[ابو صالح الحضرمي]

رؤية لواقعنا المتأزم بين القيادة و الريادة.

بقلم : جنوبي رافع راسي

من المعلوم أن أي حركة تحرر في العالم تكون لها أهداف واضحة وقيادة واحد ومتحدث رسمي وجهة إعلامية رسمية واحدة من اجل أن تحقق أهدافها وتكسب تقه المجتمع الداخلي والخارجي على المستويين الإقليمي والعالمي ، قد تصاحب تلك الحركات ظهور العديد من الإشكاليات في البداية من خلال ظهور تكوينات عديدة ولكن وقبل الانجرار لمستنقع المناكفات والعمل الارتجالي نراها تلملم صفوفها القيادية وتضع برنامجا موحدا يخدم المصلحة والقضية المركزية للجميع دون تحيز ، حيث ومن خلال ذلك تضمن هذه الحركة أو تلك سير فعالياتها وخططها المدروسة وفق ما تم التخطيط والإعداد الجيد له،، وهذا بدورة يساعد على فرض إرادتها على الجميع وعلى القوى المؤثرة ويضمن لها النجاح.
ربما يكون ذلك أشبه بحلم ، ولكنه واقع في كثير من الحركات التحررية ، ولكن للأسف الشديد نحن الجنوبيين اللذين لا نطالب بحقوق فقط بل بوطن مسلوب وبكرامة دنست ، نرى مرضى الزعامة يتنافسون على إنشاء تكوينات تفرق أكثر مما توحد ، وتنشئ بدون أي ضوابط وطنية بل ربما اختلفا اثنان في حركة واحدة فينشئ عن ذلك انشقاق وإنشاء مكون جديد .
هذا هو حالنا في الجنوب العربي المحتل ، المكونات كثيرة ولكنها لا تغير من الأمر شي غير إنها فرقت أكثر مما جمعت وصارت القيادة الشغل الشاغل لمعظم القيادات – حسب ما يسمونهم أو نسميهم – ولكن هل فعلا يستحقون مننا كل هذا التعظيم ؟
إن القيادي الحقيقي هو الذي يعمل بكل ما أوتي من قوة للمصلحة العامة وليس لمصلحة ضيقة لا تبلغه إلا إلى سبيل الهلاك هو ومن معه .
نقول نتعلم من أخطاء الماضي !! .
عجبي ماذا تعلمنا ؟ .. ومتى سنتعلم ؟.. سنوات مرت من عمر الثورة السلمية ولا زالت حبيسة إدراج القيادة التي لم تفعل غير الصياح والنياح بالميكرفونات وخطابات الشجب والإدانة والتطاول على بعضها البعض ، هل وصل الاستخفاف بشعب مظلوم وهم سبب أول في ظلمه إلى عدم احترام رغبة الشعب وفرضهم لواقعهم المأزوم الذي لا يغني ولا يسمن ؟ أم أن العيب فينا نحن كشعب لا يعي ولا يفكر ويتبع من يناديه دون تفكير ودراسة لا هداف التي يدعو لها وان كانت هناك فهل هو فعلا يسعى لتحقيق ما يصبوا إليه الشعب أم إن له مأرب أخرى؟.
تألمنا كثير وتشردنا كثير .. ولكن من من هذا القيادات الواهية إلا من رحم ربي يشعر بألم المواطن وأحلامه التي مازال يحلم بهامنذو عشرات السنين ؟!!.
يجب علينا كشعب إن نفرض على قياداتنا ما نريد لا إن تفرض هي ما تريد ...
أربع سنوات مرت ولم تتوحد القيادة !! أربع سنوات ولم يوجد هناك وسيلة إعلامية واحدة باسم الجنوب وتعتبر مصدر الخبر الرسمي للجنوب أمام العالم !!
أربع سنوات ونحن نسمع ونرى ونقرا بيانات واجتماعات ودعوات ولكنها فقط للاستهلاك الإعلامي بين المكونات .
فليصدقوا الشعب مرة واحدة في حياتهم وليقولوا بقلوب شجاعة كم ظلمناكم ومازلنا وليعترفوا بخطاياهم وليعدلوا اتجاه المسيرة ولكن بصدق قول يتبعه عمل ، آآآه وآآه من القهر والظلم والاستعباد .. المحتل هو السبب .. هذا ما نقوله ولكن الحقيقة أن السبب الحقيقي لمعاناتنا نحن وقياداتنا التي مابرحت تتصارع وتكمل ما بدء ته بالأمس .
فإلى متى أيها القياديين وانتم تتصارعون ولا تلقون بالا لشعب انتم سبب بلواه ؟
اتقوا الله واعملوا لمصلحة الوطن وتغليبها على الذات ، فكما سامحكم الشعب فلتبادلوا الوفاء بالوفاء ولا تكونوا حجر عثرة عليه فشدوا الهمم وارفعوا العزائم واخطوا خطوة صحيحة وضعوا أيديكم في أيدي بعض ولتكن نظرتنا لمستقبل زاخر للجميع فان يدلله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار .
متى سنسمع منكم أيها القادة ما يثلج الصدر ويخفف المصاب ؟
إلى متى الانتظار أيها الزعماء الاكارم ؟
نتمنى إن لا يطول علينا ذلك كما طال بنا عهد الاستعمار ..