[وليد الضالعي]

د.باصرة: أنصح الجنوبيين بعدم التوجه للحوار دون ضمانات

صدى عدن/ عدن / صلاح السقلدي :

قال الدكتور صالح باصرة عضو لجنة الحوار الوطني ان غياب الحراك الجنوبي عن الحوار الوطني هو حق مكفول له مثلما له الحق بالحضور. وانه في حال قرر الجنوبيون الحضور دون ان يشترطون ضمانات دولية مسبقة سيرتكبون خطأ جسيما بمصير قضيتهم. ونصح باصرة ايضا كل جنوبي قد يذهب الى هذا الحوار بعدم الوقوع بالزعم بانه يمثل الجنوب وشعب الجنوب. وان على من يذهب افرادا وتكوينات الى الحوار ان يتكلموا بأسمائهم وصفاتهم فقط حتى لا يقع عليهم اللوم والنقد مستقبلا من الشعب بالجنوب في حال ان وقعوا على اية تعهدات وهذا الكلام وجهت قبل ايام للأخ محمد علي أحمد .مع ان الدكتور باصرة لم يخف تشاؤمه من نجاح هذا الحوار منتقدا بشدة ما وصفه بالاستحواذ الواضح الذي يعمد إليه المؤتمر والاصلاح تجاه قوائم الحوار وخصوصا بقوائم الشباب والنساء والمجتمع المدني، وان نسبة نجاح مثل هكذا حوار الذي وصفه بانه الطريق الحضاري لحل المشاكل لا يزال للأسف يراوح المنطقة الرمادية بين التشاؤم والتفاؤل في أحسن الأحوال.

واضاف د. باصرة في حديث مسهب عن مجمل الاوضاع الحالية بالبلد ألقاه في (منتدى الطيب)بالمنصورة بالعاصمة عدن يوم الاثنين الماضي ان الشعب بالجنوب قد استطاع بامتياز ان يسجل له نجاحا متميزا على المستوى الشعبي ادهش معه العالم من حيث كثافة الحضور وحسن التنظيم وسلامة وانسيابية الجموع الكبيرة دون ان تسجل حالة واحدة من اعمال العنف ،لكن ذلك النجاح والكلام لايزال لباصرة يبقى ناقصا إذا استمرت القيادات الجنوبية في إخفاقاتها على صعيد السياسة الاقليمية والدولية.

وسخر باصرة من مصطلح الثوابت الوطنية قائلا: لا يوجد ثابت بالحياة غير وجود الله سبحانه وتعالى، ملقيا باللائمة على حزبي الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام بوصول الوضع بالجنوب الى هذا الدرجة من الاحتقان بسبب ما قال انهما لم يعدا أي تصور لحل القضية الجنوبية ويتجاهلون كل المبادرات الجنوبية لحل القضية ومنها مخرجات مؤتمر القاهرة الجنوبي التي رفع اصحابها سقف مطالبهم فيما بعد حين لمسوا هذا التجاهل والإعراض الشمالي حيال قضيتهم وان ردهما أي المؤتمر والاصلاح على فكرة الدولة الاتحادية التي قال انها ربما تكون هي (الحل الامثل) دائما ما يكون برد غريب بقولهما ان الدولة باليمن لم تقم بعد وان فكرة الدولة الاتحادية ستكون الطريق الى التفكك والتجزئة حد زعمهم، منبها من حالة المزاج الشعبي بالجنوب بانها تنحدر نحو مزيدا من الاحتقان والتذمر والغليان ان استمر تعاطي الاحزاب بهذه الطريقة .مشيدا بذات الوقت بتصورات الحزب الاشتراكي الذي قدمها مؤخرا إزاء القضية الجنوبية. وحول عملية التوظيف الاخيرة التي اتبعتها الحكومة مؤخرا وفي تلميح مبطن الى تبعية هذا التوظيف لحزب الاصلاح قال باصرة ان قرابة مائة ألف موظف جديد جلهم من الشمال سيتم توجيههم مستبقلا الى استهداف الجنوب وقضيته .

وبخصوص حضور أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى صنعاء مؤخرا قال الدكتور باصرة: (اقولها لكم بصراحة ان البلد يقع اليوم تحت الوصاية الدولية)، مردفا ان المجتمع الدولي قد يستطيع فرض الوحدة بالقوة لكنه لا يستطيع أبدا فرض الاستقرار، وان التعاطي الذي اتبعه مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اثناء حرب 94م اثبتت الايام فشله الذريع بعد ان تكشفت الامور ان الوضع ظل نارا كامنة تحت الرماد حتى انفجر الجنوب على النحو الذي نراه اليوم منتقدا تصريحات الاخيرة للسفير الامريكي بصنعاء واصفا اياها بالمستفزة.