هكذا وردني الخبر (( عن مجزرة اهلي في مخيم العزاء في مدرسة سناح بالضالع ))
في الوقت الذي كنت فيه خطيبا في مخيم الشهيدين العامري والحبشي في عتق عاصمة شبوة الشموخ لم اكن اعلم ان الاحتلال سوف يقصف مخيم عزاء لأهلي في منطقة سناح بالضالع بالمدفعية في جريمة بشعة ليست في قاموس الاجرام العالمي عبر التاريخ ولكنها أضيفت الى قاموس الاحتلال اليمني وباسم ضبعان قائد اللواء المتمركز في الضالع والذي لم يرحم طفلا صغيرا ولا شابا ولا شيخا كبيرا ..وهكذا كانت مواساته لأهلي في مصابهم الذي هو كذلك كان من ضحاياهم فالله حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله ....
لقد كان موقف اخواننا واهلنا في شبوة الاباء والشموخ عند سماعنا للخبر الفاجعة ونحن في منزل رئيس حلف قبائل شبوة الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن الجفري حفظه الله وجميع اخواننا في شبوة صاحوا بصوت واحد لبيك يا ضالع الصمود واذ بهم يقولون نحن رهن اشارتكم يا ابناء الضالع وسوف تسمعون ما يسركم ..
الله اكبر كم احببت أولئك الرجال وكم فرحت برباط الاخاء والدين والدم يتجسد بتلك الاحاسيس والمشاعر المفعمة بروح الثوار وارادة الابطال ...
قطعت زيارتي فور ورود الاتصال الهاتفي الذي فاحت منه ريحة دماء اهلي في الضالع واعتذرت لهم قاموا حينها مودعين بكل حب لم يعترضوا قراري لعلمهم ان الرجال مواقف وان مثل هذا الموقف يتطلب مني ان اكون بين اهلي واخوتي مصيري مصيرهم ومصابهم مصابي لأبداء الرحلة مباشرة متجها عبر محافظة ابين الجريحة الحزينة ميمما وجهي ومرافقي الى العاصمة عدن اهيم على وجهي الاتصالات والاخبار تتوارد اليا الشهداء في ازدياد الجرحى لم يتمكن الشباب من اسعافهم قوات الاحتلال تتطلق النار على شخص يتجه نحو المدرسة مكان الجريمة وحين وصولي عدن سارعت الى مستشفى النقيب الى الوالي الى الصداقة الى صابر لأجد هناك الاخ مالك يخرج الى غرفة العمليات على سريره لم اميزه لبشاعة ما هو عليه من الحال وهو في حالة موت سريري كان بجانبي المصور والاعلامي القدير صالح العبيدي يلتقط الصور لكل من نراه , يا الله لقد تغيرت صور خلقها الله فاحسن تصويرها فمن ذا الذي تجرا على تشويهها واحراقها وسلخها وتمزيق اشلائها ..
انتهت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ولكننا اصرينا الا ان نصل الى الضالع متوكلين على الواحد الاحد فكان وصولنا الى الضالع التي اعلنت الحداد التام مدينتي التي تأبى الظلم وتكره الاستسلام تغرق في صمت رهيب وظلام كانت الساعة الثالثة قبل الفجر بساعات فقط لم نستطع النوم لأننا كنا على موعد اللقاء بالرجال في الصباح الباكر فماذا جرى يا الله حشد جماهيري هائل شباب يطلبون الموت شيوخ في مقدمة الصفوف النساء تطلب من ابناءها الوفاء للشهداء والثأر من ضبعان وجنوده فكانت المجزرة الاخرة التي راح ضحيتها شهيد وستة جرحى ..
لا استطيع ان اقول الا ان علينا جميعا الالتفاف حول بعضنا البعض لاجتثاث المحتل من جذوره وليس منا من تخلف او تكاسل او جبن او اصابه الخور ...
لن تذهب دماء الشهداء والجرحى هذرا كلا والله
ولا بد من اعداد العدة والعمل على الرد العملي على ارض الواقع ليعلم المحتل انه يطلب منا المسحيل , فالانحناء وامكانية لي الذراع امر لم نتربى عليه ولا نعرف له طريقا ...