات يقرر أثنان من البشر ، يتحكموا في 20000000 شخص ، وبدون إستشارة هؤلاء الناس يعلنوا الوحدة. لقد قام البيض في الهرولة إلى الوحدة ، دون أن يفكر بمصالح وتاريخ أمة ، وفي الجانب الآخر تلقاه صالح بالخبث والدهاء التاريخي المعروف ، والفرصة التي كانوا يبحثوا عنها طوال عقود من الزمن ، ووقعوا هذه الوحدة المشبوهة ، التي سببت المآسي والكوارث ، كأن الناس ليس لها وجود ، ثم الإسراع بإحضار القماش لصنع العلم وقليل من الموسيقى للنشيد الجمهوري ، أي إستهتار هذا بمصير أمة ، لقد ذكرت كيف صنعت بريطانيا وحدة أمة في الجنوب العربي ، خلال 100 سنة ، وجاء المطبلون يتحدثوا عن التاريخ والوحدة والثوابت ، منذ متى كان الشمال اليمني موحدا ، أو كانت هناك حكومة ، أو جهاز إداري Establishment ، إنها العواطف التي يصدروها مجموعة من المغامرين ، تحكموا في مصير أمة ، لقد انفصلت سانغفورا عن ماليزيا ، وبنجلاديش عن باكستان ، ودول تشيكوسلوفاكيا ، ودول الإتحاد السوفيتي ، لقد بحثت هذه الأنظمة المتعقلة عن مصلحة شعوبها وأنقذتها من كذب المشاعر وبلادة التفكير السياسي ، و من حفنة المغامرين والكاذبون على التاريخ . السيد د/ عبد الكريم الإرياني .. على الجانب الآخر من البحر ، في أرض الصومال العظيمة ، التي كانت أرض الرخاء ، والوطن البديل لأهل البيضاء ، عند هروبهم من سلطنة البيضاء ، عام 1920 حين غزاها الإمام يحي ، بقيادة جيش الشامي ، وسالت أنهار من دماء أبناء البيضاء في الجبال والشوارع من قوة الهجوم الوحشي ، ستعود سلطنة البيضاء عند تغير الخريطة إلى الوطن الأم .. الجنوب العربي ، كما عادت شبوة الشجاعة وهرب القردعي من شبوة ، ببقايا جيش الإمام يحي المهزوم . وسيعيد التاريخ نفسه . كانت أرض الصومال أرض الشجاعة والقبائل الكريمة النبيلة عبر عصور التاريخ ، وللأسف الشديد قد جابهت نفس كارثة الجنوب العربي من أوهام وأخطاء الوحدة ، التي لا تستند على العقل والمنطق . في 26/6/1960 أستقل الصومال الشمالي ثم أستقل الصومال الجنوبي في 1/7/1960 . كان في الشمال – هرجيسة وهو الأكثر ثقافة وخبرة ونظام بريطاني متكامل ، وجاء بعض "المهرولين" من ليس لديهم العلم والثقافة وهندسة بناء الدول والمجتمعات ، وأعلنوا الوحدة في نفس اليوم ، وكان يوجد في ذلك الوقت ، مفكر وسياسي عظيم ، يدعى مايكل ماريانو Michael. Mariano ، وهو صومالي ، مسيحي الديانة ، وطلب التريث والنظام والتفكير والتعقل ، وعدم إستعمال العاطفة الهوجاء ، وعدم " الهرولة " ، وللأسف الشديد تصدى لأفكار هذا الرجل العظيم ، شرذمة من المتطرفين ، من لا خبرة ولا علم لهم ، وأستغلوا العاطفة الدينية للإساءة إلى فكر هذا المفكر العظيم وبعد نظره السياسي ، فكانت الوحدة والكارثة التاريخية المدمرة التي حدثت في الصومال ، ودمرت أغنى وأعظم بلد ، وشردت أمة كريمة من أكرم الأمم وخير القبائل الشجاعة ، إن إستعمال الدين في تبرير الغايات والأفكار الشخصية ، أمرٌ في غاية الخطورة ، ومرحلة يجب أن تنتهي من التاريخ البشري . أن ما يدعو للأسى والأسف ، أن يقود سطحية التفكير إلى تدمير البلاد والعباد ، وجابهت الصومال والجنوب العربي نفس المصير000يتبع الصفحه000000الاخرى 00

__________________
(الشهيد البطل محسن علي مثنى طوئرة)
المهندس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس