عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-10-07, 04:31 PM   #2
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي تابع المفاهيم



الغدر والخيانة: ويكون في المال أو العرض أو الجاه، ويدخل تحته الذهاب بحقوق الناس خفية وحبسها من غير عسر، وبالبخس في الوزن والكيل، وبالغش بما يخفى، وغير ذلك من التدليسات المحرمة.
الخوض في الباطل: وهو التكلم في المعاصي والفجور، وحكايتها كحكايات أحوال النساء ومجالس الخمر ومقامات الفساق وتنعم الأغنياء وتجبر الملوك ومراسمهم المذمومة وأحوالهم المكروهة وأمثال ذلك.
التكلم بما لا يعني أو بالفضول: والمراد بالأول بما لا فائدة فيه أصلاً لا في الدين ولا في الدنيا. والثاني: أعني فضول الكلام أعم منه، إذ يتناول الخوض في ما لا يعني والزيادة في ما لا يعني على قدر الحاجة.
الحسد: وهو تمني زوال نعم الله تعالى عن أخيك المسلم مما له فيه صلاح، فإن لم ترد زوالها عنه تريد لنفسك مثلها فهو غبطة ومنافسة، فإن لم يكن له فيها صلاح واردت زوالها عنه فهو غيرة.
الظلم بالمعنى الأخص: الظلم قد يراد به ما هو ضد العدالة وهو التعدي عن الوسط في أي شيء كان، وهو جامع للرذائل باسرها كما أشير إليه، وهذا هو الظلم بالمعنى الأعم، وقد يتطلق عليه الجور أيضاً، وقد يراد به ما يرادف الأضرار والإيذاء بالغير، وهو أن يتناول قتله وضربه وشتمه وقذفه وغيبته وأخذ ماله قهراً ونهباً وغصباً وسرقة وغير ذلك من الأقوال والأفعال المؤذية، وهذا هو الظلم بالمعنى الأخص.
العدل بالمعنى الأخص: ضد الظلم بالمعنى الأخص، وهو الكف عنه ورفعه والاستقامة وإقامة كل أحد على حقه.
إخافة المؤمن: وإدخال الكرب في قلبه، وهما شعبتان في الإيذاء والإضرار، فيترتبان غالباً على العداوة والحسد، وقد يترتبان على مجرد الغضب وسوء الخلق.
التهاون والمداهنة: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ناشئ إما من ضعف النفس وصغرها، أو من الطمع المالي ممن يسامحه، فيكون من رذائل القوة الغضبية من جانب التفريط، أو من رذائل القوة الشهوية من جانب الإفراط.
السعي في الأمر بالمعروف: ضد المراهنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو السعي فيهما والتشهير لهما، وهو من أعظم مراسم الدين ولأجله بعث الأنبياء.
الهجرة والتباعد: ولا ريب في كونه من نتائج العداوة والحقد أو الحسد أو البخل، فيكون من رذائل قوة الغضب أو الشهوة، وهو من ذمائم الأفعال.
التزاور والتآلف: وضده التباعد والهجران، وهو من ثمرات النصيحة والحبة، وثوابه أكثر من أن يحصى.
قطع الرحم: وهو إيذاء ذوي اللحمة والقرابة، أو عدم مواساتهم بما ناله من الرفاهية والثروة والخيرات الدنيوية مع احتاجهم إليه. وباعثه إما العداوة أو البخل والخسة فهو من رذائل القوة الغضبية أو الشهوية، ولا ريب في كونه من أعظم المهلكات المفسدة للدنيا والدين.
صلة الرحم: وهو تشريك ذوي اللحمة والقرابات بما ناله من المال والجاه وسائر خيرات الدنيا، وهو أعظم القربات وأفضل الطاعات.
عقوق الوالدين: فهو كقطيعة الرحم، إما يكون ناشئاً من الحقد والغيظ أو من البخل وحب الدنيا، فيكون من رذائل أحدى قوتي الغضب والشهوة، ثم جميع ما يدل على ذم قطيعة الرحم يدل على ذم العقوق، لكنه أشد أنواع القطيعة وأفظعها.
بر الوالدين: ضد العقوق بر الوالدين والإحسان إليهما، وهو أفضل القربات وأشرف السعادات، لذلك ورد الحث عليه والترغيب إليه.
طلب العثرات: وهو تجسس العيوب والعورات وإظهارها، ولا ريب في كونه من نتائج العداوة والحسد وربما حدث في القوة الشهوية رداءة توجب الاهتزاز والانبساط من ظهور عيب بعض المسلمين وإن لم يكن عداوة وحقداً.
سر العيوب: ضد كشف العيوب سترها واخفاؤها وهو من أعظم شعب النصيحة ولا حد لثوابه.
إفشاء السر: وهو أعم من كشف العيب، إذ السر قد يكون عيباً وقد لا يكون بعيب، ولكن في افشائه ايذاء وإهانة بحق الأصدقاء أو غيرهم من المسلمين وهو من رذائل قوة الغضب.
كتمان السر: ضد افشاء السر كتمانه، وهو من الأفعال المحمودة وقد أمر به في الأخبار.
النميمة: النميمة تطلق في الأكثر على أن ينم قول الغير إلى المقول فيه، وكأن يقال فلان تكلم فيك بكذا وكذا أو فعل فيك كذا وكذا، وعلى هذا تكون نوعاً خاصاً من افشاء السر وهتك الستر وهو الذي يتضمن فساداً أو سعاية. وقد تطلق على ما لا يختص بالمقول فيه، بل على كشف ما يكره كشفه.
السعاية: هي النميمة بشرط كون المحكي له من يخاف جانبه كالسلاطين والأمراء والحكماء والرؤساء وأمثالهم، فهي أشد أنواع النميمة إثماً ومعصية.
الافساد بين الناس: وهو في الأكثر يحصل بالنميمة وإن لم يوجب كل نميمة إفساداً، ولا ريب في كونه من المهلكات المؤدية إلى النار.
الشماتة: وهو اظهار أن ما حدث بغيره من البلية والمصيبة إنما هو من سوء فعله واساءته والغالب صدوره عن العداوة أو الحسد. وعلامته أن يكون مع فرح ومسرة، وربما صدر عن رداءة القوة الشهوية، بأن يهتز به ويميل إليه مع جهله بمواقع القضاء والقدر، وإن لم يكن معه حقد وحسد.
المراء والجدال والخصومة:
المراء
طعن في كلام الغير لاظهار خلل فيه من غير غرض سوى تحقيره وإهانته، واظهار تفوقه وكياسته. والجدال مراء يتعلق باظهار المسائل الاعتقادية وتقريرها. والخصومة لجاج في الكلام لاستيفاء مال أو حق مقصود، وهذه تكون تارة ابتداء وتارة اعتراضاً، والمراء لا يكون إلا اعتراضاً على كلام سبق، فالمراء داخل تحت الايذاء ويكون ناشئاً من العداوة أو الحسد. وأما الجدال فربما صدر من أحدهما أيضاً وربما لم يصدرا منه.
السخرية والاستهزاء: وهو محاكاة أقوال الناس أو أفعالهم أو صفاتهم وخلقهم قولاً وفعلاً أو إيماء وإشارة على وجهخ يضحك منه، وهو لا ينفك عن الايذاء والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص، وإن لم يكن ذلك بحضرة المستهزأ به، فيتضمن الغيبة أيضاً. وباعثه أما العداوة أو التكبر واستصغار المستهزأ به.
المزاح: وأصله مذموم منهي عنه وسببه إما خفة في النفس، فيكون من رذائل القوة الغضبية، أو ميل النفس وشهوتها إليه، أو تطيب خاصر بعض أهل الدنيا طمعاً في مالهم، فيكون من رذائل القوة الشهوية. وسبب الذم فيه أنه يسقط المهابة والوقار، وربما أدى إلى التباغض والوحشة والضغينة، وربما أنجر إلى الهزل والاستهزاء وادخل صاحبه في جملة المستهزأ بهم، وربما صار باعثاً لظهور العداوة، وربما جر إلى اللعب.
الغيبة: وهي أن يذكر الغير بما يكرهه لو بلغه، سواء كان ذلك بنقص في بدنه أو أخلاقه أو في أفعاله المتعلقة بدينه أو دنياه، بل وإن كان بنقص في ثوبه أو داره أو دابته.
البهتان: أن تقول في مسلم ما يكرهه ولم يكن فيه فإن كان ذلك غيبته كان كذباً وغيبته وإن كان بحضوره كان أشد أنواع الكذب وعلى أي تقدير فهو أشد اثماً من الغيبة.
الكذب: وهو اما في القول أي الاخبار عن الأشياء على خلاف ما هي عليه، وصدوره أما عن العداوة أو الحسد أو الغضب فيكون من رذائل قوة الغضب، أو من حب المال والطمع، أو الاعتياد الحاصل من مخالطة أهل الكذب، فيكون من رذائل قوة الشهوة.
الصمت: وهو من فضائل قوة الغضب أو الشهوة وفضيلته عظيمة وفوائده جسيمة، فإن فيه جمع الهم ودوام الوقار والفراغ للعبادة والفكر والذكر وللسلامة من تبعات القول في الدنيا ومن حسناته في الآخرة.
حب الجاه والشهرة: والمراد بالشهرة انتشار الصيت، ومعنى الجاه ملك القلوب وتسخيرها بالتعظيم والاطاعة والانقياد له، وبعبارة أخرى قيام المنزلة في قلوب الناس، وإنما تصير القلوب مملوكة مسخرة للشخص، باستمالها على اعتقاد اتصافه بكمال حقيقي، أو بما يظنه كمالاً من علم وعبادة وورع وزهادة أو قوة وشجاعة أو غير ذلك.
حب الخمول: ضد حب الجاه والشهرة حب الخمول وهو شعبة من الزهد كما أن حب الجاه شعبة من حب الدنيا فحب الدنيا والزهد ضدان.
حب المدح: وكراهة الذم من نتائج حب الجاه ومن المهلكات العظيمة، إذا كل محب للمدح والثناء خائف من الذم يجعل أفعاله وحركاته على ما يوافق رضى الناس رجاء للمدح وخوفاً من الذم، فيختار رضى المخلوق على رضى الخالق.
الرياء: وهو طلب المنزلة في قلوب الناس بخصال الخير أو ما يدل عليها من الآثار، فهو من أصناف الجاه إذ هو طلب المنزلة في القلوب بأي عمل اتفق، والرياء طلب المنزلة بادائه خصال الخير أو ما يدل على الخير.
الاخلاص: ضد الرياء الاخلاص وهو تجريد القصد عن الشوائب كلها، فمن عمل طاعة ورياء فهو مراء مطلق، ومن عملها وانضم إلى قصد القربة قصد غرض دينوي انضمام غير مستقل فعمله مشوب غير خالص، كقصد الانتفاع بالحمية من الصوم، أو التخلص من بعض الشرور والأحزاء من الحج.
النفاق: وهو مخالفة السر والعلن، سواء كان في الإيمان أو في الطاعات أو في المعاشرات مع الناس، وسواء قصد به طلب الجاه والمال أم لا.
الغرور: وهو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان. فمن اعتقد انه على خير إما في العاجل أو في الآجل عن شبهة فاسدة، فهو مغرور.
الوقاحة: وهو عدم مبالاة النفس، وعدم انفعالها من ارتكاب المحرمات الشرعية والعقلية والعرفية، وكونه من رداءة قوتي الغضب والشهوة ظاهر.
الحياء: وهو انحصار النفس وانفعالها من ارتكاب المحرمات الشرعية والعقلية والعادية حذراً من الذم واللوم، وهو أعم من التقوى إذ التقوى اجتناب المعاصي الشرعية والحياء يعم ذلك واجتناب ما يقبحه العقل والعرف أيضاً.
الاصرار على المعصية: وهو إما ناشئ من رداءة احدى القوتين وخروجهما عن اطاعة العاقلة، أو عن ردائتهما معاً. فيكون من رذائل القوتين، وكل ما يدل على ذم مطلق المعصية أو على ذم خصوص أفرادها المعينة يدل على ذم الاصرار على المعصية بطريق أولى وأوكد.
التوبة: وهي الرجوع من الذنب القولي والفعلي والفكري، وبعبارة أخرى هي تنزيه القلب عن الذنب والرجوع من البعد إلى القرب.
الانابة: وهو الرجوع عن كل شيء مما سوى الله، والاقبال على الله تعالى بالسر والقول والفعل، حتى يكون دائماً في فكره وذكر وطاعته، فهو غاية درجات التوبة واقصى مراتبها.
المحاسبة: أن يعين في كل يوم وقتاً يحاسب فيه نفسه بموازنة طاعاته ومعاصيه، ليعاتب نفسه، ويقهرها لو وجدها في هذا اليوم والليلة مقصرة في طاعة واجبة، أو مرتكبة لمعصية، ويشكر الله سبحانه لو أتى بجميع الواجبات ولم يصدر منه معصية.
المراقبة: أن يلاحظ ظاهره وباطنه دائماً، حتى لا يقدم على شيء من المعاصي، ولا يترك شيئاً من الواجبات ليتوجه عليه اللوم والندامة وقت المحاسبة.
الغفلة: وهي فتور النفس عن الالتفات والتوجه إلى ما فيه غرضها ومطالبها، أما عاجلاً أو آجلاً. وضدها النية، وترادفها: الإرادة والقصد، وهي إنبعاث النفس وميلها وتوجهها إلى ما فيه غرضها ومطلبها حالاً أو مالاً.
الرضا: وهو ترك الاعتراض والسخط باطناً وظاهراً، قولاً وفعلاً، وهو من ثمرات المحبة ولوازمها، إذا المحب يستحسن كلما يصدر عن محبوبه، وصاحب الرضا يستوي عنده الفقر والغنى، والراحة والعناء، والبقاء والفناء، والعز والذل، والصحة والمرض. إذ يرى صدور الكل من الله.
الحزن: وهو التحسر والتألم، لفقد محبوب، أو فوت مطلوب، وهو أيضاً كالاعتراض والانكار، مترتب على الكراهة للمقدرات الإلهية.
عدم الاعتماد على الله: والوثوق بالوسائط، والنظر إليها، فيها: وسببه: إما ضعف اليقين، أو ضعف القلب، أو كلاهما. فهو من رذائل قوتي العاقلة ولغضب. ولا ريب أنه من المهلكات العظيمة وينافي الإيمان، بل هو من شعب الشرك.
التوكل: اعتماد القلب في جميع الأمور على الله وبعبارة أخرى: حوالة العبد جميع أموره على الله وبعبارة أخرى: هو التبري من كل حول وقوة، والاعتماد على الله وقوته. وهو موقوف على أن يعتقد اعتقاداً جازماً بأنه لا فاعل إلا الله.
الصبر: وهو ثبات النفس وعدم اضطرابها في الشدائد والمصائب، بأن تقاوم معها، بحيث لا نخرجها عن سعة الصدر وما كانت عليه قبل ذلك من السرور والطمأنينة، فيحسب لسانه عن الشكوى، وأعضاءه عن الحركات الغير متعارفة. وهذا هو الصبر على المكروه، وضده الجزع. وله أقسام اخر لها أسماء خاصة تعد فضائل أخر: كالصبر في الحرب والصبر كظم الغيظ، وهو الحلم وضده الغضب وغير ذلك.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2008-10-07 الساعة 04:52 PM
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس