عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-02-12, 02:25 PM   #3
سلمان الضالعي
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2012-12-15
المشاركات: 291
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المساح مشاهدة المشاركة
*الـــنحــو الـــــواضـــــــح*

بســـــم الله الـــرحمن الـــرحيم
*
*النحو الواضح

قد تنذهل عند ما تقرأ الأسطر القليلة القادمة وقد تغرورق عينيك ويعتصر قلبك ألماً ، *وتسأل نفسك لماذا عمل ذلك ؟ . ثم تعود فتقول *وهل يجد *غير مافعل ليفعله ؟ ، وخاصة إذا كان الوقت ليس بصالحه . وعلمت أن أحد يديه قد ذهب جل أصابعها ولم يبق له الإ الإبهام *والسبابة . *لا أطيل عليك أخي المتصفح ، ولكن *لنرحل مع أحداث *القصة بقلوبنا ووجداننا وانسانيتنا .*

إنه رجل في مقتبل العمر *في الخمسين أو يزيد ذو هيئة معتبرة *وهندام محترم *إلا أن *احد يدية شبه شلل *وأما يسراه فمقطوعة *الأصابع ومشلولة *تماماً *وعاهة *أخرى تعيقه هو ان *أحد رجليه *عرجاء .*

قابلته في الدرين *عند مهندسي السيارات ، يمد يده *اليمنى *بصعوبة يطلب المعونة عله يجد قلب رحيم *يشفق عليه او يد حانية *تمتد *إليه بعشرة ريال *أو ما كتب الله له واخذت الأمر على *أنه كغيره من المتسولين ، إما مسترزق *واما محتاج الا أنه لا يحترم *الحياة . وذلك أن بعض المتسولين *أتخذ التسول مهنة ، ثم إذا جمعوا *المال ذهبو ا إلى سوق الـــقـــاق *وإلى اللهو غير *المحترم . ثم لم يكن *عندي فكة *لأ عطيه مهما كان تصنيفه .*

ثم مضيت بعدها متوجهاً الى مكتبة الجيل الجديد تحت مسجد النور *في الشيخ عثمان . وبينما أتحدث مع أخي محمد مسئول اامكتبة حول ذكريات الــمــؤرخ حسن صالح شهاب *رحمه الله - فقد كنا نلتقي فيه في نفس المكتبة شبه يومي ، وقد قابلته آخر مرة مع الأستاذ *الدكتور فضل الجثام ، *وقد كان يقرأ *كتبه ولا يعرفه *شخصياً ، وعندما عرفته عليه أحتفا فيه وحضنه ، ثم استأذنه بأخذ صورة تذكارية ، لذلك الـــمـــؤرخ العملاق ، الذي لم يلاق ما يستحقه *من الإكرام ، كونه علم من الأعلام الذين أثروا المكتبة العربية *.*

وبينما نحن نخوض في *الحديث إذ رأيت ذلك الرجل المتسول سليماً معافى ليس لديه يد شلل وليس فيه عرجة *فتنحيت جانباً *كي لا يرى وجهي أو يعرفني حتى لا أسبب له حرج . وخاصة *أن الأ محمد سلم علية وهش له وبش ، فإذا بالرجل يخرج النقود ثم قال لمحمد ها قد دبرت لك المبلغ *أين الكتاب ؟ *فإذا به يخرجه *وإذا *بالكتاب *(( النحو *الواضح )) الاجزاء الثلاثة * الأولى *، ثم مضى .*

فوجدت في نفسي ذهول *وحيرة ، وصدمة *ماكنت *أتوقعها قط ولم تكن في خلدي *فقلت :- للأخ محمد - أتعرف الرجل ؟ قال لا إلا أنه قال : يسكن بالقرب *من حافتنا وسمى لي أناس أعرفهم . *فقصصت له قصته ، فقال : وكيف أعلم أنه محتاج ؟ ..... وكيف لي أن أصدقه ؟ *لو قال أنه محتاج *للكتاب *ومضطر وليس لديه نقود ؟ *يا أخي أولاد الحرام ما خلوا لأولاد الحلال شي *.*

وكان الأخ محمد محق في ذلك ، لأن المتسولين المحترفين قد طرقوا كل حيلة وفتحوا كل باب فهاهم رجالاً *ونساء ياخذون إما وصفات طبية وإما أغلفة أدوية *ثم يسألون الناس أن يشتروا ذلك الدواء ثم يبيعونه لأصحاب الصيدليات *بنصف القيمة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .*

ثم انصرفت وبعد الظهر عدت إلى المكتبة فقال :- لي الأخ محمد - أتدري ماذا حدث بعد ذهابك ؟ قلت : ماذا ؟ *قال : أتتا بنتا الرجل *ومعهما الكتاب *يسألن *أهو للمرحلة الأساسية *فقلت : نعم *فانصرفتا *يا ألله ! *يأتين بكل فخر *واعتزاز *أن *أباهن *قد أشترى لهن الكتاب . ترى لو علمن أن أباهن راق ماء وجهه من أجلهن *، هل كن *سيطلبن منه الكتاب *؟ ترى لو كن قابلنه *وهو يتسول من اجلهن ماذا كان يحدث *؟ أو قابل أحد أصدقائه *أو *معارفه كيف *يكون الحال *؟*

إذاً من المسئول ؟ أهو المجتمع ؟ أم الدولة الهزيلــة ؟ *أم المدرسة *التي *لم تؤدي *دورها ؟ أو المستعمر الذي يسعى إلى *تجهيل أبنا الجنوب *؟ *أما كان للمجتمع *أن يدرك خطورة *الأمر *فيسعى لتشكيل *جمعيات علمية توفر متطلبات *التلاميذ ؟ *أما كان *للدولة وإن *كانت هزيلة *أن تحافظ على مكتبات المدارس ؟ *أما كان للمعلمين *في المدارس أن يثروا معلومات الطلاب فلا يحتاجون *إلى *البحث في الكتب ؟ *هذا التقصير سهل على المستعمر أن لا يكتفي بنهب ثروة شعب الجنوب *بل سعى إلى تجهيله أيضاً .*

وفي الأخير أقول *على كل الجنوبيين أن يعوا الدرس وأن يسعوا للعلم *ولو بربط *الحجارة على البطون *وأن يصبروا ويكافحو بكل *الوسائل *وليعلمو أن *الايام بين *الناس *دول ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) *وأن النصر مع الصبر *وأن مع العسر يسراً ،*
*
وسلاٌ على كل جنوبي حر*

بقلم *المساح / أ. م . *ت .*
ولأن الشيء بالشيء يذكر ، فأقول بالفعل أن الاحتلال يسعى إلى تجهيل الجنوبيين ولكننا لا نكترث لذلك بل نساعد المحتل في تحقيق سياسته التجهيلية في الجنوب ، فقد لا تصدقون لوقلت لكم ان ثانوية الحمزة بالضالع - ابو عشيم سابقاً التي كانت بالفعل صرحاً تعليمياً تخرج منه العديد من الكوادر الجنوبية - تقوم ببيع الشهادات للطلاب الراسبين حتى وان كان رسوبهم بكل المواد بثمن بخس لا يتجاوز تخزينة يوم واحد .. فهل ندرك الخطر المحدق باجيال الجنوب ؟
__________________
سلمان الضالعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس