عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-06-17, 10:05 PM   #1
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي جريمة قتل السياح في اليمن / رأي القدس العربي

جريمة قتل السياح في اليمن
رأي القدس



17/06/2009





يواجه اليمن تحديات خطيرة تهدد امنه واستقراره، ابرزها تمرد الحوثيين في الشمال، والاحتجاجات المتصاعدة ضد النظام في الجنوب، وجاءت عملية خطف تسعة اجانب، بينهم خمسة افراد ينتمون الى اسرة المانية واحدة، لتضيف عبئاً اضافياً على كاهل الحكومة المثقل بالازمات.
خطف الاجانب ليس عملاً جديداً او مفاجئاً في اليمن، فقد جرى خطف حوالى مئتي سائح على الاقل في السنوات العشر الماضية من قبل قبائل استخدمت هذا السلاح للمطالبة بأموال او للافراج عن معتقلين من ابنائها في سجون السلطة، ولكن الجديد هذه المرة، ان المجموعة التي خطفت هؤلاء التسعة بادرت بقتل ثلاثة منهم على الاقل، بينما ما زال مصير الستة الآخرين مجهولاً.
ففي العادة تتقدم الجهة الخاطفة بسلسلة من المطالب الى الوسطاء كشرط للافراج عن الرهائن، ولكن هذا لم يحدث هذه المرة، مما يؤكد ان نوايا الجهة الخاطفة، هي زعزعة استقرار البلاد واحراج الحكومة، وهز صورتها، وتوجيه ضربة قوية لصناعة السياحة المترنحة في الوقت الراهن.
ان الطريقة الاجرامية البشعة التي استخدمت في قتل الممرضات الثلاث المختطفات (كورية جنوبية والمانيتين) تكشف عن عقلية دموية لا يمكن ان ينتمي منفذوها الى العقيدة الاسلامية. فهذه العقيدة لا تقر ابداً قتل الابرياء، وتشدد على ضرورة معاملة الاسرى في الحروب معاملة انسانية. والممرضات الثلاث يعملن في اطار جمعية خيرية تقدم الخدمات الطبية لأهل اليمن المحتاجين لهذه الخدمات في منطقة صعدة، وليست هذه هي الطريقة التي يكافأن من خلالها على سهرهن على رعاية وتمريض المرضى في بلد تتدهور فيه الرعاية الطبية.
ان عمليات خطف السياح لا تقل خطورة عن عمليات القرصنة البحرية الصومالية في خليج عدن والبحر الاحمر، وهي عمليات مدانة بأقوى الكلمات لما يمكن ان تشكله من اساءات للدين الاسلامي، من حيث تقديمه الى العالم بصورة وحشية هو منها براء.
اننا لا يمكن ان نصدق ما يجري امام عيوننا من قتل وتمثيل بجثث سيدات يمارسن مهنة انسانية سامية، ولم يقدمن على اي اساءة للاسلام والمسلمين. فالمانيا التي يحمل جنسيتها سبعة من المخطوفين من اكثر الدول تعاطفاً مع اليمن، ودعماً لاقتصاده، مضافاً الى ذلك انه ليس من الرجولة قتل إناث رمياً بالرصاص دون اي سبب.
الحكومة اليمنية تتحمل المسؤولية الاولى عن حدوث مثل هذه الجرائم البشعة في حق السياح، لانها لم توفر لهم الحماية الامنية اولاً، ولم تقم بتقديم التوجيهات الضرورية لهم بالابتعاد عن الاماكن التي يمكن ان يواجهوا فيها مخاطر الاختطاف والقتل ثانياً، ولم تتعامل بحزم مع القبائل الخارجة على القانون التي احترفت عمليات الخطف هذه لتحقيق مكاسب مادية منذ اللحظة الاولى ثالثاً.
نشعر بالاسف لتدهور الاوضاع في اليمن وتعاظم المؤامرات ضد وحدته واستقراره، فاليمن اليوم بحاجة الى تضافر كل الجهود العربية والدولية لمساندته لتجاوز هذه الازمات بأقل قدر ممكن من الخسائر، مع تسليمنا بأن هناك فساداً وسوء ادارة، ولكن الاولوية يجب ان تنصب حول انقاذ ما يمكن انقاذه، قبل ان تنزلق البلاد الى الفلتان الامني، وتتحول الى دولة فاشلة تنخرها الحروب الاهلية، وتتحول الى مرتع للفوضى، وفي ذلك خسارة للجميع.
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس