عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-02-12, 12:28 PM   #1
فتى العروبة
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-28
المشاركات: 2,654
افتراضي الوحـدة الوطنيـة

الوحـدة الوطنيـةكتب: أ / محمد سعيد سالمالتاريخ: 11/2/2009القراءات: 667
أستعرض مع نفسي ـ دائما ـ شريطا طويلا من الأحلام !!
والأحلام كثيرة ، ولكني أتوقف بإستمرار أمام حلم كبير ، وكبير جداً ، هو حلم (اليمن الموحد ، المستقر ، الديمقراطي ، الحديث).
وأنا أعلم ـ تماما ـ أن تحقيق هذا الحلم ، بالقياس على المنعطفات السياسية ، والصعبه ، التي مرت بها بلادنا ، قبل الوحدة وبعدها ، أو القياس على أوضاع دول شقيقه وصديقه في منطقتنا ، أو في باقي العالم ، تعاني اليوم من : مذابح طائفية ومناطقية ، وقبليه.
بالقياس على ذلك ، يحتاج الأمر تفعيلا حقيقيا لمحاكمة العقل والضمير، وقراءة متجرده من الهوى ، لما أنزلته الشرائع السماوية ، وفي مقدمتها شريعة ديننا الإسلامي الحنيف.
لقد وجدت في الكثير من معادلات الصراع السياسي ، أو التنافس على السلطه ، أن حصيلة الناتج العام على الدول والشعوب والمجتمعات حصيله مدمره ، بلا مستقبل ، إذا غاب عنها الهدف النبيل ، لذلك يكون (الشرف العام) الذي ينبغي أن ينشده كل واحد منا ، من منظور ديني ، أو وطني ، أو إنساني ، لأهله ، وبلاده ، ومجتمعه ، هو (الشرف ) النابع من كرامة وأمن وإستقرار ووحدة كل هذه المكونات .

إنني أحترق ألماً وحزنا على أشقائنا في الصومال ، الذين تطحنهم (ماكينة حرب) ، فقد فيها أبناء الصومال ، وقبائله ، ومناطقه .. شعورهم بوحدة الهدف والمصير ، وتوزعت رقابهم ودماؤهم قرابين لمصالح خارجية وذاتيه ، ما أنزل الله بها من سلطان . ولعلهم (الصوماليين) يبكون اليوم ، على زمن طويل من أعمارهم وأجيالهم ، ذهب وهم يركضون على أرض من الصفيح المشتعل ، بلا إستقرار ، وبلا وحدة ، وبلا تنمية .
ولا يقل شعوري بالألم ، تجاه ما يحدث لأشقائنا في العراق !!
فقد جاء (حذاء منتظر الزيدي ) في وداع الرئيس بوش ، ليختزل مسيرة مأس من دماء وأشلاء العراقيين ، الذين (صدقوا) أن الديمقراطية والكرامة ، يمكن أن يأتينا فوق حاملات طائرات أو منتجات الصناعة العسكرية الأمريكية والغربية . لقد بات الحلم الكبير في العراق ـاليوم ـ أن يكون هذا البلد آمنا ، مستقراً ، موحداً ، وفقا لشعور الإنتماء لحقيقة ساطعة ، أن الجميع أصحاب مصير واحد ، وعلى سفينة واحده ، وأن التغيير والتطوير والبناء ، لا يمكن أن يتم بهدم البيت على ساكنيه ، أو تمزيق أواصر هوية وطنية ، قوتها في وحدتها ,

ولا يختلف الأمر في فلسطين ، فقد أستكبر الصهاينه ، لأن أشقائنا في فلسطين فقدوا الوحدة الوطنية ، ولأننا فقدنا وحدة الإسلام وكذلك في السودان.
إنها دول غاليه على قلوبنا ، كلما إزداد موقف أبنائها تشرذما ، وأنصاع بعضهم للأجنبي ، بنى أعداء الأمه منازل وخياما في الجوار .. لزيادة الفرقه والشتات ، من خلال تمزيق الوحدة الوطنية .
لقد خضت تجربة في أمور السياسة والوطن وأستفدت من خلال تجارب الكثير من أشقائنا القيمة العالية للوحدة الوطنية في حياتنا ، وأنه من خلال (التضامن) على حمايتها ، يمكن تحقيق الكثير مما نصبو اليه .

لا بد من وضع الأمر على ميزان العقل ، وتغليب أعمال الحكمة والإيمان في وطن عرفته أجيال وأمم ، بأنه وطن الإيمان والحكمة .
من حقنا _ أيها الأخوة_ أن نبحث عن صور عصريه لذاتنا وبلادنا ، ومن حقنا (الجميع) العمل للحصول على حقوق التعبير السياسي والوطني الحر ، وأن يتحدث الناس في شأن ولاية الحاكم ، وتوجهات الأمور ، والمعبره عن الإرادة الشعبية ، والتنافس على السلطة ، من خلال آليات تداول سلمي حقيقي . وأنا أعتقد أن التحولات الجارية في بلادنا ، تسير في نسق من الحرية ، يجاري التنامي الحاصل في المسيرة الديمقراطية في بلادنا ، إذا قام القياس على أننا بلد بدأ في هذه الأمور من نقطة الصفر!!
أعتقد هنا أنه من الواجب على كل فرد منا ، أن يعمل على قاعدة الحرص على الوحدة الوطنية ، وتقوية أدوات التنافس الوطني المشروع له في المرتكزات الدستورية ، والثوابت الدينية والوطنية .!
إن الهدف الأسمى لكل من ينتمي إلى وطن يحبه ، هو أن يحمل في داخله (أنموذجاً) أصغر لهذا الوطن الذي يتمنى أن يكون عليه ، وهنا لا بد من التمعن فيما يحدث ، وستكون النتيجه أن كل جهد يتحقق في العملية الديمقراطية في بلادنا ، بقدر ما هو عمليه وطنية جماعيه ، فهو محسوب لعهد الرئيس علي عبدالله صالح.
إن أغلبنا يقول : إننا جئنا من تراث إستعماري وأمامي ، وأن هنالك الكثير من بذور الخلافات والصراعات ، ومعاول الهدم تنتشر على أرضنا ، وفي علاقاتنا ، وأن أعداء شعبنا وشعوب منطقتنا يضخمون الخلافات ، ويهيئون مختلف الأسباب للمزيد من إضعافنا ، وإخضاعنا لمشروع هيمنه عالمي ، موجهه ضد الهوية الثقافية ومكونات مجتمعاتنا العربية والإسلامية . ولكن ـ للأسف ـ لا يدرك الكثيرون أن أسرع السبل إلى هذا الإخضاع ، ونجاح الهيمنه ، هو إضعاف (الوحدة الوطنية) .
لا أحد منا أيها _ الإخوة _ يستطيع أن يشفي الأبرص ، والأبكم ، والأكمه ، ويحي الموتى ، ويقرأ الغيب ، ويعلم ما في الأرحام ! فهذه من قدرات المولى عز وجل . ولكننا لا نستطيع ـنحن ـ أن نعمل بالأسباب التي تجعل كل شيء صالح لبناء الإنسان ، وتنمية الوطن . وتنمية الوطن والطريق الأمثل إلى ذلك ، هو الحفاظ على (الوحدة الوطنية) ، وكل أسباب إستقرارها وإستقرار الوطن !

لقد ظل فخامه الرئيس ، يعمل بحرص على إبقاء الوحدة الوطنية ، كمظله ، تقي أهل اليمن حر الصراعات وأداء التمزق ، وكمفتاح لحل المشكلات مهما كان نوعها . وإني على يقين أن كل من يمشي على ثرى هذا الوطن ، يقرأ ما يحيط به من أخطار وتحديات ، سيبادر إلى أن يملك نفس الحرص .
__________________
لــبـيــك ياعـلــم الــعـــروبــة كـلــنــا نــفـــدي الــحــمـــى

لــبـيـك وان عـطـــش اللـــواء ســكــب الـشــبــاب لــه الـدمــاء
فتى العروبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس