عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-01-11, 09:58 PM   #1
عبدالله السنمي
رئيس مجلس الإداره
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-02
الدولة: الجنوب المحتل
المشاركات: 1,993
افتراضي زيارة الى الضالع ... وحكايات أخرى .

[font=Simplified Arabic]قبل أربعة أيام انطلقت من مدينة عدن أنا وصديقي الدكتور المحاضر بكلية الطب بجامعة عدن متوجهين إلى مدينة الضالع في زيارة قضيناها لمدة ثلاثة أيام في جو من الشتاء القارس ليلا ، والبديع المعتدل نهارا ، حيث نهار الضالع هذه الأيام تزينه الغيوم المنخفضة الرابضة على سفوح الجبال ، والضباب الذي يباغت مناطق المدينة ليحتلها في الساعات الأخيرة من الليل إلى بعد طلوع الشمس ، مما يجعلها تبدو وكأنها واقعة تحت إحتلالين ، احتلالا أبيض ناعم ووديع في الليل ، واحتلال أسود ، مقيت وبغيض في النهار .
في أول يوم من زيارتنا ، أخذنا جولة مع بعض الأصدقاء هناك في المدينة وما حولها ، وبالتحديد سوق الساحة بالجليلة ، وسوق سناح ، وبعض القرى القريبة ، وبعد الظهر كان موعدنا مع أصدقاء كثيرين في مجلس القات
بقرية الحود . كان حديث الحاضرين في المجلس في معظم الوقت عن قضية الجنوب ، كنت أعرف في وقت سابق رأي بعض الأصدقاء حول هذه القضية ، وكنت أعرف من خلال الزيارات السابقة للضالع كيف يحتدم الخلاف بين الحاضرين في هذه المجالس حول قضية الوحدة اليمنية ، وقضية الجنوب ، هذه المرة كان الأمر مختلفا تماما ، تغير الحال ، وتغيرت القناعات ، تلك الأصوات التي كانت تدافع عن الوحدة وتدين النظام ، أصبحت اليوم لها رأي آخر ، مضمونه (( أن لا فائدة من هذا النظام )) وخيار الانعتاق هو أقوى الخيارات .
خلال هذه الزيارة تصادف وجود عدة فعاليات منها تشكيل الهيكل الإداري والتنظيمي لمجلس التنسيق ، وإقامة مسيرة جماهيرية ، وآخرها تنظيم محاضرة للدكتور محمد علي السقاف ، التي ركزت على ضرورة استشعار المسئولية تجاه قضية الجنوب وبالذات الشباب ، وإذكاء روح الرفض والممانعة لكل ممارسات نظام حول الوحدة بين دولتين إلى احتلال دولة لأخرى ، وضرورة أشعار كل من يمثل سلطة المحتلين بأنهم أناس معزولين وممقوتين وأن الشعب في الجنوب يرفض التعامل معهم أو الاعتراف بهم .
حكاية أخرى .. كنا جالسين بداخل السيارة في الشارع الرئيسي للمدينة ، وبالتحديد أمام مستوصف التضامن ، عندما شاهدنا بجوارنا رجل شرطة ( يتحدث اللهجة الشمالية ) يتعارك مع أحد الأشخاص من أبناء الضالع - أتضح فيما بعد أنه يريد اقتياده إلى سجن الشرطة بناء على أمر القاضي - وعندما احتدم العراك باللكم والرفس بين الطرفين ، تدخل مجموعة من الشباب المتواجدين في نفس المكان لفض العراك ، واحتماء
المواطن خلفهم وخلال بضع دقائق من الجدال الساخن والغاضب بين الشباب والشرطي الذي لم يكن يحمل سلاحا ، حضر ما يقارب السبعة من رجال الشرطة ، هنا كانت الدهشة التي لم نكن نتوقعها ، ما أن شاهد الشباب رجال الشرطة حتى شكلوا درعا على المواطن المطلوب ووقفوا متحفزين ومتوثبين وثوب الأسود ، حتى أخذ بعضهم
التلويح بقبضة يده وآخرين التقطوا الحجارة ، مهددين أفراد الشرطة باستعدادهم لأي شيء بما في ذلك العنف والعراك مع الشرطة إذا لم يذهبوا ، وفعلا تراجع أفراد الشرطة الذين تفاجأوا بهذا الوقفة الصارمة من الشباب.
أثار هذا الموقف فضولي بشدة ، لمعرفة بعض التفاصيل ، سألت أحدهم ، هل هذا الشخص المطلوب للشرطة قريبا لكم أم صديقا ، وكانت المفاجأة أن هؤلاء الشباب لا يعرفون من هذا الشخص إلا كونه من الضالع فقط .
سألت ، وما الذي دعاكم الى التدخل بهذه الحدة لصالح شخص لا تعرفون حتى أسمه ، أجابني وتقاسيم وجهه تعبر عن الغضب والشعور بالقهر والمذلة ، نحن هنا أبناء الجنوب نعاني من ظلم وظروف قاسية ، وتمارس السلطة ضدنا أبشع أنواع الحرمان ، نحن هنا بلا حاضر ولا مستقبل ، لذلك ، علينا التكاتف لصنع مستقبلنا
بأنفسنا ، المستقبل الذي يمنحنا الحرية والكرامة والعزة ، لنا وللأجيال القادمة .
سألته مرة أخرى ، لكن هذا الشخص مطلوب بأمر القاضي ، فكيف تتدخلون بشأن لا تعرفون خلفياته ، وأسبابه .
أجابني ، وهو يلقي بنظراته بعيدا إلى الأفق البعيد ، يجب ان لا نسمح لاي انسان جنوبي يهان ، وإلا سوف تطالنا الهيانات جميعا الواحد تلو الآخر . شكرته ، وقلت له أنتم شباب ( الشعيب) رجال تستحقون كل الاحترام .
غادرت المكان ، ولم تغادرني كلمات وتقاسيم هذا الشاب الأبي حتى هذه اللحظة
.[/font]
عبدالله السنمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس