[المنتصربالله]

تعز: ساحة الحرية تحول المدينة الى ساحات مواجهة تنام وتصحو على دوي السلاح
الجمعة 10 يونيو-حزيران 2011 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس- ماجد الشعيبي/ تصوير - وائل العبسي




تبدو مدينة تعز اليوم أشبه بقرية ريفية كبيرة بعد التطورات والمواجهات بين شباب التغيير وقوات الامن، فتجد القبائل المسلحة التي تنتشر بكثرة في المدينة خصوصاً إلى جوار منازل المشائخ وكبار المسئولين وإلى جوارهم العسكر ومسلحين مناصرين للنظام يتمترسون بأماكن أشبه بالثكنات، فالكل قد جيش الجيوش تحسباً لأي تطورات مباغتة .

على صوت الأسلحة الثقيلة والخفيفة تنام وتصحو تعز ومع هذا يمارس سكان مدينة تعز حياتهم بشكل طبيعي ، فوسائل المواصلات والحركة التجارية تعمل دون انقطاع خصوصا في النهار، ما ينقطع فقط هو الكهرباء واعمال النظافة التي اهملت من قبل عمال النظافة، لذلك تجد شباب المحافظة يخرجون وبجهد شخصي للتنظيف كعمل تطوعي.

ساحة الحرية التي اجتيحت بالقوة الاسبوع الماضي من قبل قوات النظام، استعادت جمهوريتها الصغيرة يوم الجمعة الماضي، مدشنة ساحة جديدة اطلق عليها مسمى "ساحة النصر" ، وسط توجس وخوف كبيرين من قبل الأمن اليمني وقلق مسبوق بحذر شديد من الشباب الثائر الذي يتجمع كل يوم في ثلاثة اماكن مختلفة لتشتيت جهود قوات الامن الذي يجابه اي تجمع باطلاق النار دون اي مساومة.

القبائل يعدها الشباب الثائر ورقتهم الرابحة بعد اعلانها تضامنها الكامل مع الثورة الشعبية وتوفير الحماية للساحات التي يتواجد بها شباب التغيير ،وسط حذر من الانجرار للعنف مع القوات التي تهاجم كل مكان تجد فيه التجمعات .

تعز في لحظتها الراهنة تعيش نغم غير عادي تسهر على اصوات الصواريخ والمدافع التي تهز كل شوارعها مستهدفاً مساكن وأحياء شعبية وتصحو على اصوات الرصاص الذي اصبح امراً اعتيادياً لدى قاطنيها.

بعد اخلاء كامل مرافقة من المرضى تحول مستشفى الثورة العام والمعهد الصحي إلى ثكنات عسكرية يتمركز فوقها القناصة .

بعد الساعة الثامنة مساءً تبدو شوارع مدينة تعز خالية من السكان والمواصلات عادة ما تقطع مع وجود مجموعة قليلة من سيارات الاجرة التي تعمل بحذر خوفاً من اي استهداف من اي طرف .

يرى وضاح اليمن عبد القادر رئيس المركز الإعلامي بساحة الحرية بتعز، ان "المحافظة تعيش حالياً حالة رفض لاغتصاب سلمية ثورته ابناءها وسلبها دورها الثقافي والحضاري على اعتبارها عمقا للعمل الثوري وجرحا مفتوحا أحدثه النظام على مدار 33 عاما وما زال يعمل على نكئه في كل لحظة وحين".

وعن المستقبل قال وضاح : "الجهود الثورية حثيثة للحفاظ على نجاح الثورة وأنا على يقين بقدرة شباب الثورة السلمية تفويت الفرصة على كل المتربصين بها لتحويل مسارها إلى العنف ".

نحو "قصر الشعب" كما يحب أن يسميه الشباب الثائر، تتجه الأنظار والخطوات مؤخراً بعد اقتحام ساحة الحرية، ما جعل الشباب يصنعون من تعز ساحة بكل ما تشير اليه الكلمة فتجولك بتعز وشوارعها يشعرك بأنك داخل ساحة الحرية مع افتقادك للخيام والمنصة لا اكثر .

المسلحون المنتشرون حالياً بتعز يشكلون عامل قلق للسكان الذين لم يتعودوا على مشاهدة تلك المظاهر.. من جانب آخر يراها البعض مطمئنة مع وجود اكثر من طرف مسلح مما يصعب التفريق بين جنود الثورة وأعدائها المتربصون بها . هناك لجان شعبية شكلت لحماية المؤسسات الحكومية من النهب.