عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-06-18, 03:39 AM   #81
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,640
افتراضي

دعما للموقف القطري :" الإصلاح يسلم الجبهات للحوثيين "

بقلم/ خالد السنمي

سقطت، يوم أمس الأول، جبهة الزاهر، المديرية التابعة لمحافظة البيضاء، بيد « الحوثيين »، بعد عامين ونصف عام من المواجهات مع عناصر من تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، مسنودين بمسلحين قبليين، أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين؛ سقوطٌ ربطته قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية - ولاية اليمن» بتصعيد الأزمة الخليجية، وتبعية تنظيم «القاعدة» في اليمن لجماعة «الإخوان المسلمين». ورأى تنظيم «الدولة» أن تسليم المديرية، التابعة لمحافظة البيضاء، للحوثيين، يأتي في إطار الضغط الذي يمارسه «إخوان اليمن» على دول «التحالف العربي»، وكرسالة قطرية مفادها بأننا «قادرون على تغيير معادلة الحرب وخلط الأوراق، حال استمرت الضغوط الخليجية علينا
واعتبر التنظيم الانسحاب أن المفاجئ لمسلحي «القاعدة» من المواقع التي كانوا يتحصنون فيها لأكثر من عامين كان بإيعاز وأوامر صدرت إليهم من الخارج، مؤكداً أنه لا صحة البتة للأنباء التي تتحدث عن تعزيزات كبيرة للحوثيين استقدموها إلى جبهة الزاهر، تسببت في سقوط المديرية المحاذية لبلدة يافع جنوباً.
الهجوم الذي شنته قيادة «الدولة الإسلامية» في اليمن على «القاعدة»، واتهامها بالتبعية لـ«الإصلاح»، جناح «الإخوان المسلمين» في اليمن، يبدو منطقياً ومبرراً إذا ما عرفنا أن غالب عناصر تنظيم «الدولة» يتواجدون في المنطقة الضيقة الفاصلة بين حد يافع ومديرية الزاهر، بعد خروجهم الكبير قبل ستة أشهر من مناطق وبلدات يافع، عقب سيطرة «الحزام الأمني» عليها.
الخلاف الكبير بين تنظيمي «القاعدة» و«الدولة» في اليمن ليس وليد اللحظة، بل هو خلاف قديم ومعقد، تعود بداياته الأولى إلى منتصف العام 2013م، حين رفض زعيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، حينها، ناصر الوحيشي، مبايعة البغدادي، وقال إنه، وغالب عناصر «قاعدة اليمن»، في رقبتهم بيعة كبرى لزعيم تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، مستنكراً إسراف «الدولة» الكبير في القتل في كل من العراق وسوريا «بلا سند شرعي».
من جهة أخرى، يعتقد مراقبون للشأن اليمني أن حزب «الإصلاح» لن يكون بمقدوره تطبيق سيناريو الزاهر - الآن على الأقل - على جبهات كبيرة كجبهات نهم والجوف ومأرب وبعض المناطق في تعز مع أن الأيام الأخيرة شهدت تراجعا ملموسا لمسلحي المقاومة المحسوبة على الحزب في عدة مواقع بمأرب ، لأن ذلك سيُعدّ ببساطة انتكاسة كبيرة لـ«التحالف العربي» الذي يخوض حرباً ضروساً بقضه وقضيضه في اليمن منذ أكثر من 26 شهراً، حربٌ عدّها باحثون غربيون حرب استنزاف للمملكة «دبرها أعداؤها في ليل». وإذا صحت اتهامات قيادة «الدولة» في اليمن لـ«القاعدة» بالانسحاب من جبهة الزاهر لصالح «الحوثيين »، فدلالات ذلك يمكن قراءتها في إطار التوتر الذي بات يسود العلاقة بين «التحالف» و«إخوان الشرعية»، بعد المقاطعة القطرية .

خيانة متوقعة :
والسؤال، هل يمكن أن يقلب «الإخوان» ظهر المجن للمملكة لصالح الدوحة، وبخطوات عملية على الأرض؟ وما مدى تأثير ونجاعة هذه الإجراءات التي قد يلجأ إليها «الإخوان» في مسار العمليات العسكرية؟
الرهان السعودي، بحسب التسريبات من داخل أروقة الرياض، قائم الآن على تفكيك شخوص «إخوان الشرعية»، وفرزهم عبر اختبارات وضغوطات كبيرة تمارس عليهم فُرادى، على أن تلحق ذلك إجراءات عملية تتمثل في تقليص تدريجي لصلاحيات المتمردين منهم في إطار الحكومة «الشرعية»، ولامتيازاتهم المالية.
حالة الخداع الصامت بمبدأ التقية الذي انتهجته جماعة الإخوان مؤخرا امتدت إلى عدن ، بحسب قيادات في «المقاومة الجنوبية»، وتفيد تلك القيادات بأن حادثة إطلاق النار التي نفذها مسلحون، أمس الأول، من أعلى جبل هيل، المطل على معسكر الشرطة العسكرية في التواهي، والتي أدت إلى إصابة جنديين على الأقل لدى قيام جنود المعسكر بتسلم مرتباتهم الشهرية، كانت مدبرة، والهدف منها إزاحة العميد علي محمد الحدي عن المشهد، بعد أن تم اختياره من قبل «التحالف» ليحل محل ألوية الحماية الرئاسية المحسوبة على جماعة «الإخوان»، والتي من المقرر انسحابها من عدن نهاية يوليو المقبل.
وتوضح قيادات «المقاومة»، أن الشرطة العسكرية في عدن بقيادة الحدي أُنيط بها تسلم مهام حماية الكثير من المرافق بعد انسحاب ألوية الحماية الرئاسية من المدينة، بعد «إلحاح وإصرار إماراتيين». ووفقاً لتلك القيادات، «فعناصر الإخوان في الحكومة الشرعية يسعون بكل قوة إلى ترك آثار جروح أظفارهم على أجساد أعدائهم بعدن، حال خروجهم منها مجبرين».
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس