عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-03-19, 02:59 PM   #18
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

بركان ورفاقه :دماء على طريق التحرير!!!


الثلاثاء 18 مارس 2014 07:59 مساءً

بقلم / سيف الحالمي

لم يدر بخلد سكان الحبيلين أن ضيفهم قد جاء لتعميد توأمة روحية وعروة وثقى لاتنفصم فيما بين الضالع التي جاء منها وردفان موطن ثورة اكتوبر والحركة الوطنية سابقا ولاحقا..كان ضيف ردفان جمال عبيد طالب ورفيقه المخلص سامي احمد طالب قد رشحا ردفان كمنطقه تستحق ان يستشهد فيها المرء وفيما كان عدد من الجنوبيين يستدرون شفقة صنعاء في فندق موفنبيك

كانا جمال وسامي يقطعان الارض الوعرة من اجل الموت وهذا هو الفارق الحاد في التوجهات الوطنية واللا وطنية..سلخت ردفان والضالع ثلاث ارباع تاريخهما للشهداء واستحقاقات الشهادة حتى امتلأت مقبرة الحبيلين الشهيرة والتي يزدحم فيها خير من انجبتهم التربة المعجونة بدمائهم لدرجة يخيل الي ان رائحة الشهادة تفوح من الشوارع الرئيسية والجبال المجاورة والساحات العامة..

طاف سامي وجمال بكل ازقة الحبيلين وكأنهم يودعون الأمكنة ويعاهدون كل الذين مروا قبلهم الى نفس المصير..كانهم يراقبون خطوات واثار وضاح البدوي وعبدالناصرحمادة بكل الشموخ والعزة الذي تركوه خلفهم ليستدل به المارة والعابرون الى سبيل الحقيقة..في المساء واجه الشهيدان .ضيوف الحبيلين ..قوات القطاع العسكري التي أدركت لاول وهلة انهم يواجهون بشرا لايشابهون رواد موفنبيك..أطلقت نيران كثيفة فاصيب جمال وسالت دماءه فقبض على حفنة من تراب الوطن واستنشقه وهو مبلل بدمه ووصل العسس سريعا فأطلقوا مايمتلكون من ذخيرة الى جسد سامي ..سامي الشاب الطيب الذي كانت الابتسامة لاتفارقه وحب الوطن لايهجر لسانه ..سامي الذي طالما تمنيت لو انه عاد الى نفس الأمكنة ليزرع ابتسامته فيها ..لكن الضالع لم تبكي فالمدينة التي افتخرت بالزغاريد في مقابر الشهداء لاتبكي ..لقد أوجدها الرب لكي تنتزع من النفوس حب الحياة فكيف تبكي على ابناءها.

انتهت فصول المواجهة في ردفان على هذا النحو الا ان المقاومة فتحت صفحة اخرى وفي الضالع بالذات حين لقي جلال وهو شقيق جمال نفس المصير العظيم ..القى القتلة جثمانه الشريف عند احد مشافي المدينة..الاحتلال المشكل من اللقطاء واولاد الزنا ارادوا اهانة الشهداء بهذه الفعلة الساقطة لكن الضالع لاتلين والمقاومة تستمر في تقديم اوراق اعتمادها كممثل حقيقي لتطلعات الوطنيين الشرفاء وهاهو القائد بركان يفدي الوطن بروحه الرجل الذي قدم كل مايملك للمقاومة ثم لم يجد شيئا ليقدمه فاهدى الوطن روحة..ربما يجهل اغلبية ابناء شعبنا مآثر وقصص المقاومة وتضحياتها والتفاصيل الدقيقة لما حدث ويحدث في لحج والضالع...خطا..خطأ فادح يجب ان يدرس ابنائنا وتروى لهم حقائق النضال الوطني وتوثيق كل شاردة وواردة عل هذه المآثر والبطولات تحيي في النفوس المعاني العظيمة التي حافظ شعبنا ممثلا في كتائب المقاومة على نقاءها وصفاءها..ان الشهداء هم روح بلادي المتجددة وهم إيقونة الثورة ضد البغي والاستكبار ..سامي جمال جلال بركان ..سيدون التاريخ بسالتكم ولن ينساكم وطنكم الذي فديتموه بأرواحكم من اجل ان يحيا..ويتحرر..وينهض من كبوته.


صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس