عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-19, 10:44 PM   #14
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,810
افتراضي

الخيار الاقليمي الصحيح



بقلم : محمد عبدالله الصلاحي
قبل أن تذهب الأذهان بعيداً وقبل أن يُفسر كلامي على غير مقصده ، أنا لست إلا فرد يُقيم في بلد الاغتراب الجار "المملكة العربية السعودية" ، ولكن حال الوضع يقول يجب أن نذهب بقضيتنا إلى حيث الخيار الذي نرى فيه النجاح ، وعلى ضوء هذا سأكتب مقالي مُدعماً هذا الخيار .


في بادئ إنطلاقة الحراك الجنوبي كثيراً ما طالب أبناء الجنوب بدعم عربي ودولي لقضيتهم ، طرقوا أبوابا عدة وسلكوا مسالك جمة ، ودائماً مصير طلبهم الرفض العربي والدولي ، ووصل الحال بهم إلى القول كرد طبيعي صاحبه يأس من عدم وقوف أي دولة إلى جانب قضية الجنوب (إذا لزم الأمر ووقفت اسرائيل مع خيار استعادة دولتنا فمرحباً بذلك) .


استغلت إيران هذا الوضع والحال الذي أضحى عليه الجنوبيون لتمد إليهم يدها بظاهر مساعدتهم في تحقيق فك الارتباط وباطن ترويض ثورتهم لصالح المشروع الحوثي في اليمن ، ولتحقيق هذا عمدت إلى استمالة الرئيس علي سالم البيض موهمة إياه بأنها ستقف مؤيدة لمطلب فك الارتباط وستدعمه بقوة ، وطوال سنوات لم تُقدم إيران شيئاً ملموساً يخم القضية الجنوبية في جوهرها الداعي إلى فك الإرتباط عن الجمهورية العربية اليمنية ، وبات موقف إيران أكثر سوءً وقبحاً حينما حاولت ترويض الثورة الجنوبية لصالح تقوية الحوثي ، وأن يعمل الحراك الجنوبي كأداة تخدم المشروع الإيراني الحوثي بعيداً عن أي مصالح تعود بالنفع على القضية الجنوبية ، والنتيجة أن فطن الرئيس علي سالم البيض لهذا اﻷمر وفض تحالفه الغير سوي مع إيران .


اليوم باتت ساحة الداعم مُفرغة والاتجاه صوب الخليج بات دون عائق ، ولا يوجد لاعب خليجي أو عربي أو دولي يملك مفاتيح اللعبة في اليمن كما هو الحال مع المملكة العربية السعودية ، لذا فإن التحالف معها في إطار المصلحة المشتركة المؤدية إلى فك الإرتباط هو الفعل الانسب والخيار الاسلم ، فإلى كون هذا التحالف يخدم مصالح الطرفين في جميع الجوانب هو أيضا الخيار المضمون بالنسبة لنجاح القضية الجنوبية في تحقيق هدفها .


السعودية ستتعامل بجدية مع موضوع دعم الجنوب في حال لمست جدية من قبل قادة الحراك ، وستعدم خيار استعادة الدولة بقوة ، لأن أملها في أن يعود الشمال إلى سابق عهده حليفاً لها أنتهى مع سيطرة حلفاء إيران على صنعاء ، والحال يفرض عليها دعم قوة موازية لدولة الحوثي يُمكنها أن تُشكل عامل توازن قوى في جنوب الجزيرة العربية ، والقوة هذه هي دعم خيار دولة الجنوب .



اﻷمر ليس معيبا إذ قد يراه البعض هكذا ، فالقضية لابد لها من داعم إقليمي قوي ، والسعودية هي الأقدر من غيرها على أخذ هذا الحمل ، وهي اﻷقرب لنا من غيرها تاريخيا وثقافيا واجتماعيا .


نقطة هامة في هذا الموضوع وهي أن البعض ممن يرون في أي خطوة تهدف للتقرب من أي دولة بحثا عن دعم للقضية الجنوبية نوعا من العمالة والارتهان للخارج هم أشخاص مهووسون باﻷنانية ويحبون بقاء الأوضاع على ما هي عليه دون أي تقدم ملموس في مسار قضيتنا ، فليس من العدل أن نولي ظهورنا أو أن نتعمد عدم رؤية بشائر إيجابية تجاه قضيتنا مصدرها دول الخليج فإن ذلك ليس سوى قتل متعمد للثورة ومحاولة بقائها في مربعها التقليدي .
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس