عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-06-09, 12:27 AM   #45
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,816
افتراضي

هل يمكن لهذا الشعار ان يوحد كل مكونات الجنوب؟



07 شعبان 1435هـ - 05 يونيو 2014 م 01:00 عدد القرائات 444
هل يمكن لهذا الشعار ان يوحد كل مكونات الجنوب؟

Share on emailShare on print



هل يمكن لهذا الشعار ان يوحد كل مكونات الجنوب؟

"عودة الدولة لما قبل 90 واعادة بنائها من جديد بتسميتها وعلمها ونظامها".

بقلم المهندس عبد الرحمن علي شكري.

عصفت بنا السنون والجنوبيون في الشارع او المنافي او البيوت مع استمرار تعنت وتكبر صنعاء. بعد 24 سنة، وبعد فشل الوحدة بشهادة وفاة محلية ودولية، قررت القوى الفاعلة في صنعاء أن تنعي وحدة 90 التي اصابوها في مقتل عام 94 على ان يعيدوا بناءها بشكل فدرالي كما قرروا طي صفحة رأس النظام الذي ادار الوحدة منذ 90، الا انهم اتخذوا مسارات ومسالك خارج اطار هاتين الحقيقتين. انهم غير مخلصين، ويكيلوا بمكيالين، لأن تكرار اجبار شعب الجنوب بعد تجزأته على قبول اتحاد فدرالي بعد اقرار فشل الوحدة دون استفتائه، يخالف مضمون الديموقراطيه وحرية الشعوب ولا يجوز، بل يكرر اخطاء وحدة 90. وفي نفس الوقت فإن طي صفحة رأس النظام يدل على فشل ادارة الوحدة. ان أي تغيير لهذه الادارة لا بد من اشراك شعب الجنوب وشعب الشمال في معالجة الحلول المشتركة، اذ لا وصي عليهما، وكما تفاوضوا في وحدة 90 ينبغي ان يتفاوضوا في الحل الجديد. ومع ذلك تم تجاوز الشعبين اصحاب المصلحة الحقيقية في الوحدة في مسرحيه غيبوا فيها الممثلين الحقيقيين قسرا ولذلك فلن تمر بسهولة.

ولنفس الأسباب يبرز الخلاف في المشهد السياسي في صنعاء وعدن، فلا صنعاء استمعت الى شعبها وطموحاته، بل كل يوم يرى بشاعة الحال الذي وصل اليه، كما انها لا تزال تنظر الى الجنوب كملحق وليس كشعب شريك في صنع الوحدة، فغيبت ممثلية واستخدمت ممثليها، وتستخدم سيطرتها على السلطة والثروة لقهر الجنوب عبر القمع والنهب والاقصاء المستمر واستخدام مجنديها من الجنوبيين بالترغيب والترهيب لاضعاف قوة الحراك والتشجيع على تقسيم هوية الجنوب واختراق قوى الحراك السلمي الجنوبي حتى لا تتوحد صفوفهم تحت ذرائع تكتيكية واستراتيجيه. كما انها كما تستبيح الساحة الداخلية استباحت الساحة الخارجية لعدم وجود صوت جنوبي موحد.

وبالمقابل لم تستطع عدن بالرغم من قدرة الحراك السلمي الجنوبي على تحريك شعب الجنوب الى اقصى طاقه معروفة لدى الشعوب لتصل مليونياته الميدانيه الى 14 مليونية شهدها العالم في مختلف مدن الجنوب، في مواقف صلبة تقودها التضحيات الغالية من ارواح الرجال والنساء والأطفال والجرحى والمعتقلين. واثبت الحراك تحديه السلمي لقوى القهر والانتهاكات الانسانية بشهادة المنظمات الدولية والانسانية، واثبت الحراك جدارته كممثل لقضية شعب الجنوب كما اثبت ذلك قرار مجلس الأمن 2140 لعام 2014 وقبل ذلك مراكز النفوذ في صنعاء ولو من الناحية التكتيكية على الأقل. لكنها بالممارسة تستخدم كل نفوذها على ابقاء الجنوب اسيرا لها ولو تجره الى المقاومة المسلحة بفرقها المتحركة في الجنوب تحت مسميات مختلفة وبعد أن ثبت نهجه السلمي لنضاله الطويل ليتم ربطه بحبالها الطويلة وميدانها العنيف ليسهل ضربه.

ومع هذا الانجاز لشعب الجنوب من خلال حراكه السلمي الجنوبي تم انشاء عدة مكونات تحت مسميات مختلفة. نلخص شعاراتها المعلنة في التحرير والاستقلال، واستعادة الدولة وكذا الفدرالية المزمنة لاستعادة الدولة وتقرير المصير والفدرالية بين الجنوب والشمال. وربما بين هذه الاتجاهات من يرى ان يعود الى ما قبل 67 بأن يكون الجنوب 3 دول : اتحاد الجنوب وحضرموت والمهرة وهذا يتناقض مع الهوية الموحدة للجنوب الذي يطالب بها الحراك ولنقل معظم شعب الجنوب التي تؤكد نضاله الطويل ضد الاستعمار ومن اجل وحدته الجنوبية وهي خارج المصالحة الوطنية والتسامح المتفق عليه بين الجنوبيين وتتجاوز اهداف شعب الجنوب وهويته الجامعة التي تأسست رسميا بعلم ودولة واحدة وأرض معترف بها في نوفمبر عام 67. واعترف بها العالم في ديسمبر 67. كما اعترفت بها هيئة الأمم المتحدة قبل ذلك بقراراتها عام 63 وعام 65 التي تؤكد ان عدن والمحميات الشرقية والغربية وكل الجزر تشكل شعب واحد. كما ان الفدرالية بين الجنوب والشمال والتي مثلت الحد الأدنى للجنوب رفضتها صنعاء بكل صلافة خلال مؤتمر الحوار الشامل.

ان كل هذه المسميات المذكورة بهذه الأهداف تتفق على هوية تاريخية للجنوب بحدوده قبل 90. وتؤكد على وجود شعب تاريخي على ارض تاريخيه صنعتها عناصر جيو سياسية تحت مسميات مختلفة جنوب الجزيرة، العربية الجنوبية، الجنوب العربي اليمن الجنوبية او اخيرا اليمن الديموقراطية، كما صنعت في صنعاء الدولة القاسمية او المملكة المتوكلية الهاشمية او المملكة الهاشمية اليمنية وأخيرا الجمهورية العربية اليمنية. وواضح انه من غير الممكن العودة الى تسميات مختلفه غير ما تكونت على اساسه الوحدة اليمنية. وهذا يعني بأن اتفاقية الوحدة قد تم الغائها لسبب تجاوزها لدستورها وبالحرب والاحتلال والنهب والاقصاء من طرف واحد، ان ثورة شعب الجنوب المعبر عنها حراك الجنوب السلمي عام 2007 وثورة فبراير 2011 وبشهادة كل قوى النفوذ في صنعاء قد دشنت نهاية الوحدة والبحث عن الكرامة والحرية خارج هذه التجربة. ان هذا لا يعني عودة الشمال الى المملكة المتوكلية ولا يعود الجنوب الى اتحاد الجنوب العربي لكن المآل القانوني ان يعود الشمال كما كان قبل الوحدة، الجمهورية العربية اليمنية وكذا الجنوب يعود الى الى جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، كحالة قانونية لفض الاشتراك بين الدولتين دون ان يعني ذلك اي ضرر في الهوية الجنوبية، طالما وأحد الأطراف قرر العودة الى دولته لأسباب واقعية نتجت عن سوء تصرف الطرف الآخر بالغاء دستور دولة الوحدة وبحرب 94 وآثارها وبإعتذار الحكومة الحالية عنها، وهذا ما تؤكده اتفاقية فينا للمعاهدات بين الدول بأن العقد شريعة المتعاقدين. كما ان قرارات مجلس الأمن 924 و 931 لعام شاهد عيان على الحرب وعلى عدم فرض الوحدة بالقوة وضروري من التفاوض بين الطرفين. اما ما حدث بالحرب وبعد الحرب فهو واضح اصاب الوحدة في مقتل.

وبما إن شعب الجنوب، بعد هذه التجربة المريرة في الوحدة، اكتشف انه وقع في مغالطة وامتهان لهويته الجنوبية وتاريخه وأمام اصرار وتعسف واستكبار قوى النفوذ في صنعاء فقد وصل الى قناعة الى انه لا بد ان يبني هويته ودولته حتى يعترف به وبمصالحه، وألا يعتبره الأخوة في صنعاء انه بلا هوية ولا تاريخ. خصوصا انه تأكد له طيلة الخمسين سنة الماضية ان هدف صنعاء الأول هو العمل على طمس هذه الهوية تحت شعور عصبوي محلي وليس عربي وحدوي، دون تقدير واعتزاز بدوره وامكانياته، بل شككوا في اصوله العربية وهم يعرفون جيدا ان الجنوب أصل لكل العرب.

لذلك كله لا يوجد اي سبب موضوعي لاختلاف الجنوبيين في مواجهة هذا التعنت من قبل نظام صنعاء في وحدة صفهم لما يخدم اهداف شعبهم. وان كان هناك من سبب فهو ذاتي لبعض القيادات التي توقفت عن التفكير والاستنباط لوسائل ورؤى يقبلها الجميع تستند على العقل والمنطق والقانون الدولي.

ولأن شعب الجنوب ينتظر استحقاقات هامة خلال هذه الفترة التي تجري فيها متغيرات سريعة فينبغي اسراع كل المكونات الرئيسية الى الإلتفاف حول هدف يوحد الجميع ويكون رؤية موحدة وجبهة موحدة. ولأن دولة الجنوب تتكون من شعب وارض وحكومة، فإن الحكومة ( مؤسسات) هي التي ضربت في الجنوب وغير موجودة اليوم، فقيادة موحدة انتقالية هو ماينقص الحراك الجنوبي. وظل الشعب والأرض كحصيلة تاريخية جيو سياسيه لا يمكن ازالتهما. لذلك فان كل مكونات الحراك التي تشمل كل الشرائح الرئيسية دون استثناء ولا تكرار وبمصداقية عالية ينبغي ان تتوحد كجبهة وطنية لحراك شعب الجنوب المعترف به دوليا دون الميل الحزبي الذي ليس الآن مرحلته، فشعب الجنوب هو حزب الجميع. تقود الجبهة هذا الشعب المناضل لعودة دولته ارضا وشعبا كما كانت عليه قبل عام 90. ويتم ذلك بقيادة النشاط السلمي الجنوبي وابتكار اساليب عملية وتعبئة هذا الحماس الشعبي الكبير بصورة فعالة وكذا قيادة العمل السياسي والاتصالات النشطة بالدول والمنظمات والأمم المتحدة، وتكون هي الممثلة في التفاوض مع ممثلين في الشمال برعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة او الوصول الى المحاكم الطولية المختصة. كما تعد هذه القيادة الموحدة الاتجاهات الأساسية لإعادة بناء الدولة الجنوبية الجديدة بتسميتها وعلمها ونظامها، لما يرتضيها شعب الجنوب باستفتاء حر مباشر وديموقراطي.

ان تفهم شعب الشمال كشعب مناضل لإخوانه في الجنوب كما بدى في بعض المواقف يدل على اننا في هذه المنطقة في الجزيرة العربية اخوة ولا ينبغي من الأخ ان ينكر حق اخيه في الحرية والكرامة والارادة ، فهم اول من تأثر من الظلم والاستباد والاستكبار ولنخلق معا مناخا ملائما نستعد فيه لاتحاد عربي قادم على اسس لا تنكر الهوية ولا تغتصب الحقوق ولا تحتقر الآخر وليتفهموا ان الذين لم يستطيعوا الحفاظ على الوحدة السلمية لن يستطيعوا فرضها بالقوة، وعودوا للتاريخ الموثق لمنطقتنا بقليل من الحكمة والمصداقية.

ان عودة دولة الجنوب لماقبل 22 مايو 90 واعادة بنائها من جديد بتسمية وبنظام وبعلم لما يرضي شعب الجنوب سوف يستوعب كل شعارات المكونات وبدون غموض.

وفي كل الأحوال لا يمكن اقناع شعب الجنوب بأن يصيبنا هذا التمزق وكل المكونات السياسية تؤمن بعودة الحق لأصحابه، لا بد ان يكون هناك خللا ما. توحدوا تحت جبهه واحدة، تنازلوا لبعض من اجل الشهداء والجرحى والثكالى واليتامى، واعطوا شعبكم قبلة الحياة، كما اخرجها تعبيرا واقعيا الكاتب المفكر احمد عبد اللاه.
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس