عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-12, 03:24 PM   #14
حيد حديد
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-06
المشاركات: 13,431
افتراضي

هل آن الاوان لتمرد جنوبي؟؟‎





بقلم / صلاح بن لغبر

على غرار ماجرى في جمهورية مصر العربية نسمع هذه الايام ونشاهد دعوات كثيرة خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي لانشاء حركة “تمرد” جنوبية، والدعوى او المبرر الاطاحة بما يسمى ىالقيادات التاريخية.
لست ضد انشاء اي حركة جنوبية يمكن ان تسهم في ثورة شعب الجنوب بشكل ايجابي، ولكي يكون الاسهام ايجابيا فان الامر يحتاج الى توضيح وتاىسيس صحيح، وليس مجرد انفعال عاطفي آني جرّته احباطات من اداء القيادات، هنا يجب ان نمعن التفكير، طارحين الاسئلة التالية:
ماهي اهداف انشاء الحركة ؟ ومن يتبناها ؟ وماهي المصالح والمفاسد المترتبة على مثل هكذا خطوة ؟،اسئلة جوهرية ينبغي على اصحاب الدعوة ان يضعوها نصب اعينهم وان يجيبوا عنها بشفافية وان يطرحوها للجمهور الجنوبي.
من خلال نقاشاتي مع بعض الاخوة والنشطاء المتحمسين لا طلاق تلك الحركة فهمت منهم ان الهدف الاساس منها هو التخلص ممن نسميهم القيادات التاريخية وازاحتها عن المشهد بدعوى انها باتت بصراعاتها تضر اكثر مما تنفع وتؤخر اكثر مما تقدم، وهنا قلت لهم فلنفترض اننا متفقين على هذا الكلام، فاذا هدفكم الاساس فتح صراع مع تلك القيادات وبالتالي شرخ جديد في الجسد الجنوبي المثخن، وتوجيه سهامكم وقدراتكم لمحاربة تلك القيادات.. فمن المستفيد ؟؟
وهنا لم اجد اجابة شافية ذلك ان هذه الدعوة اتت انفعالية ودون وعي وادراك لخطورتها.
قد يفهم البعض انني لا اؤيد اي نشاط شبابي قد يصل بالشباب الى سدة القيادة وهذا غير صحيح، بل انا مع هذا التوجه قلبا وقالبا ولكن كيف ومتى؟، اسمحولي هنا ان اضع مقترحا ربما يكون مفيدا لمثل هذه الحالة التي نعيشها ويمثل حلا وسطا لكل الاطراف
اقترح اعلان حركة شبابية من النشطاء الفاعلين في الميدن تسمي حركة “تصحيح” هذا الحركة يكون هدفها الاساس العمل على تنظيم الجهد الثوري الشعبي في كل المحافظات والساحات والميادين وان تعمل على كسب الشارع الجنوبي بمختلف الوسائل، شريطة ان لاتصطدم باي من القيادات، وان تعمل على دفع اي عمل قد يسبب صدعا في الجسم الجنوبي، وان تكون حركة توفيقية تعمل على سحب البساط تدريجيا دون صدام، مؤسسةً لفعل شبابي توحيدي يرفع لواء الاستقلال، لايفرق ولايدخل في خلافات ولامماحكات، بل يعمل ليلا نهارا بجهود مضاعقة على كسب ودّ الشارع الجنوبي التواق الى التوحد والكف عن النزاعات الجنوبية – الجنوبية.
انطلق هنا في هذه الدعوة ايمانا مني بوعي الشعب الجنوبي الذي يعرف مصلحته حق المعرفة وسيقدر اي عمل يسعى الى الدفع بثورته والخروج بها من مستنقع الصراعات العقيمة البليدة وغير المبررة التي تُجير لها الجهود كما راينا في الدراما الاخيرة بعنوان ” مليونية أو عصيان” والتي اضحكت علينا الشامتين واسمعت بنا الميتين، ومكنت منا المتربصين الذين رايناهم ينفخون في الفتنة بجهد كبير وهم معروفون ومعروفة مصالحهم واللوم لايقع عليهم بل على من اصطنع الخلاف البليد.
ختاما اقول لسنا بحاجة الى حركة تمرد ذلك اننا لانملك دولة بعد حتى نتمرد على رئيس او قائد، لكننا بحاجة الى تصحيح واعٍ متانٍ، يسحب البساط تدريجيا من الايادي الضارة التي اصبحت معروفة للجميع، وينقل الجنوبيين من تقديس الاشخاص الى تقدير الافعال.
من شأن ذلك ان يجنبنا صراعا آخر حتى لو كان مع المتزلفين والمتمصلحين الذين يذكون الصراعات دائما وأبدا حفاظا على مصالحهم تارة، واعتقادا منهم انهم ادرى وافهم بمصلحة الجميع، وهم في الحقيقة كمثل الحمار يحمل اسفارا.
كما لايجب ان نضع كل القيادات في سلة واحدة، فان منها من هم مناضلون احرارا، يقفون مع الشعب والى الشعب وان كثرت اخطاؤهم.

ولنفكر دائما بالمصالح والمفاسد…
حيد حديد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس