عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-30, 08:39 PM   #1
د.عيدروس صالح يافعي
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-19
المشاركات: 94
افتراضي ان كانوا هم اخوان فنحن مسلمين

ان كانو اخوان فنحن مسلمين
منذ ان اعلن من اطلقوا على انفسهم اخوان مسلمين ونحن نرى خلط عجيب بين انتمائهم الحزبي السياسي والعقيده الاسلاميه وذلك من خلال استخدام الخطاب الديني والحديث بأن الأنتما للاخوان المسلمين هو انتما للاسلام, بالرغم من معرفتهم ان العقيده الاسلاميه الحقه لا تقبل التحزب والحزبيه سوا كانت احزاب اسلاميه او غير اسلاميه, واذا كانوا يعتبرون انفسهم اخوان مسلمين, فهل من لا ينتمي الى حزبهم ليسوا مسلمين ؟
هذه التسائلات راودتني وانا اتابع ما يحدث في بلداننا العربيه ومنها اليمن من حراك سياسي وصراع سياسي بين من يطلقوا على انفسهم بالاخوان المسلمين وبين الاحزاب السياسيه الاخرى التي لا تحمل تسميات اسلاميه لاحزابهم بالرغم ان عقيدتهم اسلاميه.
طبعاً من حق اي حزب سياسي ان يسمي نفسه بالاسم الذي يناسبه, فهناك مثلاً احزاب في اوروبا تحمل اسم المسيحي لكنها لا تدعي انها تمثل المسيحيه كديانه ولا تحتكر المسيحيه او الدفاع عن المسيحيه لنفسها وتنفيها على الآخرين بل تأخذ ذلك كمجرد اسم ليس الا.
لكن ما هو حاصل في بلداننا ان الاخوان المسلمين جعلوا من انفسهم حماة الاسلام والمدافعين عن الاسلام مستغلين البسطاء من الشباب المتحمس لدينه لاقناعه ان انتماءه للاخوان هو انتماء للاسلام وان دفاعه عنهم هو دفاع عن الاسلام وهكذا يفهم الانسان البسيط المؤمن ان مجتمعنا منقسم بين اخوان مسلمين واخوان غير مسلمين.
قد يقول البعض ان الاخوان اتخذوا لانفسهم هذا الاسم كونهم اتخذوا من الاسلام منهجاً سياسياً لبناء الدوله الاسلاميه, وعندها يطرح السؤال التالي:
من الذي يحدد ويحكم نوع الدوله والعلاقه بين الدوله والفرد- الحزب اياً كان توجهه ام الدستور الذي يعتبر العقد الاجتماعي للمجتمع؟ وهل الدول العربيه باختلاف انظمتها واسمائها دول اسلاميه من وجهة نظر الاخوان المسلمين ام انهم يعتبرونها غير ذلك وان عليهم تغييرها؟ واذا كان الامر كذلك فما هو مشروعهم ومفهومهم لنوع الدوله واقصد هنا ملكيه, وراثيه, ديمقراطيه,جمهوريه؟
ان الاخوان المسلمين من وجهة نظري يستخدمون الدين للوصول الى السلطه ويرتكبون الكثير من الاخطاء والسلوك والتطرف ويصدرون الفتاوى بالقتل والتكفير ضد اخوان لهم في الدين بأسم الدين وهم بذلك يسيئون لدين الاسلام, هذا الدين القائم على العدل والمساواه وعلى التسامح والمحبه, على الصدق والحق وليس على الكذب والتحالفات والصفقات السياسيه المشبوهه وعلى العنف والقتل للوصول الى السلطه, وعليهم ان يدركوا ان تأييد الغرب لهم بشكل مباشر او غير مباشر في كلاً من مصر وليبيا وتونس وسوريا واليمن ليس حباً فيهم او رغبة في رؤية نموذج اسلامي حقيقي في وطنا العربي او الاسلامي ولكن هذا الدعم جاء لقناعة الغرب ان سلوك هذا التيار الذي يتكلم بأسم الاسلام هو افضل سلاح يمكن للغرب ان يستخدمه للتشويه بالاسلام وبنوع الدوله الاسلاميه التي يعتبر الاخوان انفسهم نموذجاً لها.
ان كان الاخوان المسلمين حريصين على الدين الاسلامي وعلى رؤية نموذج اسلامي حقيقي فعليهم ان يغيروا من سلوكهم المتطرف ومن تسميتهم التي تثير الانقسام والخلط السيء بين الاسلام كعقيدة وبينهم كحزب سياسي.
د.عيدروس صالح يافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس