هجوم على البنك المركزي بصنعاء وهادي يستعين بالقضاء والعلماء ضد «المخربين»
برلمان اليمن يحذر من استمرار الاضطرابات والاغتيالات
حجم الخط |
تاريخ النشر: الخميس 27 ديسمبر 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - حذًر البرلمان اليمني، أمس الأربعاء، من استمرار الاضطرابات والاغتيالات في البلاد، وأقر استدعاء وزيري الدفاع والداخلية، السبت المقبل، لمساءلتهما بشأن “عمليات الاغتيال” التي تزايدت مؤخرا بشكل لافت، خصوصا داخل العاصمة صنعاء. ويعد هذا الاستدعاء هو الثاني لوزيري الدفاع والداخلية هذا الشهر، بعد أن مثلا في 2 ديسمبر أمام البرلمان، الذي أمهلهما أسبوعين لتفسير الانفلات الأمني غير المسبوق الذي تعانيه البلاد، خصوصا منذ تنحي الرئيس السابق، علي عبدالله صالح نهاية فبراير. واستنكر البرلمان في جلسته، الأربعاء، الهجمات والاغتيالات التي تستهدف خصوصا قادة عسكريين وأمنيين، حيث قُتل منذ بداية ديسمبر، 27 عسكرياً، بينهم سبعة ضباط. ووصف نواب في البرلمان هذه الاغتيالات بـ”الأعمال المشينة” التي قالوا إنها “تستهدف أمن الوطن واستقراره والسكينة العامة”. وطالبوا برفع درجة اليقظة والوعي لدى الأجهزة العسكرية والأمنية خاصة، والمواطنين عامة، و”استيعاب” مدلولاتها المختلفة، مشددين على دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وزعماء القبائل في التحذير من هذه الأعمال “المخالفة للقوانين والأنظمة والعادات والتقاليد الحميدة للشعب اليمني”.
وأقر البرلمان استدعاء وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، ووزير الداخلية، اللواء عبدالقادر قحطان، إلى جلسة السبت المقبل لتقديم إيضاحات بشأن أسباب استمرار الفلتان الأمني، والإجراءات التي اتخذتها السلطات العسكرية والأمنية للحد منها. ومنحت انتفاضة العام الماضي التي أطاحت بالرئيس السابق الجماعات المسلحة في البلاد نفوذا متزايدا، خصوصا في الشمال الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي المذهبية المسلحة، والجنوب المضطرب جراء تصاعد الاحتجاجات الانفصالية وهيمنة المليشيات القبلية والمتطرفة على بعض مناطقه، فيما لا تزال العاصمة صنعاء تعاني انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، منذ أبريل العام الماضي، وذلك على خلفية انتشار المليشيات القبلية المؤيدة والمناهضة للرئيس علي عبدالله صالح، الذي يتهمه معارضوه بالوقوف وراء الاضطرابات الأمنية.
وتم أمس الأربعاء في صنعاء تشييع جثمان الضابط بشير أحمد ناجي، المسؤول في قوات حماية المنشآت، الذي قُتل، الأحد الماضي، برصاص مسلحين مجهولين وسط العاصمة. كما أصيب جندي يمني، أمس الأربعاء، عندما فتح مسلحون، كانوا على متن سيارة خاصة، النار على أفراد حراسة البنك المركزي بصنعاء، الذي لا يبعد كثيرا عن مبنى وزارة الدفاع، الذي شهد محطيه، الثلاثاء، عملية اغتيال طالت مسؤولا وقائدا عسكريا. واعتبرت صحيفة “الصحوة”، لسان حال حزب الإصلاح الإسلامي، الشريك في الحكومة الانتقالية، الهجوم على البنك المركزي “مؤشرا خطيرا” على الانفلات الأمني في البلاد، محذرة من أن “المؤسسة المالية الأولى” باتت في “مرمى أهداف الفوضى والتخريب”. وفي محافظة حضرموت (جنوب شرق)، اغتال مسلحون مجهولون نجل رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، العقيد عوض العاجم، الذي قُتل في ديسمبر العام الماضي.
وذكرت وزارة الدفاع في بيان، أن مسلحين مجهولين اغتالوا الشاب عبدالمجيد العاجم (25 عاما) في بلدة “غيل باوزير” وسط حضمروت، مضيفة أن “العناصر المسلحة لاذت بالفرار بعد ارتكاب جريمتها الشنعاء”.
وناقش الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، في لقاءين منفصلين مع أعضاء مجلس القضاء الأعلى، وعدد من علماء الدين، الانفلات الأمني في البلاد. وحذر هادي في اللقاء الذي جمعه بعلماء الدين من سعي “البعض” إلى “إثارة” فتنة مذهبية في البلاد، مشيراً إلى أن الشعب اليمني عاش قروناً عديدة موحد العقيدة”، ومن دون “أي خلاف” بين أتباع المذهب الديني الزيدي وأتباع المذهب الديني الشافعي، داعياً العلماء والدعاة إلى تعميق “السلام الاجتماعي والوحدة والوئام بين أفراد المجتمع”.
كما طالب هادي، في اللقاء الثاني، مجلس القضاء الأعلى بدعم جهود إخراج اليمن من أزمته المتفاقمة منذ يناير 2011، مؤكداً في الوقت ذاته بأن “الدولة لن تألو جهدا من أجل دعم القضاء العادل والمستقل والمتطور بكل السبل والوسائل المادية والمعنوية”، حسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.
من جانبه، شدد مجلس القضاء الأعلى على ضرورة “ملاحقة كل المخربين الذين يعتدون على حياة ومصالح الشعب”، مؤكدين أن جرائمهم “لا تسقط بالتقادم”.
اقرأ المزيد : برلمان اليمن يحذر من استمرار الاضطرابات والاغتيالات - جريدة الاتحاد
http://www.alittihad.ae/details.php?...#ixzz2GF35zMPz