عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-04, 12:19 AM   #3
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

شيء من عبق التاريخ



الشيخ الشهيد/ أبوبكر بن علي النقيب


الشيخ الشهيد أبوبكر بن علي النقيب جد الشيخ عبدالرب كانت له مواقف وطنية رائعة.
وقد تم قتله بالسم في 28 ديسمبر سنة 1940 من قبل عملا بريطانيا عقب مقابله مع والي عدن في الحادي عشر من نفس الشهر أي 11 ديسمبر 1940 م وهذا لكل من لم يوافق حكومة عدن على هواها يموت فجاه لان لهم جنودا من عسل.
فكان له مقاله مشهورة وهو يخاطب والي عدن (ويش تبين ياحمير ببلادنا ؟ نحنا تيوس لاحلب ولا صوف)*.

* المرجع كتاب "أدام القوت" ، للكاتب السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف


الشيخ الثائر الشهيد / احمد بن أبوبكر النقيب



الرأس والجسم واحد في العطب ** أشتان واحد شكت جمع العصاب


ذكرت عزم النصارى والعـيّـب ** ملعون ملعون من هون وخــــاب


يافع جبل فيج عالأرض انتصب ** وشعاب صعبــة وسكّانه ذيــــاب


با يهلكــــون المخــــادع والذنب ** من سام بيع الوطن بعده عقـــاب

ملعــون من باع أرضه بالذهـب ** ولا الوظيفــــة يريـــد الانتصاب

هذه أبيات للشيخ الثائر الشهيد / احمد بن أبوبكر النقيب والد الشيخ عبدالرب النقيب يشكو فيها من الأذناب التابعين للاستعمار وبائعي الوطن من اجل المصالح والمنافع الخاصة وبنفس الوقت يفتخر بيافع جباله وشعابه ووديانه وبرجاله وتوعد بهم هلاك أولئك الخونة والعقاب الشديد .

فالشيخ الشهيد احمد أبوبكر النقيب شخصية وطنية فذة له سجل حافل بالمآثر والمواقف الوطنية التي عمدها بدمه مرتين الأولى عند إصابته أثناء مواجهته لعملاء الاستعمار في عام 1961م في محطة الحد بيافع وقال فيها متألما من ظن السوء ومفتخرا بيفاعة:

أبو فيصل يقول القلب ممحون ** بهـــذا وقـتنا فيــه الغبانــــــــة


أسف ياقلب فيما قـد يظنـــون ** إثم من ظن في مخــلص ظنانة


سمعت أخبار من سفهاء يقولون ** تجنن ذاك قــد كثر جنانـــــــه


ألا يـا أهل يـافـــــــــع لاتمـلون ** ولا ترضوا بهـفـوات الخيانـة


على الأوطان حتى لـو تـكلّــون ** ومن يقتل سعد يدخل جنانــــه


رجـــالا في يفــاعـة مستعــدون ** وقوم الكفـــــر با تنظر طعانـه


قبـل يافـــع لداعيهم يلبــــــــون ** بحملة لا سُلب ولاّ قِطــــــانـة


رجال الموت ما يرضون بالهون ** ومن باع الوطن حصّل مهانة


ثم المرة الأخيرة عند مقتله في منزله غدرا في عام 1963م ومحاولة القتلة والمجرمين تلطيخ سيرته الوطنية لتبرير عملية اغتياله وهي العملية التي قوبلت بالاستنكار الشديد من قبل رجال القبائل الذين يعرفون الشهيد ومواقفه الوطنية وسيرته الحافلة بمآثر النضال الوطني التحرري ضد الاستعمار وعدم الخضوع أو الرضوخ للتهديد أو الإغراء وثباته على مبادئه التي آمن بها واستشهد من أجلها.
فقد كان الشيخ الشهيد احمد أبوبكر النقيب شخصية وطنية متميزة فهو شيخ الموسطة ونقيب يافع ومناضل ومصلح اجتماعي ووطني غيور وشاعر وثائر ضد الاحتلال ومخططاته .
افشل في ثلاثينيات القرن الماضي زيارة ضابط الاستخبارات البريطاني "مونتغمري" إلى يافع.
فجر قنبلة في وجه ملكة بريطانيا عند زيارتها لعدن وذلك عندما قطع بجنبيته حبلا وضع عمدا وبحيله مقصوده لينحني كل من يصعد إلى المنصة المخصصة للملكة لتحيتها.
قاد انتفاضة 1958م حينما أرادت بريطانيا أن توجد لها موطئ قدم في أطراف يافع ولذلك تعرض منزله لقصف الصواريخ بواسطة الطيران الحربي البريطاني.
وقال فيها مشيرا إلى قصف القرى بالطيران في البيت الأخير وذكّر بها قومه بأمجاد يافع في حربهم مع الزيود في البيت الثاني :

قال النقيبـي: ياشروع القبـــوله ** كيلوا وقيسوا للسبــــاحة والــردود


يـــــــافع جبر ما يقبلون الديوله ** والعر با يشهد على حرب الجــدود


يا يافـــــع الثـقــــلين ما هي لوله ** بنو لكم مشــــــروع حكامه يهـــود


قد كان يافع من جـبن لا جـعوله ** واليوم بانثبت على أطراف الحدود

يا يافـــع ان الســلطنه والمعــقـله** باعـــوا وطنكم في دراهـــم للعدود

في أمرهم كم هي قرى ذي قنبله ** تشهد إذاعة مصر والعالم شهـــود


كانت له اتصالات مع العديد من الزعماء أمثال ملك المملكة العربية السعودية الإمام أحمد ومراسلات مع الجامعة العربية وله علاقات قوية مع الزعامات اليافعية والجنوبية .
وللشيخ الشهيد أبيات شعر كثيرة منها ما هو يحكي عن حكم ثابتة تسري على ذلك الزمان وزماننا هذا وكأنه عائش بيننا وهو ما يدل على نظرته الاستشرافية الصادرة عن بعد نظر وإحساس الثائر القلق.
مثل دعوته لأهله بترديد هذا الدعاء الحر الأبي:


يا أهلنا قولوا معي لاعــــاش ... من كان ضد أهله وإخوانه


يأخذ إجارة من رجل غشاش ... يسعى لـهدم الحق وأعوانه


أيضا بعض المواقف التاريخية لوالده الشيخ احمد أبوبكر النقيب مع عامل الإمام في البيضاء النقيب صالح بن ناجي الرويشان
عند زيارة وفد الجامعة العربية طلب الرويشان عامل الإمام في البيضاء آنذاك من كافة سلاطين ومشائخ الجنوب التوقيع على مسوده كان قد أعدها ومن أهم ما فيها (إننا جزء لا يتجزأ من اليمن) وكان الشيخ احمد بن أبوبكر آخر من وصل إلى البيضاء وعندما قابل النقيب صالح بن ناجي الرويشان عرض عليه المسودة بعد أن وقع عليها كافة سلاطين ومشائخ الجنوب المتواجدين في البيضاء وطلب منه التوقيع عليها لتسليمها إلى وفد جامعة الدول العربية برئاسة عبد الخالق حسونة
ولم يوافق الشيخ النقيب احمد على التوقيع عليها
وأوضح الشيخ موقفه بقوله: إن الوقت لايسمح لنا أن نتصرف ونحن نرزح تحت نيران الاحتلال لسببين أولهم هوا إننا كسلاطين ومشائخ نعد بعدد أصابع اليد ولا نملك تخويل من شعب الجنوب بمثل هذا التصرف والثاني إن الوقت ليس مناسب لمثل ذالك والصحيح هوا انه عند رحيل الاستعمار من الجنوب سيكون مناسبا الاستفتاء من قبل الشعب في الجنوب وليس من قبل السلاطين والمشائخ وما يريده الشعب علينا أن نؤيده. وقد علم أعضاء وفد الجامعة العربية بهذا الموقف وأيدوه.
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً