صنعاء – من أبو بكر عبدالله:
شارك الآلاف امس في تظاهرات حاشدة هي الاكبر من نوعها شهدتها محافظات الضالع ولحج وابين وحضرموت والمهرة بجنوب اليمن، دعا اليها "الحراك الجنوبي" بالتزامن مع زيارة بدأها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لصنعاء، حاملا مبادرات لتهدئة الازمة العاصفة في اليمن شمالا وجنوبا، استنادا الى مبادرات عربية تسعى الى جمع اطراف الازمة الى طاولة الحوار وتخفيف حدتها.
واجرى موسى محادثات مع الرئيس علي عبدالله صالح افادت دوائر سياسية انها تناولت "افكارا لاحتواء الازمات بين صنعاء والحراك الجنوبي ومع المتمردين الحوثيين في الشمال".
واوضحت ان "الافكار التي حملها موسى استندت الى لقاءات جمعته ومسؤولين مصريين مع قيادات سياسية يمنية معارضة في الخارج حضهم فيها على التمسك بالوحدة اليمنية مقابل الضغط على صنعاء، من اجل تكريس مبدأ الشركة في السلطة والثروة والدفع بمشاركة وزراء جنوبيين في الحكومة".
وانطوت الافكار التي حملها موسى الى القيادة اليمنية، على دعوة صنعاء الى تخفيف الضغط العسكري في مناطق الحوثيين شمالا، مقابل التزامهم مبادرة النقاط الخمس التي اعلنتها صنعاء شرطاً لوقف النار واحلال السلام مع ضمانات لوقف الحرب واطلاق المعتقلين الحوثيين واعادة اعمار ما خربته الحرب.
وصرح موسى في مؤتمر صحافي بصنعاء بان الرئيس علي صالح رحب بالحوار السياسي مع القوى السياسية في الداخل والخارج تحت سقف التزام الوحدة ولمعالجة الاشكالات التي تواجه اليمن في صعدة، مؤكدا دعم الجامعة العربية لوحدة اليمن واستقراره.
الجنوب
وتزامنت زيارة موسى لصنعاء مع اعلان "مجلس قيادة الثورة السلمية في الجنوب" الذي يضم تكوينات "الحراك الجنوبي" تظاهرات في خمس محافظات جنوبية شارك فيها الآلاف حاملين لافتات تطالب الامين العام للجامعة بزيارة المحافظات الجنوبية والعمل من اجل خروج ما وصفوه بـ"الاحتلال" الى ترديدهم هتافات "ثورة ثورة يا جنوب"، واخرى تطالب بـ"فك الارتباط" والحق في تقرير المصير وتصف نظام صنعاء بـ"المحتل".
وروى شهود أن قوات الشرطة انتشرت بكثافة في المحافظات الجنوبية قبيل التظاهرات، لكنها انسحبت من كل المناطق واعتقلت نحو 30 من ناشطي "الحراك الجنوبي" في محافظة الضالع حملوا اعلام دولة الجنوب.
ووجه "مجلس قيادة الثورة السلمية في الجنوب" رسالة الى موسى طالبه فيها بـ"الوقوف على الاوضاع المزرية في الجنوب الواقع تحت نير احتلال الجمهورية العربية اليمنية، الذي يستخدم كل انواع الاسلحة ضد شعبنا المطالب باستعادة دولته التي دخلت مع الجمهورية العربية اليمنية في وحدة اندماجية سرعان ما حولوها الى احتلال صريح بعد حرب صيف 1994". وأمل المجلس تحريك قضية الجنوب في مجلس الجامعة من أجل استعادة عضويتها الكاملة في الجامعة العربية، ثم نقل القضية الى مجلس الامن لتطبيق قراريه 924 و931 الصادرين خلال حرب 1994، معتبرا استعادة دولة الجنوب عاملا اساسيا لاستقرار المنطقة.
المواجهات شمالا
الى ذلك تواصلت المواجهات في محافظتي صعدة وعمران بين قوات الجيش والمتمردين الحوثيين الذين وزعوا، اشرطة فيديو تظهر اسقاطهم طائرة "سوخوي" في منطقة المقاش.
وصرح نائب رئيس هيئة الاركان العامة للشؤون الفنية اللواء عبد العزيز الذهب بان عصابة التمرد تلقت هزائم قاسية وضربات موجعة من الجيش، وتقهقرت وانهارت صفوفها في مختلف الجبهات بعدما تكبدت خسائر جسيمة وسقط معظم مواقعها".
واكد مصدر عسكري ان قوات الجيش واصلت تصديها لهجمات المتمردين وتنفيذ الجيش عمليات نوعية بمساندة مقاتلات سلاح الجو التي شنت غارات دمرت فيها ورشتين تستخدمان لتركيب الالغام والمتفجرات في منطقة جبل عريج، مما ادى الى اشتعال النيران فيهما ساعات وقتل العديد من المتمردين في مناطق العند ودماج وآل عمار والملاحيظ وآل سالم.