عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-14, 10:04 PM   #131
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,759
افتراضي

همس اليراع
"الأقاليم الستة أو الموت"!!
______________ د. عيدروس نصر
أكثر ما تتباهى به الجماعات المحيطة بالاخ رئيس الجمهورية والتي توهمه بأنها تؤيده هو حكاية "اليمن الاتحادي بأقاليمه الستة".
وتبدو شدة التمسك بهذا "المنجز" أن القائلين به سيرفعون الشعار الذي رفعه عفاش وشركاؤه قبيل حرب 1994م، حينما حشدوا الناس - مثقفيهم ودهماءهم، متعلميهم وجهلتهم، سياسييهم وقبائلهم - تحت شعار "الوحدة أو الموت" ويعلم الجميع ان هذا لم يكن سوى شعار "حق أريد به باطل" وقد اتضح الباطل عندما هرع هؤلاء لتقاسم كل شيء في الجنوب فيما بينهم، من المنشآت والأراضي إلى السواحل والقطاعات النفطية مرورا بالمناصب والوظائف وحتى المساجد والمدارس والوكالات التجارية والاستثمارية والوجاهات والمناصب الوهمية التي تصدقوا بها على بعض مشايعيهم بينما بقي الشعب الجنوبي بملايينه خارج المعادلة السياسية وحتى الخدمية والمعيشية في حين استمتعت قلة قليلة من المنتصرين بكل شيء في الجنوب وقفز منهم من قفز من خانة اصحاب الاكشاك والبقالات إلى خانة المليارديرات.
تلك هي حقيقة "الوحدة او الموت" وما تحقق للشعب في الشمال والجنوب على السواء هو الموت أما المرحومة "الوحدة" فيعلم الذين ربطوها بالموت انها قد لفها الموت فيما لف من معاني وقيم وتطلعات جميلة ذهبت ادراج الرياح.
اليوم يطل علينا دعاة "الاقاليم الستة" هائمين بهذا المنجز الوهمي وأخالهم يرددون ما رددوه عام 1994م مع تعديل ضئيل "الاقاليم الستة أو الموت" ولست متأكدا إن كانوا يعلمون أن هذا الشعار لن ينتج إلا الموت كما انتجته وحدة 1994م.
يعلق هؤلاء آمالا عريضة على مخادعة الشعب في الشمال والجنوب على السواء، فهم يوهمون الشعب في الشمال بأنه بدون استمرار احتلالهم للجنوب سيموت من الجوع، وكأنهم قد أدخلوه (أي الشعب الشمالي) في جنات النعيم، بينما لم ينله من انتصاراتهم إلا الموت والتجهيل والمرض والفقر والتشرد والمعاناة والمخاوف المتواصلة.
ويراهنون على دق الأسافين بين الشعب الجنوبي وتحويل صراعه معهم إلى صراع بين الجنوبيين، وليتهم يتعلمون من دروس الامس القريب أن الشعب الجنوبي قد وعى ألاعيبهم وادرك مراميهم وقد حسم امره باتجاه حق تقرير مصيره بعيدا عن التبعية والوصاية وبعيدا عن ثنائيات الأصل والفرع والتابع والمتبوع والمنتصر والمهزوم.
الذين يكادون ان يصرخوا بشعار "الستة الأقاليم او الموت" هم أنفسهم الذين رفعوا شعار "الوحدة او الموت" في 1994م مع إضافات ضئيلة من مهزومي 1994م ممن لبسوا جميع العباءات السياسية من موج والرابطة إلى الاشتراكي والمشترك، ومن المؤتمر (جناح صالح) إلى التحالف الحوفاشي وأخيرا الشرعية وغدا يعلم الله وحدهُ اين سيستقرون.
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس