عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-09-09, 05:53 AM   #2
المهندس
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-27
المشاركات: 3,730
افتراضي

السيد د/ عبد الكريم الإرياني. .. إن النفس البشرية ، ،عالم مترامي الأطراف ، ومن الصعوبة معرفته ، كانت هذه "الهوة" التاريخية ، والعامل النفسي ، هو السبب الرئيسي للمشاكل ، وجعل الوحدة من الأمور المستحيلة لقد تركت المرارة في نفس الشمالي ضد الجنوبي عبر السنيين كثير من عوامل الحسد ، بسبب الفارق الإقتصادي والمعيشي والثقافي ، فنشأت هوة عميقة في العقل والنفس ، وهذا ليس جديدا ، إنه ضعف بشري ، وهذا هو الواقع و لا يمكن الهروب منه ، ومتواجد في كل المجتمعات الإنسانية ، منذ خلق الله البشر ، وبعد توقيع الوحدة المشؤمة ، حدث غزو بشري نحو مناطق الجنوب من جانب المواطنين ومن جانب الدولة ، وإحتلال الوظائف والسيطرة الكاملة على الجنوب ، وإذا تكلم أي إنسان ، قالوا له " إنفصالي " ، إن الإمام والإمامة ودولة صنعاء الحالية ، الغارقة في أحلامها وحقدها ، لم يكن لديهم سوى هاجس واحد ولا سواه ، وهو " شمللت الجنوب " ، إن الحلم للوصول إلى شواطئ عدن هو الهاجس الأبدي الذي كان يداعب أحلام الأئمة في بيت حميد الدين ، والخيال المريض لحكام الجمهورية العربية اليمنية ، وهي الوصول لشواطىء عدن تحت أي مبرر .. وبأي ثمن ، وهي أيضآ الخطة في تحويل أرض الجنوب العربي ، إلى أراضي شمالية ، إن عامل الحقد والصراع النفسي ، طوال العصور قد جعل الشمال يغرق في تخيله وأوهامه ، أن الصدق والإحساس نحو الآخرين قد انتهى ، حدث تطور في الجنوب منقطع النظير، وكان أمامه تخلف في الشمال ، يدعو إلى ألآسف، ، إن بناء الدول والمجتمعات ، لا يتم بالبساطة والعفوية ، وإستعمال بلاغة اللغة ، والشعارات الوطنية البراقة، هذه المفردات في اللغة ، يجب أن يكن لها نهاية ، إن الأطفال في عدن ، لا يجدوا القوت الصحي النظيف ، ولا يوجد دواء في المستشفيات ولا حليب للأطفال. أنما يوجد كلام خطب وشعارات وأناشيد وطنية . السيد د/ عبد الكريم الإرياني . . في عام 1965 حين أشتد ت عمليات الثورة في عدن ، وسقطت القذائف في حديقة حاكم عدن البريطاني ، السير كنيدي تريفاسكس ، لم يقم هذا الحاكم الشجاع ، حاكم عدن بإغلاق منطقة ساحل جولد مور، في التواهي ، لأنه كان يعرف ، إن هذه المنطقة يسبح ويلعب فيها أطفال منطقة التواهي ، وهي متنفس للفقراء من الناس في أيام الصيف الحار ، وتأتي هذه العصابة الشريرة من صنعاء ، وتغلق منطقة خليج حقات بكاملها ، من أجل عدة بيوت مسروقة أستولوا عليها عند غزو عدن ، و سكنوا فيها وحتى من النواحي الأمنية ، لا داعي لذلك مطلقآ ، أن البيوت تقع في قمة جبل حقات العالي ، ولا يوجد أي داعي أمني لذلك مطلقا ، ولا توجد حالة حرب أو غيرها ، ولكنه التبجح البدائي بالعظمة والأنتصار ، والحقد الدفين الذي سكن جيناتهم الوراثية عبر السنيين ، هل تعتقد هذه العصابة إن الناس قد فقدت الشعور والتعبير ، وأنهم مجموعة من العبيد ، إن بريطانيا خلال 128 سنه من عمر الإحتلال لم تقم بإغلاق أي منطقة عامة ، إن إغلاق منطقة خليج حقات ، إستهزاء بأهل عدن وأطفال عدن ، وهذه تصرفات همجية وبدائية ، لا يقترفها إلا ميت القلب والضمير ، إن شعب الجنوب العربي ، وأرض الجنوب العربي ، أصل الحضارة ومهد العروبة والعرب . بعد ذلك يأتي من يقول للناس الوحدة والتراب الوطني ، أي وحدة التي يتكلمون عنها ، إنه غزو عسكري إنتقامي ضد شعب ، في غفلة من الزمن , السيد د/ عبد الكريم الإرياني .. إن حرمان أطفال عدن من السباحة واللعب في بحر خليج حقات ، إنه قمة الهوس الجنوني الحاقد ، سببه مرض نفسي ، يعرف "بتضخيم الأنا" Inflated Ego ، ضد الأبرياء ، وضد الأطفال ، كان أجدر بهم ، بعد نصرهم المسعور ، أن يقوموا بترميم المسبح والملاعب ، وإعادة الأعمار لتلك المنطقة الجميلة ، متنفس الفقراء والمساكين ، ولكنهم أحضروا أطقم مدافع "الدتوتشكا" والجنود والسلاح ، ليشعروا أنفسهم المريضة ، بأحلام النصر والقوة. ومن المؤسف أيضا، وفي ساحل "أبو الوادي" ، يوجد ضريح ولي الله الصالح ، ،المعروف "بأبو الوادي" وكانت تقام له زيارة سنوية ، وكان الأطفال وألامهات يحضروا يوم الزيارة ، لقضاء يوما جميلا في السباحة واللعب . لقد أغلقوا مسجد ا كان يرتفع منه صوت الآذان يدعو إلى الصلاة لأكثر من 300 عام . في تلك البقعة الجميلة من أرض عدن ، ساحل المحبة والسلام ، حوله الغزاة إلى ساحل المبكى .. سوف تفتقد الأمواج والجبال والساحل والرمال ، صوت الأطفال ، ، وأصبح الساحل المهجور، بعد أن كان يضج بالحياة والأمل . ساحل خليج حقات ، سيبقى عبر التاريخ والزمان ، " ساحل المبكى " للأطفال عدن .. إنها وثيقة عار في جبين تاريخ الغزو الهمجي لبلادنا ، ووثيقة دولية قد أُرسلت إلى منظمة " اليونيسيف " - UNICEF . السيد د/ عبد الكريم الإرياني .. أي وحدة هذه .. التي يتكلمون عنها. السيد د/ عبد الكريم الإرياني .. يجب أن يكون هناك حل وحل جذري لأن الناس تموت من الجوع والمرض ، ولا نذهب بعيدآ ، أنظر ماذا يجري في تهامة مثلا ، ، نريد أن نقول إن " مرض الجذام " ، قد أنقرض من العالم وأستوطن تهامة ، وحكومة الوحدة تشتري طائرات ودبابات ، والدكتور اللواء العليمي يستورد الكلاب البوليسية ، يجاري الدول المتقدمة في تحديث قوات الأمن ، في شعب يموت من الفقر والجهل والمرض . إن النفط يُصدر من " ميناء رأس عيسى " في البحر الأحمر .. بحر أهل تهامة .. وميناء أهل تهامة ، وأرض أهل تهامة ، إن تهامة تموت من الفقر والجوع والمرض ، إن السل ومرض الجذام يفتك بأهل تهامة .. إن أنبوب النفط يمر فوق أرض تهامة ، وقراها غارقة في البؤس والظلام .. إن ناقلات النفط العملاقة تُبحر أمام أعين أطفال تهامة ، تحمل نفط اليمن إلى العالم ، ليصنع الحضارة والتقدم والرخاء ، وأطفال تهامة يمزق رئاتهم السل ، ويتساقط لحم أعضائهم من مرض الجذام . إذا هذه الحكومة لم تستطع إنقاذ شعبها والرحمة به ، فكيف ستنظر إلى أبناء الجنوب العربي المحتل ، إنهم يضحكوا على البشر طوال عقود من الزمن ، بالأناشيد الوطنية والقصائد في علم الكلام والمديح والأفلام التي يألفها الآنسي والشاطر وعبده بورجي ، إن النظام العالمي اليوم ، لن يسمح أن يموت الناس من الفقر والمرض ، وعصابة الوحدة تتقاسم المال والنفط ، إن ما يجري في الجنوب العربي اليوم وتتناقله الصحف العالمية ، لم يعد سرآ من الأسرار ، السيد د/ الإرياني .. قل لهم كفى .. لقد تعب الناس من الكذب والأناشيد الوطنية والخطب .. الناس تريد الغذاء والدواء والعمل والآمان والكرامة وليس قصائد الوحدة والتراب الوطني وأعلام الوحدة والثوابت الوطنية والخطوط الحمراء . السيد د/ عبد الكريم الإرياني .. إن الجنوب العربي ، سوف ينهض من جديد ، لدينا كل الثروات والعقول المتعلمة والمفكرة ، وسنبني بلادنا من جديد ، نحن شعب قليل السكان ، عظيم الشأن ، وسننظر إلى مصلحة بلادنا ، نحن نملك النفط والغاز والمعادن والأسماك والماء والأرض والسواحل الغنية وكل الموارد ، وأبنائنا أغنياء في المهجر ، وستعود عدن .. عاصمة الجنوب العربي ، وتاريخ عدن .. ملتقى الديانات والأعراق والثقافات الإنسانية Cosmopolitan Society ، وسيعود إلى عدن كل من ولد فيها ، بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق ، أن بلادنا أول بلد في الدنيا آمن وصدق بكل الرسالات السماوية من اليهودية والمسيحية والإسلام ، إن بلادنا بلد التسامح بين الأديان وعدم التعصب الديني أو العرقي ، ستكون عدن عاصمتنا ، بلاد السلام والآمان ، والتجارة والإزدهار والخير للجميع ، وسنبني من جديد، حتى قوة دفاع عن أرضنا ، إن 60 % من جنود وضباط جيش وشرطة الجنوب العربي ما زالوا على قيد الحياة ، و45 % من الجهاز الإداري ما زال متواجدا ، وسيعودوا ، ويدربوا الأجيال الجديدة . وسنقيم نظام جديد للحكم ، إنه نظام الأرستقراطية الديمقراطية ، وسنتحدث عن ذلك فيما بعد ، هذا هو الحل الوحيد الأمثل بعد التجارب الكثيرة ، لبناء مجتمع عصري ، والنظرية بسيطة وليست معقدة ، إذا حُسنت النية ، وذهب الفقر و الجهل والمرض والعبودية عن المجتمع ... قد تتساءل في نفسك ، هل يكون هذا ضرب من الخيال ! .. تأكد إن هذا سيصبح حقيقة ، إن هذا جزء من النظام العالمي الجديد ، والنهوض بالبشر في عصر ثورة المعلومات ، إنه النظام الحضاري والإنساني .. إنه الشرق الأوسط الجديد the New Middle Eastإن دولة السيد حيدر أبوبكر العطاس ، حين يعود إلى الوطن ، لن يعود إلى بلاد الإرياني ، يحمل ضمانة الدكتور الإرياني ، ولكن سيعود يحمل أكليل النصر ، سيعود إلى عاصمته عدن ، عاصمة أبائه وأجداده عبر عصور الزمن .. عدن عاصمة الجنوب العربي . سلام قولٌ من رب رحيم .. سلامٌ عليك سعادة دولة السيد المهندس حيدر أبوبكر العطاس .. زعيم الجنوب العربي .. سلامٌ عليك عدن العبدلية .. عاصمة الجنوب العربي .. بلادي .. وبلاد أمي وأبي

*كاتب و مؤرخ سياســي
__________________
(الشهيد البطل محسن علي مثنى طوئرة)
المهندس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس