[شمالية حداوية]

الفتوى الجائرة .. هي ماتُبنى على التحيز والتجاهل وتباع لذوي النفوس الفاسدة .. والمعلم والرَّاعي الذي يفرق بين أبناءه يحتاج الى إعادة نظر حول أدواته التي يستخدمها للتعليم أوللتأديب أوللتوجيه ويُراجع مدى أهليته للحكم وفق ما أنزل الله فقد أصبح عاجزاً عن التفريق بين الخطاء والصواب ..
وإن من أتعس أشكال الاستغلال أن يكون رجال الدين قادرين على إصدار الفتاوى ضد المسلمين ويكونوا دعاةً للتفرقة وبالتالي حصول القتنة بين أبناء الدين والمجورة والقرابة ولايوجد مبرر دنيوي إلا أن نجد أنهم يخدمون أهواء الحكام والسلاطين ويسارعون لإنجاد السادة الفاسدة في كل قضية وكل مكان وكل زمان .
فإن كانت حتى الأم الظالمة التي تفرق بين أبنائها وتظلمهم .. موعودةٌ بعقاب من الله تعالى , والقاضي الذي يتعمد الظلم ويشتري عرض الدنيا بحكم الله موعودٌ بالنار بإجماع العلماء , والحاكم الجائر الذي يسيس للفساد والرذيلة وينهك المسلمين بتبعيات تصرفاته واشاعة التعصبات الجاهلة التي رفضها الإسلام ويحقر العلم والفكر الذي أجله الدين ويبيح قتل المسلم لأخيه المسلم وتعدي الجارعلى جاره واقتطاع الحقوق ليس بشرع الله بل بما يشرع من دستور .. فإنه حاكمٌ فاسد يفتن المسلمين في دينهم ويشيع الفتنة بينهم ويشغلهم عن دينهم فيقتتلون لأجل الأولويات الخمس التي جاء الإسلام ليصونها ويحترمها ويحرم الإعتداء عليها ..
وإن المفتي الذي تعمد نبذ طائفة من المسلمين واستباح فيهم الأذية والقتل ورميهم بأحكام تكفيرية أو أتهامات تخرجهم من أصل الدين وأصل المجتمع وأعتبرهم وجعل منهم محكومون تحت فتواه بتحيزٍ ظاهرٍ بأسم الدين ومن منبره الذي ولَّاه الله عليه وسيسأله عنه يوم القيامة لهو أعمى البصر وأعمى البصيرة فلا يحفظ أحكام الشريعة الإسلامية من حرمة دماء المسلمين وخاصة النساء و الأطفال !! وقد يكون أبتر فليس له من يثق به يخبره عما تقترف يداه وأقوله أو متعمداً وحينها يكون وبرغم أنه جعل الفئة المسلمة المتضررة من فتواه فئة منبوذة فإنه سيجعلهم شهداء صنيعته وظلمه ومابينهم وبين الله حجاب .. وقد تحمَّل بوزرهم وكلُّ صنيعةٍ تُرتَكبُ فيهم باسمه الى يوم الدين .
ويكفيه لو كانت له بصيرة أن يعرف أن الظلمة والبلاطجة من دهاليز المصالح والسعي بالفساد والجهلة الذين يتبعون ما يؤمرون هم الآن يعملون بفتواه ويهاجمون ويقصفون المدن ويقتلون المسلمين هناك على أثر فتوى حضرة المفتي فأطلقها دون تبصر ودون خوفٍ من الله فليخشى أن يخزيه الله ويجزيه على الظلم والعدوان سعيرا ونارا .
ونحن هنا ندعو أصحاب العلم من كل الفرق والانتماءات أن يقفوا صفاً مرصوصاً ويعلنوا بصوتٍ واحدٍ جليٍ بطلان تلك الفتوى الظالمة , وعلى المفتي وأتباعه أن يعوا ما يدور حولهم وبأسمهم وتحت أخبيتهم ، فيرتدعون ويردعوا أولياءهم من أعمالهم المخالفة للدين والوجدان والضمير الإنساني .
فهل يستطيع الشيخ الزنداني ومن فتى بفتواه وأقر فعله بما وُرِدَ عنه التوبة الى الله وطلب العفو من المسلمين أبناءه وأخوانه عن أقواله وأفعاله ... وخوف الله في كل كلمة وعدم التفريق بين بني الإسلام .. فمهما أصبحت لفتواه أدراج تتلقاها .. فهناك مظلمون طالهم وسيطولهم ظلمها .. ولن تكف أياديهم عن الإبتهال والتضرع الى الله أن يهلك كل من استخدم الدين والشرع لظلم المسلم ... وإن الله مولانا ومولأكم سيحكم بيننا في يوم الفصل حكماً لا يثنيه سلطان دنياً ولا مصالح ولا نفوذ .
كما ليعلم كلُّ قادرٍ على استغلال شرع الله وموقعه الذي ولَّاه الله تعالى عليه ليهيئ للفساد الجاري من السلطة أي تسلطٍ على أبناء الوطن والدين أن أهل الحق والمجاهدين في أطار الأرض لا يأبهون بالتهويلات ولا تخوفهم التهديدات الفارغة ولا يخافون من الموت على أيدي الظالمين بل الشهادة عندهم أمنية يسألونها من الله وهو ناصرهم على من ظلمهم وعلى من يرى نفسه من أهل الإسلام وهو يعين الفساد والظلم بفتواه وبفمه وكلامه وبعمله وإعلامه وبيده وسلاحه .