عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-01, 11:26 PM   #2
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي


(مقال منقول)
اختلاف السنة والشيعة، فروعٌ أم أصول؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل اختلاف السنة والشيعة في الأصول أم الفروع؟ للإجابة على هذا السؤال وجب الرجوع إلى الأصل، وهو أصول الدين التي لا يصح الدين إلا بها، ومن أنكر واحدة من الأصول فقد كفر بإجماع المسلمين، فما هي أصول الدين عند الطرفين؟

عند أهل السنة والجماعة، أصول الدين هي الإيمان بالله –ويتضمن التوحيد- وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ومن لم يؤمن بإحداها فقد كفر، أما عند الشيعة الإمامية فأصول الدين هي التوحيد والنبوة والمعاد والإمامة والعدل، فرداً على بعض الشيعة الذين يقولون أن من لم يؤمن بالإمامة فهو مسلم، أسأل: هل من لم يؤمن بالتوحيد مسلم؟ بما أن التوحيد والإمامة أصل من أصول الدين؟ أنتظر إجابة...



قام بعض الناس (وكلهم من غير المؤهلين للخوض بهذه الأمور لقلة درايتهم به، وتغليب تحكيم عواطفهم) بالدعوة إلى نبذ الطائفية المقيتة، وهو أمر جميل نحتاجه في حياتنا، ولكن أن يكون نبذ الطائفية هكذا بدون علم، وهكذا بتعميم ساذج، فهذا أمر غير مقبول، فليس كل الشيعة شيعة، شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل هناك الرافضة، وما أكثرهم، هناك الشيعي الذي يترضى على الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم ولا يخوض في أمور الخلاف أصلاً، وهناك الشيعي الذي صُـنف شيعياً فقط لأنه يحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه أكثر من باقي الصحابة رضي الله عنهم من مبدأ التفضيل لا كره الآخر (وهذا هو التشيع في بادئ أمره لا أكثر، ولكنه أختلف مع الزمن)، فيا مرحباً بوحدة مع هؤلاء، وقبلاتنا على جبينهم، وحتى لو كانت هناك بعض الأخطاء منهم في الدين، فإنها لا تختلف عن أي شخص يخطئ من أهل السنة، بالطبع دون أن تضرب معنى التوحيد الذي جاء به الإسلام... نعم يوجد شيعة مسلمون حقاً ولو أخطأوا باعتقادهم بالإمامة بالمعنى النظري، فلهم رب عادل رحيم يغفر لهم ولنا.



الذين نتكلم عنهم ونحذر منهم هم الرافضة، الذين حولوا الدين إلى حقد وكره معاكس، حولوه إلى قذف لأمهات المؤمنين، حولوه لحبٍ مليئ بالخرافات، حولوه لأئمة يعلمون الغيب، ويولدون من الفخذ، وحولوا الناس من دعاء الله إلى دعاء البشر، وحولوا الدين لإمامٍ غائبٍ سيقتل أهل السنة عند خروجه من سرداب، ولأكون عادلاً قالوا شاهدوه آخر مرة عندما دخل سرداباً ولم يخرج، وكأن ذلك غير نظرتنا التي تصفكم بالغباء. أصبح دعاء علي هو دعاء الله، ودخلوا في علم الفلسفة والكلام حتى يستطيعوا إجابة متبعيهم، فمرة قالوا هي إمامة الدين والعلم ومرة قالوا إمامة سياسية، ومرة قالوا الصحابة كفار، وبعدها قالوا مسلمو الدنيا كفار الآخرة (؟؟؟!! هذه جميلة)، ومرة قالوا منافقون وغيرها من فلسفاتهم التي تلف وتدور ولا تعطي إجابة واضحة حتى يبقى العامة يتخبطون، وحتى يجعلوا العامة من أهل السنة لا يعرفون، شئ مقرف وغير منطقي، كل حادثة وضعها هؤلاء الروافض وشوهوها لها إجابة منطقية واضحة قصيرة عند أهل السنة تنسف قصتهم، وذلك حتى دون الحديث عن القرآن الكريم والصحيح من الحديث النبوي...



الإجابة على هؤلاء الروافض تبدأ بشئ واحد تنهي بعدها كل خرافاتهم، قالوا لك الصحابة كفار، لماذا إذاً تابعوا نقل الدين وفتحوا المشرق والمغرب، ما داموا كفاراً ففرصتهم ذهبية لهدم الدين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله، لكنهم لم يفعلوا!! قال الروافس بكل تفاهة: لأنهم لا يستطيعون المجاهرة بالكفر!! تمام!! أنتم قلتم أن 99% من الصحابة كفار زمن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم (رؤوس المؤامرة الكاذبة التي يصدقها الروافض)، 99% لا يستطيعون المجاهرة بالكفر؟! عجبي، أكثر من مائة ألف صحابي لا يستطيعون المجاهرة بالكفر!! ضاق الوضع على الرافضة هنا، فقالوا: لا هناك كان الكثير من الصحابة مؤمنون (قلة من الروافض قالوا ذلك)، لذلك لم يستطع البقية المجاهرة بالكفر، قلنا لهم: ما دام الكثير مؤمنون، هل جميعهم نسوا وصية الرسول (المزعومة) بإمامة علي؟ هل لم يلقى عليٌ ناصراً وداعماً له لقول الحق؟ ببساطة قصصكم لا يصدقها الطفل الغبي، فما بالك بالعادي... إذاً بالنهاية كان الصحابة على حق وعليٌ منهم طبعاً، ولم يتناقل هؤلاء السلف قصصكم وخرافاتكم وإمامتكم، فعقيدتكم رافضة مترفضة جائت لهدم الإسلام ليس إلا... ما عرفتم الطعن في الرسول فطعنتم في زوجاته وصحابته...



يخرج بين الفينة والأخرى أحد العامة من أهل السنة والجماعة (أو رافضي متخفٍ، يدعي أنه سني معتدل، ويتكلم معنا كأننا متشددون وهابيون تعريصيون تفجيريون!!) ويقول: هؤلاء غير مشركين فهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدأ رسول الله، وقبلتنا واحدة، ونتفق معهم في 90% من الأمور، فلنترك الخلاف في 10% إلى الله... وهو بنظرة سريعة رأي جميل ساذج، لأنه خلط الحابل في النابل دون أن يشعر، وكأنه يقول هل تستطيع صعود الدرج نزولاً؟ إن الشرك بالله لا يعني أن تقول أنك لا تشهد أن لا إله إلا الله! فمن الممكن أن تعمل بكل أمور الدين ولكن تنقص منها شيئاً واحداً فأنت خرجت عن ملة الإسلام، كأن لا تؤمن بالملائكة، مع أنك تشهد أن لا إله إلا الله، فأنت كافر باتفاق المسلمين... ونفس الشئ إذا اتهمت أم المؤمنين عائشة بالزنا، فأنت تشهد أن لا إله إلا الله، وتصلي وتصوم وتزكي، ولكنك كافر لأنك أنكرت آية من القرآن، آية برأت أم المؤمنين!! وهذا هو القصد، فعندما تؤمن أن الأئمة يعلمون الغيب فأنت تكفر بنص القرآن، قال تعالى (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)، وعندما تقول: يا حسين أغثني، ويا علي أسقنا، ويا محمد أنصرنا، تكفر بنص القرآن وهو صريح جداً، قال تعالى (إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ). والله لا يحتمل النقاش أكثر من دقيقة في هذا الموضوع...



إن الناظر إلى سير الأمور الآن، يعتقد أن أهل السنة والجماعة وكأنهم يهاجمون معتقد الشيعة مؤخراً، بالذات بعد حرب حزب الله وإسرائيل، وهو اعتقاد خاطئ من عدة نواحٍ، أولها أن هذه الهجمة هي في الحقيقة دفاعٌ وصدٌ للهجمة الإيرانية الشرسة بتشيعها المليئ بالكره والحقد، وثانيها أن هذا الدفاع جاء بعد احتلال العراق وليس حرب 2006، جاء بعد انتشار أفكار التشيع الإيراني في العراق، وبعد انتشار الفضائيات الشيعية التبشيرية... أمور واضحة...



إن السكوت عن الذي يجري والدعوة للوحدة مع الروافض هو أمر خطير لعدة أسباب، أهمها أن اعتبار العقيدة الشيعية الجديدة القادمة من قم هي نفس عقيدة أهل السنة والجماعة، وأن الإختلاف في الفروع لا في الأصول، يؤدي إلى دخول الخرافات والإنحرافات في عقيدة العوام من أهل السنة والجماعة، ومع الزمن يفقد السني البسيط الإنتماء للسنة النبوية ويبدأ بنظرته العدائية للصحابة من كثرة كذب الروافض عليهم، لأنهم سوف يصغي لأخ له في العقيدة، ولن يعتبره إلا على حق، وهكذا مع مرور الأيام ستجد أننا في مشكلة أكبر من الوضع الحالي... طبعاً الساذج سيقول إن اسرائيل هي الوحيدة المستفيدة من خلافاتنا مع الروافض، وهذا ينم طبعاً عن جهل مركب، فنظرته محدودة لا تتعدى حدود العواطف، فأراد أن يقتل بعوضة بمدفع ليس إلا... فالكلام هنا عن عقيدة التوحيد ودين يتبعه المليار ونصف المليار إنسان، وليس عن عواطف لحظية لأن الأمة تمر بحالة ضعف، فليس الحل هدم نصف الأمة لإصلاح الوضع الراهن. سيأتي الصالح فينا ليقود هذه الأمة ويعيد الامبراطورية الإسلامية من جديد حسب الأحاديث النبوية، بالطبع ليست إيران –روافض هذا الزمن-، قاتلة العرب وأهل السنة، وبالطبع أكثر ليس أسامة بن لادن ومن هم على شاكلته (خوارج هذا العصر الذين لم يفرقوا بين المسلم والكافر)، المسألة مسألة وقت ليس إلا...
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس