[الجاهم]

مكانك يا البطل باقي ويشهد لك ببصماتك
مكانك في قلوب الشعب.. قبل البسط والمدكا
بكى موضع جلوسك عندما تدفيه دفّاتك
وساحات الشرف سالت مدامعها على المبكى
شكّت من فرقتك أوقات من لحظات ساعاتك
بمجلس كان بك عامر إلى من عاد با يشكى؟
تراقبنا بعين الأب... وتجمعنا بنظراتك
ولو هرول قطار السير كنت الريس والمركا


الآن أقول لأحمد احمد محمد تعال امدح هذا البطل الهمام الذي مات وقد امن بإذن الله أنه كان مخلصاً لأهله ووطنه , لأنه قد أفضى إلى ما قدم رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه
هذا المكان الذي كان يقل هذا البطل , على بلاط العزة والكرامة والنضال , ورمل الفخر والإباء , وهواء الحرية والإستقلال , كان هو مخدع هذا الرجل الصادق العامل المناضل .
إنه يتوسد الطوب , ويفترش العراء وينافس على موضع سبق وقدم ليكون في المقدمة لقيادة الشباب , لقد أستحق هذا المكان العلي بإصراره وصدقه وإخلاصه , وحب الشباب له , فكان واحد منهم أباً وأخاً وصديقاً ومعلماً وموجهاً وتربوياً.
لم يبلغ هذا المكان العلي بعينه وعين كل حر بإنقلاب عسكري , ولا بمؤامرة دنيئة , ولا بحب الزهو والظهور والإستعلاء , وسباق على منصب ما يزال في علم الله , ولكن بلغه بتواضعه وتفانيه وزهده بكل متاع زائل .
أين الذي يتسابقون على القيادة والرياسة والزعامة , أين المتنافسون ؟؟؟؟ هذا هو الكرسي وهذا هو المنصب وهذا هو الشرف والفخر والعلياء والسمو تعالوا تنافسوا عليه !!!
فمن منكم يبذل ما بذله الفقيد الغالي , ليستحق شرف العلو على الكرسي الحجري.



لم تمت أيها الليث الغضنفر , ما زلت فينا حياً بصفات الرجل المناضل الشجاع , ولم ترحل فما زلت بيننا حاضراً بشمائل الشهم الكريم الأب الرحيم , ولم تغب فما زلت النبراس الذي نستضيء به في ظلام الليل الحالك , ولم تأفل فما زلت المنار الذي يهتدي به كل حائر ,.
كنت فينا كشمس ٍ تشرق وتغيب , فلما غابت آخر غروب ولم تشرق أحتجنا لشروقك ,فاستعدنا مشارق ومغارب مطالعك , فألفيناك شروقاً وغروباً , ولو بعد الغروب الأخير.