[علي المفلحي]

الانتقالي والمقاومة 'تغيير.' أم 'تحرير' أم أدوات صراع
....................................
تبني الثورة التحررية الجنوبية مشروع تغيير الفساد يعتبر امر ايجابي في يوم ظلت ايام ثورة التغيير ضد علي عبدالله صالح ترفض هذا الشعار لكن هل هذا نضوج ام ان ايد الاستغلال بالغين وليس بالقاف هي من توجه الثورة الجنوبية حسب رغبتها.
وفي الجملة فمحاربة الفساد واقتلاعه كلنا معه وهو مشروعنا من بعد اول ايام التحرير ويعتبر قادة المقاومة كلهم دماء شابه انتجتها المقاومة والكفاح ضد الباطل فلايمكن ان يقف هؤلاء الابطال مع الفساد واهدار المال العام و اي مدافع على الفساد يعتبر راضيا به مشارك , ولايمكن ان تكون المقاومة الجنوبية التي قاتلت ضد العدوان الحوثي العفاشي ولاسيما في عدن طابورا خامسا للفساد.
المقاومة الجنوبية كانت في منأى من الصراع السياسي واقصد ـ عموم قادة المقاومة بغض النطر عن مواقف بعض قادتها ـ ولم يكن لها اي تدخل من قبل في الخلاف بين الشرعية والانتقالي وحتى في مشروع التصعيد الذي دعى اليه الانتقالي ايام المحافظ المفلحي لم تتدخل المقاومة في الموافقة ولا الاعتراض.
ولكن يوم دعت المقاومة الجنوبية شعب الجنوب للوقوف ضد طارق عفاش واخراجه من عدن وحشدت في مدينة الشعب تفاجأت من الخذلان لها وتوقفت عن اتخاذ قرار مصيري قد يحسب عليها ما اذا تقدمت نحو معسكر بير احمد دون اجتماع لكل الاطراف على هذا الرأي ولهذا اخرت لتنظر لدعوة الاخ المقاوم عيدروس الزبيدي والتي كان المتوقع انها تاتي ببيان يخص موضوع طارق عفاش ويجمع الكلمة لرفض تواجده فكانت المفأجاة انه تم غض الطرف كلية عن هذا الموضوع وذلك عندما اشار البيان ان الرفض لاي قوات شمالية مسلحة ما معناه ان طارق عفاش اذا كان في عدن ولايحمل سلاحا فلامانع من تواجده وقد اكد هذا المفهوم تغريدات نائب رئيس المجلس الانتقالي , وهذا استهتار بالعقل الجنوبي الذي يعلم حق المعرفة ان طارق عفاش هو يملك سلاحا اشد من النووي في عقله فهو رجل الدولة العميقة التي خلفها علي عبدالله صالح وهو رجل الاستخبارات الاول في دولة الاحتلال فكيف يسكت عن تواجده ودعمه ومن المعلوم ان مثل هذه الشخصيات يتم انتاجها من جديد .
كثير من المغالطات تصدر من مطابخ اعلامية مدعومة لتشويه المقاومة والطعن فيها ولهذا وجب التبيين وللاسف ان اكثر هذه الاصوات تعيش في خارج الوطن وهي تعطي الزخم والتاثير لهذه الدعوات .
بالنسبة للمقاومة ودفعها الى الزاوية الضيقة في تحديد المواقف فاننا نعلن تاييدنا عن الوقوف ضد الفساد ولكن لا نؤيد ماجاء في اعلان يوم الاحد المنصرم من المجلس الانتقالي باسم قوات المقاومة وندعوا المجلس الانتقالي الى الشجاعة في التراجع عما صدر منه .
ان الفساد هو منظومة واسعة قد قام عليها النظام السابق واسس الدولة عليها وكثير من ادواته متواجده في المجلس الانتقالي ولهذا فينبغي ان يطالب الانتقالي بتثبيت امر الدولة بالجنوب ولاسيما في عدن ولهذا فامر الحكومة الشرعية يتمثل فيه امر كل اليمن والوضع هذا معقد جدا في ظل ان هناك حكومتين واراضي الشمال تقع تحت سيطرة الحوثي وبصراحة انا استغرب من دعوة الانتقالي لاسقاط حكومة لايعنيه امرها فينبغي ان يعنيه امر السلطات المحلية التي كان كل اعضائه مسيطر عليها ومكنهم منها الرئيس عبدربه منصور وسلمهم الجنوب ولكن كان امرهم مثل ( .. كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا.. )
ولكن ولات حين مندم وتخبط وارتباك والسبب ان المشروع النبيل الذي دعوا اليه لم يكن الا حصان طروادة وليس بالجديد علينا من حمل شعار محاربة الفساد فاذا به يوقع الدولة في فساد اكبر وما الحوثي عنا ببعيد خرج ضد الجرعة ورفع سعر الوقود فجرع الشعب الجوع والدمار.
فلاتخربوا بيوتكم بايديكم واعتبروا بحال الدول التي دخلت في صراعات.
واخيرا يذكرني الانتقالي بقصة متنفذ في دولة فساد اعطي له بقعة ارض كبيرة في مكان استراتيجي بغير حق فقام احدهم ودعى الناس ليأخذوا حقهم وحرض باسم الحقوق فكانت النتيجة ان نزل الناس على الارض وتم تحويله الى حي عشوائي لاتجد فيه الا دمار لجمال المدينة فلم تسترد الارض للدولة ليعود نفعها للشعب ولم يستفيد الناس الا عشوائيات وكان يمكن قبل التغيير لاسم المالك فقط لعدة مالكين بسطوا بفوضى وليسوا كلهم الشعب.
لقد اظهرت الايام الحكمة التي يتحلى بها الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي ولو ان الاخ الرئيس تدخل بنفسه لاخراج الشارع لتاييده والرد على اجراءات الانتقالي بنفسه كما كان يفعل عفاش لحشد اغلب الجنوب حوله, لكن حكمة تحلى بها هادي ليخرج البلد لبر الامان ولو ان الانتقالي يثبت حسن النية اجزم ان الاخ الرئيس سيبادلها الحسنى, فالى كل من نادى بدعوات للتقارب بين الرئيس والانتقالي تاكدوا ان الاخ عيدروس الزبيدي هو اجدر شخص لايجاد هذا التقارب فما عليه الا البدء بخطوات تدل على حسن النية وستجد صداها وينبغي علينا جميعا من اجل الجنوب ان نهظم ذواتنا ونجعل المصلحة العامة للوطن فوق كل شيء.
✍🏻 هاني اليزيدي.