أقرأ وراقب ما يحدث في صنعاء وتأثيره عليك , فرفض الحوار لايعني أنَّك أصبحت في مأمن من نتائجه , والقاعدة المتعارف عليها للأمن القومي , تقول : إنَّ حدود الأمن القومي للدولة تمتد إلى أي مكان في العالم تشكل الأحداث فيه خطراً عليها . وهذا تفسير لماحدث ويحدث في اليمن بواسطة المعادلات الرياضية كالتالي :
(1). شعب قرفان فقر مدقع = انفجار شعبي
(2). قبائل مسيَّسة نخب مسلحة = حرب أهلية
(3). انفجار شعبي حرب أهلية = انهيار الدولة
(4). انهيار الدولة باب المندب = تدخل دولي
(5). انهيار الدولة منطقة الخليج = تدخل خليجي
(6). تدخل دولي تدخل خليجي. = حلول الزامية عاجلة , يعني برضا أو بالصميل
(7). حوار مفاوضات لجان وساطات ضغوط اختلاف اتفاق انسحاب عودة سب تهديد . . . . = اخراج الحل إخراجاً مناسباً على طريقة يوسف شاهين .
انتهى المختصر الرياضي ،،،،،،
الحلول الإلزامية العاجلة ==> منها الخيارات التالية : (1)حل جذري (2)حل على مراحل (3)حل مؤقت (4)حل جزئي واستمرار الحوار (5)تمديد الحوار إلى موعد قريب مثلاً شهر ومادونه ( 6)تمديد الحوار لمدة طويلة مثلاً ستة أشهر وأكثر
السؤال : ما الذي كان على قيادة قوى الاستقلال (البيض - باعوم) فعله لمواجهة هذا السيناريو؟؟؟ <<كان يجب عليهم توحيد قوى الاستقلال>> بمجرد دخول اللاعب الدولي على الخط ، قبل المبادرة الخليجية .. لسبب : إذا توحَّدت قوى الاستقلال في ذلك الوقت ، يعني صارت حلقة قوية في سلسلة الأزمة ، وهذا يؤدي إلى أنهم سيشاركون في كتابة المبادرة الخليجية ، ويضعون فيها مايناسب الشعب الجنوبي ، حالهم حال علي عبدالله صالح وحلفائه .. سؤال : هل كانوا يدركون هذه الحقيقة ؟؟ الجواب ؛ نعم كانوا يدركونها ، أو يفترض عليهم ادراكها ، وإذا لم يدركونها فقد اخبرهم المدركون لها .. ولم يفعلوا شيء .
طيب لم يحدث ذلك وأُعلن الاتفاق على الحوار اليمني ،، فماذا كان يجب عليهم فعله حينها؟؟؟ <<كان يجب عليهم توحيد قوى الاستقلال>> والدفع بعناصر موالية لهم لاختراق الحوار .. سؤال : هل كانوا يعلمون وجوب هذا العمل ؟؟ الجواب : نعم ، وإذا لم يكونوا يعرفون فقد أخبرهم العالمون بها ، بل حتى جمال بن عمر والزياني ابلغوهم بذلك .. وطبعاً لم يفعلوا شيء
طيب ؛ انطلق الحوار ، فماذا كان يجب عليهم فعله ؟؟ <<كان عليهم توحيد قوى الاستقلال>> والاستعداد لحوار موازي سري ، كان من المؤكد أن تفتحه القوى الدولية .. هل كانوا يعلمون هذا ؟؟ نعم يعرفون ، أويفترض أنهم يعرفون ، وإذا لم يكونوا يعرفون فقد أخبرهم العارفون .. طبعاً لم يفعلوا شيء .
طيب ؛ سار الحوار اليمني في طريقه وهو في آخر فصول الإخراج منذ شهر ، ما الذي كان يجب عليهم فعله ؟؟ <<كان يجب توحيد قوى الاستقلال>> للتأثير في نوعية الحلول التي ذكرناها سابقاً ، فإذا كانت قوى الاستقلال قوية متماسكة ، مسيطرة على الشارع ، كانت ستفرض قوتها على الحوار وهي من خارجه ، وتكون محصلة الحوار اختيار أفضل الحلول بالنسبة الجنوبيين التي افترضها المخرج .. طبعاً هذا لم يحدث !!
طيب ؛ لم تقم قوى الاستقلال بأي شيء مماسبق !! فماالذي حدث؟؟؟ الجواب : خطط الليث الرهيص للعملية ونفذها محمد علي أحمد بإتقان ، وحققوا حتى الآن خيار الحل رقم (5) ،، ومعركة الحوار مازالت قائمة وسنتناول دور أبن علي أحمد في مقال آخر ، ونعود الآن لقيادة قوى الاستقلال .
سيدي المواطن ، لا تشرب ليمون بالنعناع , فتنخدع ،، ولكن خذ نفس عميك ثم أقرأ .
سؤال : ماذا فعلت القيادة خلال الفترة التي كان يجب عليها ماذكرناه؟؟؟ الجواب : مزَّقت المجلس الاعلى اكثر مما كان ممزَّق ، ومزَّقت الشارع ، وادخلتنا صراع البيانات ، وصراع رفع الصور ، وصراع مليونيتي أكبر من مليونيتك (فشَّلت مليونيتي والله با أفشل مليونيتك) ، واصبح لسان حال المواطن الجنوبي في تلك الفترة والتي مازالت جارية حتى اليوم "مليونية الرئيس زبيط أكبر من مليونية الرئيس معيط"
طيب ؛ سؤال يخطر على بال سيدي القارئ في هذه اللحظات ؛ ماتفسيرك لتصرفهم بهذه الطريقة يا مواطن ناب؟؟؟ جواب : الصراعات الهزيلة والهامشية تأخذ تفكير ووقت الشخص الهزيل بالكامل , لأنَّه لايفهم غيرها ، ولايعرف خوض الصراعات الكبيرة والاستراتيجية ، ولذلك فهو يغرق فيما يفهمه "الصراعات التافهة" ، ويبتعد عمَّا لايفهمه وهذا حالهم .
سؤال ؛ طيب يامواطن ناب ، لايكون قلبك أسود ، واعطينا الحل ماذا يجب عليهم فعله الآن من وجهة نظرك؟؟؟ <<يجب على البيض وباعوم توحيد قوى الاستقلال>> قبل الوصول إلى المؤتمر الجنوبي الجامع "سنتناوله في مقال منفصل" , وألَّا لن ينعقد المؤتمر ..
طيب والحل : حرر نفسك أيها الشعب من هؤلاء الفاشلين , وإلَّا لن تتحرر , حرر عقلك وألَّا لن تتحرر أرضك ، فالحرية صنعة خصيصاً للشعوب الحرَّة .
نلتقي في الجزء الثاني
عبد السلام بن عاطف جابر