عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-12, 07:07 PM   #1
MOKHTAR
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2008-09-26
المشاركات: 78
افتراضي ردود الشيخ الدكتور خالد بن محمد القاسمي على اسئلة اعضاء منتدى الضالع بوابة الجنوب


السائل الاخ قمندان لحج
بسم الله الرحمن الرحيم

(الرجوع الى الحق فضيلة )

ارحب باستاذي العزيز اجمل ترحيب وانشر ريحان فل وكاذي بستان الحسيني محافظة لحج التي هو يعرفها جيدا وحاضر في احدى قاعات كلياتها ( كلية التربية صبر - جامعة عدن ).

السؤال الاول : من خلال الابحاث والكتب التي الفتها عن الوحدة اليمنية .من هو الطرف الذي كان صادق قولا وعملا لتحقيق الوحدة اليمنية ؟
السؤال الثاني :ما الفارق بين الاوضاع قبل الوحدة وبعد الحرب والان ؟
السؤال الثالث : من المستفيد ومن الخاسر من الوحدة الشمال ام الجنوب ؟
السوال الرابع : ما اسباب الحرب على الجنوب في 1994م؟
السوال الخامس : مارأيك في الوحدة الحالية في ظل هذا الظلم على الجنوب ؟
السؤال السادس : ماهي المخارج في حل هذة القضية ؟
السؤال السابع من خلال تعاملكم مع ابناء الشمال وابناء الجنوب هل شعرت بالفرق بينها بصدق المعاملة والمستوى الثقافي ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.خالد القاسمي مشاهدة المشاركة
الى قمندان لحج:
شكرا على ترحيبك ، ولحج لها مكانة عزيزة في نفسي ، فعلى مدى سنتين متتاليتين كان لنا شرف المشاركة واللقاء بطلاب واساتذة كلية التربية صبر من خلال محاضرتين احدهما عن الوحدة والاخرى عن العلاقات اليمنية - الخليجية ، وذكرياتي الجميلة التي لا تنسى هناك هو جموع الحضور الكثيف والذي ينم عن اهتمام طلابها واساتذتها في الاستماع والمناقشة لما يهم شئون اليمن والمنطقة . وكنا نلتقي في المساء في مقيل المحافظ منصور عبدالجليل عبدالرب على ضفاف بستان الحسيني ، وكان نعم المحافظ والاخ الذي نظم هذه اللقاءات مع الاخوة والاصدقاء في لحج ، وعهدي بلحج قديم قبل هذه الزيارات الاخيرة مابين عامي 2000 - 2001م ، فقد زرتها ايام دولة الجنوب في عام 1987م حيث كانت لنا مشاركة مع الاخوة في فرع اتحاد الكتاب اليمنيين بلحج وكذلك جلسة جميلة من الفن الجنوبي في وادي عقان ، واذ اتذكر تلك الايام بكل الحنين والشجن لاتمنى ان تعود في ظل استقرار وأمن تنعم به كل ربوع اليمن وبصفة خاصة جنوبنا الحبيب.
اما ماطرحته من اسئلة فهو ينم عن شخص ذكي خرج عن اطار الاسئلة التقليدية ليستشف مايدور في خلجات النفس من مشاعر ذاتية عن زيف هذه الوحدة ، والمشاعر الصادقة لشعب الجنوب الأبي:
اولا: الوحدة مشروع حضاري وتاريخي عظيم ، ووحدة اليمن حلم مصغر لما يراودنا نحن ابناء الخليج من كيان واحد يضمنا جميعا انطلاقا من ان الوحدة اليمنيةحال تحقيقها ستكون دافعا نحو تحقيق وحدة الخليج والجزيرة العربية حيث تبدأ الوحدة بالاقرب فالاقرب.
.. كنا نعتقد ان الوحدة اليمنية سوف تتحقق على مراحل لاتقل عن عشر سنوات تبدأ بتوحيد المؤسسات وتنتهي بوحدة الدفاع والخارجية والامن لتكون وحدة فيدرالية نموذجية في الجزيرة العربية ، او حتى وحدة اندماجية لابأس فعشر سنوات كفيلة بدراسة مواقف كل طرف تجاه الطرف الاخر ، ولكن ماتم هو وحدة سريعة لم تتعدى ستة شهور تكثفت خلالها الاجتماعات لدمج اجهزة الدولتين في دولة واحدة حتى ان اللجان التي كانت لا تعمل منذ اتفاقيةالقاهرة 1972م وحتى تحقيق الوحدة اجتمعت لاول مرة خلال هذه المدة القصيرة واتخذت قراراتها واعني بذلك لجنةالتنظيم السياسي ، واذا كانت هناك اتفاقيات سرية بين علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح كما يدعي الطرف الاول فكان من المفروض ان تكون علنية بما انه تم تقرير مصير شعب ووطن بهذه السهولة فمن المفروض ان تكون كل الإتفاقيات واضحة.
هذه الوحدةالتي جاءت بهذه السرعة لم يكن لها ان تعيش ، فاذا كانت الفترة الانتقالية من 90 الى 94م متنفسا لكل طرف يسترد من خلالها انفاسه نتيجة عوامل داخلية واخرى خارجية سارعت باعلان الوحدة كانت كفيلة ايضا بوضع الشطرين على حافة الهاوية وقد كانت حرب 1994م ضرورة حتمية لتصفية الطرف الاخر الذي هو نقيض تماما لاستراتيجية الشمال واعني بها حالة الفوضى والفساد وعدم وجود دولة حقيقية ( دولة نظام وقانون) وحكم اقطاعي لأسر معينة تنفرد بتقرير مصير شعب باكمله .
وانني لاستغرب اين ذهبت كل خبرات الجنوب السابقة في المجال الامني والاستخباراتي والذي كان بالدرجة الاولى مهتما بقضايا الشمال، لماذا لم يتم دراسة المجتمع الشمالي دراسة دقيقة قبل الدخول معه في الوحدة وتقرير مصير شعب الجنوب ،وهل كانت العوامل السلبية والمشاكل الداخلية وحالات الفوضى وانعدام النظام والقانون بالاضافةالى التمييز الحاصل بين ابناء الشمال انفسهم ؟ هل كانت كل هذه العوامل غائبة عن صانعي القرار في الجنوب؟ ثم كيف تسلم دولة بجيشها وامنها للشمال دون ان تأخذ بعين الاعتبار كثافة الجيش الشمالي بالاضافة الى جيش المليشيا القبيلة وقد جربه الجنوب في حربين أعني بهما ( حرب 1972 وحرب 1979) ؟ وفي الاطار السياسي هل كان الحزب الاشتراكي الذي لا يتعدى عدد سكان جمهوريته 3 ملايين نسمه قادرا على التعايش مع حزب المؤتمر الذي يحكم دولة عدد سكانها ستة اضعاف عدد الجانب الجنوبي.وهل اعتقد الاشتراكي بانه سيجد له ارضية في المناطق الشمالية؟
.. هذه كلها اسئلة كان من المفروض ان تكون حسمت قبل اعلان الوحدة الاندماجية السريعة واذا كانت القبيلة في الجنوب متحضرة وعصريةكما يدعي الحزب الاشتراكي فقد كانت القبيلة في الشمال عكس ذلك تماما حيث القبيلة هي المسيطرة على كل شيء فالحكم لازال قبليا ولشيوخ القبائل جيشا بكامل معداته واسلحته وذخائره وسجونه وهم دولة داخل دولة كما ذكرنا في كتابنا " الوحدة اليمنية حاضرا ومستقبلا" . فاذا قلنا ان النوايا كانت صادقة من الجنوبيين قولا وعملا فهل هذا وحده يكفي امام ماذكرناه من أوضاع في الشمال وهي إرث من عهد الائمة حتى اليوم.


منصور عبدالجليل محافظ لحج السابق 2003م مع الدكتور القاسمي يتبادل الهدايا


القاسمي في جانعة عدن مع منصور عبدالجليل عبدالرب محافظ لحج سابقا والدكتور صالح علي باصرة رئيس جامعة عدن السابق 2003



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.خالد القاسمي مشاهدة المشاركة
تابع اسئلة قمندان لحج:
اما سؤالك الثاني :
الفارق بين الاوضاع قبل وبعد الوحدة فاعتقد ان ابناء الجنوب هم اعلم بها واعتقد ان وجود دولة ونظام في الجنوب كان هو الافضل وهذه اول مشكلة واجهها الشريك الجنوبي في الوحدة واذا مارجعنا الى تاريخ الشمال لوجدنا ان هناك قيادات قدمت ارواحها في سبيل فرض دولة النظام والقانون مثل الشهيد ابراهيم الحمدي ولكن اذا كان النظام قائم في الاصل على حالةالفوضى والفساد فكيف يمكن اصلاح الحال؟ بلاشك ان كل الحلول لن تجدي شيئا.
لقد زرت عدن عام 1987م وشاهدت بنفسي النظام والالتزام بالقوانين وانك لتأمن على أسرتك وأبناءك وانت تفترش الرمال على شاطئ ابين او خليج جولد مور ويكفي ان نوضح بان الجنوب كان يعيش حالة امن واستقرار وهذه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى على ابناء الجنوب آنذاك وان كان النظام السياسي مخالفا لقيم شعب الجنوب المسلم وكان من الممكن حل هذه الامور داخل البيت الواحد .
اما سؤالك حول المستفيد والخاسر من الوحدة : فلاشك ان الجنوب بنظر القيادة الشمالية فرصة لا يمكن ان تعوض فهي امتداد بحري طويل ضمن جهتي البحر العربي والبحر الاحمر اضافة الى وجود باب المندب الذي يتحكم بحركة النقل والتجارة البحرية ويصل آسيا وافريقيا باوروبا عبر المحيط الهندي فالبحر الاحمر نافذا الى البحر المتوسط عبر قناة السويس خاصة بعد الاكتشافات النفطية في المنطقة وعبور ناقلات النفط العملاقة عبر هذا المضيق والذي تتحكم به جزيرة ميون الجنوبية.
هذه الاهمية اعطت لعدن مكانة استراتيجية هامة لو قيض لها لكانت اليوم افضل دول الجزيرة العربية تطورا ونماءا ولا ننسى انها كانت افضل المستعمرات البريطانية في عهد الاستعمار البريطاني فما بالك بها اليوم في عصر النفط الذي اكتشف في شبوة وحضرموت فلو استغل لجعل من عدن ميناءا حرا ولكانت اليوم واجهة اقتصادية لاتقل عن ميناء جبل علي في دبي .
ولكن عندما ياتي نظام متخلف لا يفكر بهذا المقياس الاقتصادي فهو على يقين بانه راحل لامحالة ولذلك فهو يكثف جهوده على السلب والنهب ونقل الخيرات من هكذا مدينة هامة الى موطنه القبلي .
ومن خلال هذه المقدمة اعتقد انك عرفت من الخاسر والمستفيد من الوحدة .
اما سؤالك عن اسباب الحرب على الجنوب عام 1994م : بدأت بوادر الازمة بين الجنوب والشمال قبل سنتين من الحرب عندما تباينت وجهات نظر الطرفين ، فالقيادات الجنوبية كانت ترى بان دولة النظام والقانون التي كانت سائدة في الجنوب هي النموذج لدولة الوحدة ومن اجل ذلك صيغت " وثيقة العهد والاتفاق" والتي لم تطبق على ارض الواقع ، وهذا السبب الرئيسي والواضح امام العالم.
ولكن بلا شك ان الغدر الذي أنتهجته قيادة الشمال من خلال تصفية قيادات الحزب الاشتراكي بالاضافة الى فتح الاعلام على مصراعيه للتنكيل بالقيادات الجنوبية وما واجهته هذه القيادات من مضايقات وتهميش في صنعاء والمناطق الشمالية كانت رغبة لالغاء دور شريكه في الوحدة.
وعن الحرب عام 1994م يقول الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر :
" كان الموقف موحدا بين الاصلاح والمؤتمر والحكومة والقيادة العسكرية برئاسة رئيس الجمهورية ، الجميع كان لهم موقف واحد ظهر فيه التضامن والتعاون والتلاحم وهو ماجعل الشمال بأكمله يتلاحم ويندفع في المعركة . لقد هب الشعب من اقصى الشمال بصعدة ومن كل مناطق تهامة وحجة وصنعاء والمحويت وإب وذمار والجوف وتعز والبيضاء . وقد شاركوا باموالهم وكل ما يملكون وقاموا بتمويل المقاتلين بالاغنام والابقار والخبز والفواكة والمياه والبطانيات وغيرها الى كل جبهة من عدن حتى شبوة ، حتى ان النساء تبرعن بالحلي واساور الذهب . ولقد كان هناك فعلا تلاحم عظيم بين القيادة والشعب لم يحدث له نظير"
*

* انظر : الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر - قضايا ومواقف ، ص 282.


القاسمي في لقاء مع الشيخ عبدالله حسين الاحمر في منزله بصنعاء 1986م

ومعنى ذلك ان الشعب في الشمال كان معبأ منذ فترة طويلة لهذه الحرب وحينما يأتي الكلام من عبدالله بن حسين الاحمر يجب ان يحسب له الف حساب.
اما سؤالك عن رأينا في الوحدة: فهي وحدة غير متكافئة لا في عدد السكان ولا في المساحة الكبيرة التي يمتلكها الجنوب ولا في مصادر الثروة التي في الجنوب . وبالتالي كما قلنا في احد المقابلات : ان الجنوب قدم هدية ومكافأة للشمال بدون أي مقابل.
اما سؤالك عن المخارج لهذه القضية: فذلك يكمن في النضال الوطني فبدون قوة لايمكن للجنوبيين أن يستعيدوا حقوقهم ويفرضوا انفسهم كرقم صعب مقابل الطرف الاخر. وانا ارى بانه لابد من حوار بين الشمال والجنوب للخروج بحل يرضي الطرفين ويضمن مكانة كل طرف وان لم يجدي ذلك فعلى الجنوبيين أن يفرضوا انفسهم بانفسهم.
اما سؤالك عن الفرق بين ابناء الشمال والجنوب: فانا وجدت فرقا كبيرا في التفكير السياسي والثقافي ولمست ذلك من خلال التفاعل من قبل الشريحة الثقافية مع المحاضرات التي القيتها في عدن ولحج وصنعاء وتعز والحديدة وغيرها خلال الاعوام من 2002 - 2003م . والصدق والامانة فهي ميزة الجنوبي دائما ونعيش ذلك من خلال تواجدهم معنا في دول الخليج .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2008-12-15 الساعة 09:43 PM
MOKHTAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس