علامات الساعة وفتن آخر الزمان
علامات الساعة وفتن آخر الزمان
وجدت أنه من المهم عرض هذا الموضوع خاصة في وقتنا الحاضر لتعم الفائدة ونسأل الله السداد......... آمين
*قبض العلم وظهور الجهل:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال روسل الله صلى الله عليه وسلم ( من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل) رواه البخاري ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يتقارب الزمان ، ويقبض العلم ، وتظهر الفتن ، ويلقى الشح ، ويكثر الهرج) رواه مسلم ، وقبض العلم يكون بقبض العلماء، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوساء جهالا فسُئلوا ؟ فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا ) رواه البخاري والمراد بالعلم هنا علم الكتاب والسنة وهو العلم الموروث عن الأنبياء عليهم السلام ، فإن العلماء هم ورثة الأنبياء وبذهابهم يذهب العلم. وأما علم الدنيا فإنه في زيادة وليس هم المراد في الأحاديث بدليل قوله صلى الله عليه وسلم ( فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ).وهكذا فإنه كلما بعد الزمان عن العهد لنبوي قل العلم وكثر الجهل ، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( خير القروني قرني ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) رواه مسلم. ولا يزال العلم ينقص والجهل يكثر حتى لا يعرف الناس فرائض الإسلام، فقد روى حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ، ولا صدقة ؟ ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ، وتبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير والعجوز يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة ، يقولون ( لا إله إلا الله ) فنحن نقولها . فقال له صلة :ما تغني عنهم ( لاإله إلا الله ) وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة ؟ فأعرض عنه حذيفة ، ثم رردها ثلاثا ، كل ذلك يعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال : يا صلة ! تنجيهم من النار ثلاثا ) رواه ابن ماجه والحاكم وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه . وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ( لينزعن القرآن من بين أظهركم ، يسرى عليه ليلا ، فيذهب من أجواف الرجال ، فلا يبقى في الأرض منه شيء ) رواه الطبراني. وأعظم من هذا أن لا يذكر اسم الله تعالى في الأرض كما في حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله ، الله ) رواه مسلم. وقال ابن كثير في معنى هذا الحديث قولان : أحدهما : أن معناه أن أحدا لا ينكر منكرا ، ولا يزجر أحدا إذ رآه قد تعاطى منكرا ، وعبر عن ذلك بقوله ( حتى لا يقال : الله ، الله )..... ) والقول الثاني : حتى لايذكر الله في الأرض ، ولا يعرف اسمه فيها ، وذلك عند فساد الزمان ودمار نوع الإنسان ، وكثرة الكفر والفسوق والعصيان )
*كثرة الشرط وأعوان الظلمة:
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال - أو قال : يخرج رجال من هذه الأمة آخر الزمان- معه سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه ) رواه أحمد ، وفي رواية للطبراني في " الكبير " : ( سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله فإياك أن تكون من بطانتهم )، وقد جاء الوعيد بالنار لهذا الصنف من الناس يتسلطون على المسلمين ويعذبونهم بغير حق ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس......... ) رواه مسلم وقال عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة رضي الله عنه ) وإن طالت بك مدة ، أوشكت أن ترى أقواما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته ، في أيديهم مثل أذناب البقر) رواه مسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون عليكم أمراء هم شر من المجوس ) رواه الطبراني
*انتشار الزنا:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من أشراط الساعة ........ ( وذكر منها ) : ويظهر الزنا ( رواه البخاري ومسلم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيأتي على الناس سنوات خداعات ..... ( فذكر الحديث ، وفيه : ) وتشيع فيها الفاحشة ) رواه الحاكم ، وعن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير ) رواه البخاري ، وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه ( ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة ) رواه مسلم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ، لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة ، فيفترشها في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط ) رواه أبو يعلى ، قال القرطبي في كتابه " المُفْهِم " على حديث أنس السابق: هذا الحديث علم من أعلام النبوة ، إذ أخبر عن أمور ستقع ، فوقعت خصوصا في هذه الأزمان . وإذا كان هذا في زمان القرطبي ، فهو في زماننا هذ أكثر ظهور ، لعظم غلبة الجهل ، وانتشار الفساد بين الناس
*تقارب الأسواق:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ، ويكثر الكذب ، وتتقارب السواق ) رواه أحمد
قال الشيخ حمود التويجري :فقد تقاربت السواق من ثلاثة أوجه
الأول : سرعة العلم بما يكون فيها من زيادة السعر ونقصانه
الثاني: سرعة السير من سوق إلى سوق ، ولو كانت مسافة الطريق بعيد جدا
الثالث: مقاربة بعضها بعضا في السعار ، اقتداء بعض أهلا ببعض في الزيادة والنقصان
يتبع بإذن الله................