عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-01-31, 10:04 PM   #128
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,857
افتراضي

الخطبة الثانية...
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، وأصلي وأسلم على النبي المرتضى ، وآله وصحبه مصابيح الدجى، ومن سار على دربهم واقتدى، ونحن معهم وفيهم إلى يوم الملتقى...
أما بعد... فاتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا بالعروة الوثقى، واعلموا أن أجسادنا على النار لا تقوى، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.
أيها الأحباب في الله
إن أسباب التعاطي للمخدرات والمؤثرات العقلية كثيرة أهمها: ضعف الوازع الديني، وعدم اللجوء إلى الله مجيب المضطر إذا دعاه، ورفاق السوء ودعاة الفساد، فقد يقود مدمن واحد رفاقه جميعهم إلى الإدمان والله المستعان، والصاحب ساحب يدعوه إلى الهدى ائتنا. والفراغ وما أدراك ما الفراغ؟ إنه النعمة المغبون فيها كثير من الناس. ولكن أعلموا أن الفراغ الداخلي في جنبات نفس المتعاطي، وهو الفراغ الروحي والنغسي أشد خطرا من الفراغ الوقتي. وانعدام القدوة الحسنة في البيت، والمدرسة، والمسجد إلا ما رحم ربي، قد ساعد في التفشي. فالولد على شاكلة أبيه. وإن سلوكيات الأب والأم هي القدوة للولد يتبرمج عليها عقله الباطني فتشأ معه، وتتحكم به في الكبر، فإن تربى الولد على الفساد والرذائل، أصبح كارثة تتحرك في الشارع، والمدرسة، وفي العمل. هل تعلم أن ٥٠℅ من تجار المخدرات نشؤوا في بيوت تتاجر بالمخدرات. والذي قتل ٩٩ نفسا، قيل أن أباه كان من أكابر مجرمي القرية، وفاسدا، وأهل قريته كانوا فاسدين مفسدين. فأمره العالم أت يخرج من قريته إلى قرية أخرى أهلها صالحون.
وكذلك سهولة الحصول على المادة المخدرة والمؤثرة، ورخص أثمان بعضها، إضافة إلى الجهل بأضرارها وعواقبها، لهو من الأسباب الهامة. فهل تعلم أن أغلب تجار المخدرات أميون(قيل: ٧٠℅)، وأن أكثر المدمنين كانوا يقولون: لو كنا نعلم أضرارها وعواقبها ما سلكنا هذا الطريق، وما تساهلت أنفسنا في الانجرار وراءه.
ومن الأسباب ياعباد الله التجربة وحب الاستطلاع، وتجربة كل جديد ولو كان مضرا، وذم الله تعالى هذا الصنف من الناس فقال: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم}البقرة.

معاشر المسلمين عباد الله...
إن انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية في أوساط الشباب لهو من أقوى الأدلة على ضعف العملية التربوية والتعليمية للمؤساسات التربوية في البيت والمدرسة والمسجد. فتعالوا بنا نكافح هذه المخدرات والمؤثرات العقلية، ونضع الحلول والمعالجات التي نعتقد في نظرنا أنها مجدية ونافعة بإذن الله تعالى.
أولا: عودة المدمن إلى الله تعالى،والتوبة والاستغفار، والإلحاح عليه في الدعاء، وثق به في الاستجابة، ولا تقل لا أستطيع الاقلاع.
ألم ترى أن موسى عليه الصلاة والسلام حين خرج فارا من فرعون لا يدري إلى أين يتجه، فدعا ربه قائلا:{ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل}، فهداه الله، فاجعلها دعوة لك في الملمات.
وعندما وصل إلى مدين غريبا، لم يكن عنده سكن، ولا عمل، ولا زوجة. صنع معروفا ثم تولى إلى الظل ورفع يديه بالدعاء، فلم تغرب شمس ذلك اليوم إلا وصار له دار ووظيفة وزوجة.
ثاتيا: هجر رفقة السوء، والبحث عن رفقة طيبة.
قال تعالى عن نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام:{فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا٠ ووهبنا لهم من رحمتنا وحعلنا لهم لسان صدق عليا} [ مريم]فحفظه الله وحفظ له ذريته. وقال تعالى: {وما أضلنا إلا المحرمون٠ فما لنا من شافعين ولا صديق حميم٠ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} الشعراء.
هنا يحث الله عزوجل على اتخاذ الصديق الصالح، والحميم الناصح ، فنفعهما لك عام في الدنيا والآخرة.
ثالثا: التوكيد على دور الأسرة في تربية الأولاد وتنشأتهم على الصلاح والخير والعلم النافع. وأراد الله تعالى لنا الأسوة الحسنة في لقمان الحكيم في وعظ ولده.
رابعا: إحياء ودعم دور مؤساسات التربية والتعليم في التوجيه والإرشاد. وتضمين المناهج الدراسية مفاهيم حول المخدرات والمؤثرات العقلية، وأهمية التطعيمات في الوقاية من الأمراض والأسقام. وإشغال الطلاب بالأمور النافعة والمفيدة في أوقات الفراغ، كالنشاطات الصفية واللاصفية.
خامسا: إحياء الدور الريادي للمسجد ذلك الحضن الطاهر.
قال تعالى عنه:{في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال. رجال....}النور.
كلمة أخيرة نخص بها أخينا المدمن والمتعاطي: أنت أخونا وحبيبنا، ونحن مأمورون بحسن الظن بكل مسلم، فلا نظن بك إلا حسنا، ولا نرجوا لك إلا خيرا، فجاهد نفسك على الإقلاع وابشر بخير من ربك فحق عليه ان يعينك فهو القائل:{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}
فأكثر من ثلاثة أمور: المحافظة على الصلوات المكتوبة وأذكار الصباح والمساء وقرآءة القرآن، فقد أثبتت الابحاث الحديثة أنها تصلح القلوب، وتنير الدروب، وتشفي من الإدمان والكروب. وقد بين ربنا ذلك من قبل فقال:{اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} العنكبوت.
وأشغل نفسك بالرياضة كالمشي والكرة والجري وغيرها، فإن العلم أثبت أن ذلك يساعد على إفراز مادة (الإندروفين) التي لها دور كبير في تخفيف الآلام، والشعور بالراحة والسعادة، وتحسن المزاج، وتقوية المناعة.
وأخيرا... اعلموا أن الشباب والناشئة هم بناة الوطن وحماته، وأنهم الفئة النستهدفة لتجار المخدرات. فوجب علينا وعلى ولاة الأمر الاهتمام بهم ذكورا وإناثا وذلك من خلال:
* تهيئة المعيشة الملائمة لهم.
*توفير فرص التعليم الأساسي والجامعي.
* إيجاد فرص عمل مناسبة.
*تيسير أمور الزواج.
* بناء مستشفى لعلاج الإدمان.
هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير، والسراج المنير، والرحمة المهداة، والنعمة المسداة محمد ابن عبداللاه، كما قال ربنا جل في علاه:{إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد علم الهدى، والجود والكرم وبحر الندى، صل تليه يارب صلاة وسلام دائمين بدوامك أبدا سرمدا، وترض اللهم على آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الكرام الأخيار.

الدعاء......اللهم خذ بنواصينا إلى كل هدى وخير، وجنبنا كل شر وضير.اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، وأجر الخير على أيدينا واجعلنا من وسائل رحمتك في الأرض.
ملحوظة:
١- يمكن إضافة فقرة عن تحريم المخدرات في الخطبة الأولى، في أي موضع ترونه مناسبا فقد نسيت كتابتها.
٢- هذه خطبة مقترحة يمكن الاستعانة بها وليست ملزمة. ويمكن تعديل مواضيعها في تقديم وتأخير، كما يمكن تغيير وتعديل في فقرات وألفاظ الخطبة بما يناسب مقامكم وعلمكم .
د. نبيل عبده عمر علي/ اختصاصي أمراض أطفال
المتسق الإعلامي لخنلات التطعيم في إدارة التثقيف والإعلام الصحي/ عدن
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس