عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-09-17, 08:14 AM   #1
اليافعي حمد
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2014-09-10
المشاركات: 40
افتراضي الدولة الإسلامية" والحرب على الإرهاب تكرار اللعبه الامريكيه .....

إضاءة.. عن "الدولة الإسلامية" والحرب على الإرهاب




بقلم : ريم الحرمى

تغيرت النظرة إلى الإرهاب وطبيعة علاقة الدول ببعضها من جانب ومع الولايات المتحدة من جانب آخر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومع هذه الاحداث ظهرت الادارة الامريكية آنذاك متمثلة بجورج بوش الابن ومن معه من المحافظين الجدد مثل دونالد رامسفيلد، ديك تشيني، جون بولتن، وبول بريمر الذي حكم العراق لفترة قصيرة بعد الحرب الامريكية. وصاغت الادارة الامريكية تلك العبارة " إذا لم تكن معنا، فأنت ضدنا" وبطبيعة الحال، من يريد أن يقف في وجه الولايات المتحدة؟ لا أحد، لا يوجد دولة مستعدة لعرقلة مصالحها او التضحية بحليف مثل الولايات المتحدة، فأقنع جورج بوش حينها الدول الحلفاء بضرورة المشاركة في "الحرب على الإرهاب". ومن هنا بدأت الولايات المتحدة بالتهيئة لحروبها التي رأت فيها الادارة الامريكية انها سوف تقضي على الارهاب فيها، ويرى البعض ان الامر الوحيد الذي نجح فيه جورج بوش على الصعيد المحلي في الولايات المتحدة هو انشاء إدارة الأمن القومي عام ٢٠٠٢ للتصدي للهجمات الارهابية بما فيها الارهاب المحلي، وبالفعل فشل اي هجوم ارهابي ضخم على الولايات المتحدة، وتم إحباط العديد من العمليات الارهابية، وحتى العمليات التي تم تنفيذها كانت خسائرها واضرارها البشرية والمادية قليلة. لكن يبقى السؤال هل فعلا تحققت اهداف حرب امريكا على الارهاب؟ فبعد غزو العراق وإعدام صدام حسين، اصبحت العراق ممزقة اكثر واستشرى الارهاب ووقع العراق في أيادي مجموعة صغيرة قسمت العراق كما تقسم الكعكة بدون مساواة، وخرجت الولايات المتحدة من العراق معتقدة انها سلمت الامانة لكن الواقع يقول انها سلمتها لحفنة من أفراد العصابات. ومع تدهور الوضع الامني، جاءت ثورات الربيع العربي لتكشف عن مزيد من الوهن في تلك الدول، وتبين عمق الهوة الامنية فيها، وبسبب تلك الهوة الامنية التي بدأت في العراق وامتدت الى سوريا، ظهرت ايدولوجيات متشددة راديكالية يتبعها اليوم افراد تنظيم "الدولة الاسلامية".
"الدولة الاسلامية" التي سميت "داعش" سابقا هي ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج سياسات امريكية غير مدروسة بدءا من "الحرب على الارهاب" بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والحرب الامريكية في العراق، بالإضافة الى وجود تربة خصبة للإيدلوجيات التي يعتنقها افراد الدولة الاسلامية فهؤلاء هم نتاج انظمة قمعية تحكم بقبضة حديدية، لم تستطع الدولة احتواءهم او فتح سبل الحوار معهم، بالاضافة الى ان هؤلاء المنخرطين في لدولة الاسلامية بالاخص الشباب، غرر بهم تحت اوهام أُلبست عباءة الدين وتحت آمال ترسيم دولة الخلافة، وكأن قادة الدولة الاسلامية وافرادها المتوشحين بالسواد الذين لا يظهرون للكاميرات وفي الصور الا بعد اخفاء وجوههم التي لا تظهر منهم الا عيونهم، وكأن هؤلاء هم خلفاء الله في الارض! هؤلاء انفسهم ظنت الولايات المتحدة والقيادات الغربية الاخرى بأنهم سوف يقضون عليهم بكل بساطة حينما اغتيل انور العولقي وحينما قتل بن لادن، لكن المشكلة لا تكمن في قياديي تنظيم القاعدة والآن الدولة الاسلامية المشكلة تكمن في استمرارية وجود تلك الايدلوجيات وتوارثها وانتقالها بالاضافة الى العوامل الاخرى التي تقتات عليها الجماعات الارهابية، ولعل الضربات الجوية الاخيرة التي وجهتها الولايات المتحدة بتعاون دولي ضد الدولة الاسلامية لن تأتي بنتائج جذرية، فالتحالف الدولي الذي جلبته الولايات المتحدة ليس كالتحالف الدولي عام ١٩٩١ الذي شكل لتحرير الكويت ودحر القوات العراقية آنذاك، ذلك لأن افراد الدولة الاسلامية منتشرون على مساحات واسعة ولربما يعيشون بالقرب من مدنيين ما قد تهدد تلك الضربات الجوية هؤلاء المدنيين العزل، بالاضافة الى امكانية الامتداد الارهابي للدول المجاورة. المفارقة هنا تكمن في ان الرئيس الامريكي صرح العام الماضي ان الحرب العالمية على الارهاب قد انتهت، لكن ها هو يعود مرة اخرى لمحاربة الارهاب لكن هذه المرة بمساعدة عربية ودولية، لربما لأن الولايات المتحدة لا تريد ان يلقى عليها اللوم وحدها في حال فشل الهجمات العسكرية في ردع تنظيم الدولة الاسلامية. وهنا نأتي لسؤال ما مدى جدية استراتيجية الولايات المتحدة (اذا اعتبرنا ان هنالك استراتيجية) في القضاء على الدولة الاسلامية؟ فالولايات المتحدة اعتقدت بأن العراق سوف تزدهر بعد حربها على العراق وإعدام صدام، وضنت ان الارهاب سينتهي بعد اغتيال انور العولقي وبن لادن، لكن الواقع يقول ان استراتيجية امريكا في حربها على الارهاب خلقت المزيد من الارهاب، لربما ليس على ارض الولايات المتحدة ولكنها حتما خلقت ايدلوجيات ارهابية ومتطرفة جديدة هذه المرة اشد واشرس من تنظيم القاعدة، وهنا هل الولايات المتحدة مستعدة لتحمل تبعات الحرب للقضاء على الدولة الاسلامية واستمرار الحرب الامريكية اللامنتهية على الارهاب؟ ام ستدع الدول المشاركة تنهي تلك المهمة اذا لم تنته في الجدول الزمني الذي حددته الولايات المتحدة؟
اليافعي حمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس