عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-15, 12:41 PM   #23
فارس لبعوس
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-30
المشاركات: 7,469
افتراضي

كيف نشأت القاعده في شبوة ؟.. حقائق لابد من معرفتها



(يشار الى ان محافظة شبوه تعتبر من معاقل تنظيم القاعـدة في اليمن )
الجمله الطويله ــ اعـلاه ــ وردت في ثنايا ماده صحفيه اخباريه اعدها مراسل احد الصحف العربيه في صنعاء.

ولانني ابن شبوه واعـرفها واعرف اهلها ماضيأ وحاضرأ 00لذلك فقد توقـفـت كثيرأ امام هذه الجمله التي وضعها مراسل الصحيفه في صنعاءــ ضمن مادته الاخباريه ــ وهـومثل ذاك الذي دس السم في العسل0
والحقيقة ان هذا المراسل ومثله الكثيرين من المراسلين الصحفيين لاجهزة الاعلام الاجنبيه جلهم بالغالب يتبعون بالولاء لمراكزقوى وشخصيات متنفذه ضاربين بعرض الحائط قواعد واعراف وشرف المهنه الاعلاميه.

ولان لهذه المحافظه حق وواجب علينا نحن معشر ابنأها في الدفاع عنها من كيد الكائدين وزيف وكذب المغرضين لذلك فـقـد وجـدت انه من المفيد والضروري ايضاح بعض الحقائق المتعلقه بوجـود تنظيم القاعـده في شبوه ومن هـذه الحقائق :

ان هذه المحافظه الريفيه النائيه ـــ وبحكم الجغـرافيا الوعـره والحياة البدويه القاسيه ــ عاشت قرون طويله من العزله والتخلف الثقافي والفكري وكانت الاميه الابجديه والثقافيه هي السائده لدى السواد الاعظم من الناس الى مطلع القرين العشرين الميلادي وبأستثناء بعض الاسر والعائلات الميسورة التي كانت ترسل ابنأها للدراسه في اربطة تريم وهـؤلاء كانو يتلقون علومهم الدينيه عـلى المذهب الشافعي الوسطي وعلى ايدي مشائخ الصوفيه الحضارم البعيدين كل البعد عن مذاهب الغلو والتشدد وهـؤلاء كانو يعـودون الى اهلهم وقراهم ثم يقومون بالدعـوالى الله وتبصرة الناس بامور دينهم بالتي هي احسن وبطرق واساليب محببه وبـعـيده كل البعـد عن اساليب وطـرق موجة وهوجة الدعاه والمتأسلمين اللذين جادت علينا بهم سنوات الثلث الاخير من القرن العشرين بعد ظهور الطفره الماليه لدى دول الجوار.
0
ثم جأت فترة الاستعمار البريطاني ولم تعرف هذه المحافظه سطرآ واحـدآ من سطور وصفحات مذاهب الغلو والتشدد وحتى اثناء مقاومة المستعمر لم يكن هناك من يدعي المقاومة بأسم الدين الاسلامي اوالدفاع عن العقيده اومحاربة الكفار وماشابه ذلك من مفردات ادبيات متأسلمي هذه الايام 0

ثم جأت فترة النظام الوطني (جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه ) وهـذه المرحلة عـرفت للقاصي والداني بمحارية التطرف الديني والتوجه العلماني (الدين لله والوطن للجميع) حتى انه جاء عام 1990م وشبوه وبقية المناطق الجنوبيه خاليه تمامآ من أي وجود للفكر الجهادي التكفيري بفعل الظروف التي اشرنا اليها وبفضل حزم وهيبة الدوله قبل عام 1990م 0

وهنا ينتصب السؤال امامنا وهـوكيف وصل الفكر الجهادي والتكفيري الى شبوة ؟؟ ومن اسـس وخطط لايجاد تنظيم القاعـده في هـذه المحافظه؟؟

وللإجابة على ذلك لامندوحة لناهنا من العودة الى الماضي القريب وبالتحديد الى بداية عـقـد السبعينات من القرن العشرين حيث انه ومن اجل تحـويل مجتمع الجنوب الى مجتمع مدني عمالي منتج وتطبيق وايجاد شىء من العداله الاجتماعيه ونشر وتطبيق وترسيخ ثقافة العمل والانتاج اقتضت الضروره نبذ وتحريم الفئوية الاجتماعيه وتفكيك مكونات العصبيه القبليه ومحو كل مفردات وسلوكيات الثقافه القبليه00

كان من الطبيعي حينها ان تتضرر بعض النخب القبليه ومن في مستوى هذه النخب من السلاطين والمشائخ من هذه الاجراءت والتوجهات 00 ولان هذه النخب لم تستطيع الوقوف في وجه نظام حكم جاد وحازم في تطبيق النظام والقانون لذلك فضلت النزوح والخروج الى الشمال ومن ثم الى السعوديه وبقية دول الخليج 0

وعند نهاية السبعينات وبداية الثمانينات وبعدظهور الطفرة المالية لدى دول الجوارهاجر الكثير من ابناء الجنوب الى دول الجوار طلبـأ للرزق وكانت الشمال هي طريق العبورالى الدول المجاوره وكانت منطقة مأرب واحده من المحطات الرئيسيه على طريق هجرة ابناء الجنوب وخصوصا اهالي شبوه وذلك بحكم التداخل الجغرافي والاجتماعي لهاتين المنطقتين.

كان للجهاديين والاخوان المسلمين ـــ ولايزال الى اليوم ـــ حضورهم القوي والملفت في منطقة مأرب وخصوصا بين اوساط الشباب وصغار السن والباحثين عـن الرزق وكانت استراتيجية الاخوان والجهاد التي وضعها عبدالمجيد الزنداني تقضي بالتركيز عـلى استقطاب الشباب وصغار السن وبالذات من ابناء الاسر الجنوبية التي نزحت الى مأرب
0
كانت مأرب في ذلك الوقت لاتزال حديثة عهد بوجود الزنداني فيها فهو قضى فيها وقت لابأس به خلال النصف الثاني من السبعينات حيث عاش في احد الهجر الصغيرة التابعة لاحد عشائر قبيلة عبيده وهناك كون له صداقات وعلاقات واتباع00وحينما ظهرت الطفرة المالية لدى دول الخليج ر حل الى الرياض لكنه بقي على تواصلا مع اتباعه في مأرب من خـلال اشرطة التسجيل والفيديو فكان اتباعه ينظمون امسيات الفيديووالمحاضرات التي تصلهم مسجله لشيخهم وكان اكثر مواضيع تلك الامسيات والمحاضرات موضوع الجهاد في افغانستان والحث عليه 0
كان الزنداني يكرس جهوده في المهجرلناحية شيطنة النظام السياسي القائم في الجنوب يومها وهوسعى لاستقطاب صغار السن من ابناء الجنوب للجهاد ويرسخ في عقولهم فكرة ان النظام في الجنوب كفر والحاد وان الشرع يأمرهم بمحاربة هذا النظام وكان تركيزه منصبا على ابناء الشرائح القبلية التي تضررت من التوجهات اليساريه لحكومة الجنوب وهنا سنأخـذ (الفضلى والحارثي ) كأنموذج فالاول ابن سلطان من سلاطين الجنوب اللذين طردو منها والثاني ينتمي الى قبيلة من قبائل شبوة التي تضررت هي الاخرى وهاجر بعض افرادها الى خارج الجنوب

وبهذه الطريقة ولمدة عقد من الزمان عمل الزنداني في المهجر وعمل اتباعه وتلامذته في مأرب على استقطاب الكثيرين ومنهم العشرات من ابناء شبوة وتمت تغذية عقولهم بمفاهيم التكفير والجهاد ووجوب محاربة الملحدين في الجنوب0
وبعد اعلان الوحده سنة 1990م عاد الزنداني الىاليمن ليؤسس تجمع الاصلاح كمظله سياسيه للاخوان والجهاد والقاعده وعادت الى شبوة مجاميع من الشباب اللذين تمت تغذية عقولهم بمحاضرات الزنداني وغيره من مشائخ الجهاد0
وبعد عودة هذه المجاميع الىمناطقهم في شبوه تواصلو مع شيخهم في صنعاء لتلقي الدعم والتوجيهات وكانو يصولون ويجولون في مساجد القرى والتجمعات السكانيه وهم مدججين بالاسلحة البيضاء والناريه وكانهم في حالة حرب مع رواد المساجد من ابناء مناطقهم

واثناء الاعوام الثلاثه التي تلت الوحده كانت للزنداني رحلات وزيارات الى شبوه وبالذات الى( مخيم الغميس ) التابع لتجمع الاصلاح في بيحان ..ولم تندلع حرب 1994م الاوكان الزنداني قد وضع الاساس لوجود الجهاد والقاعده في شبوة وحينما استعرت الحرب اثناء ذلك الصيف قاتل هؤلاء الجهاديين وكان لهم الدور الاكبر في نصر المنتصر وهزيمة المهزوم في هذه الحرب .

ولان النصر في معركة واحده لايعني الانتصار الكامل في الحرب باكملها وهـذه قاعده يعلمها الراعي الذهبي للقاعده في اليمن الجنرال علي محسن الاحمر.. ولان حلفاء حرب 1994 كانو مدركين قبل غيرهم انهم يفتقدون الاساس المهم للمحافظة على النصرالمؤقت في حربهم القذره لذلك كان لابد من بذر الشر وزرع الفتنه في وسط المجتمع الجنوبي نفسه وهذه المهمه تقاسمها الثلاثي (علي محسن الاحمر وعلي عبدالله صالح والزنداني) كان على علي محسن ان يهيء للامر من خلال علاقات وصداقات اقامها مع بعض الوجاهات في الجنوب وكان دور الزنداني دغدغة مشاعر بعض الطيبين والمغرر بهم في الجنوب من خلال تذكيرهم المستمر بحديث (جيش عدن ابين)واستغلال الظروف المعيشيه الصعبه لاخرين وتوظيفهم ودعمهم من خلال جمعيات الاصلاح التي انتشرت في الجنوب وكان دور الرئيس صالح يومها مباركة هــذا الفعل ودعمه.

كان لاحداث سبتمبر2001 هزاتها وارتداداتها في كل بقعه من بقاع الارض وكان لابد لشياطين الانس في صنعاء من استغلال الظرف الدولي وارتباك بعض الجهات والاطراف الاقليميه والدوليه الداعمه للقاعده في مايتعلق باحتضان العناصر الخطرة والافراد وايوائهم وايجاد ملاذات جغرافيه لهم وهذه كانت الفرصة الذهبيه لعلي محسن الاحمر وعلي عبدالله صالح لتأجير مناطق جنوبيه محدده ومنها شبوة لايواء المنبوذين والمطاردين من قادة وافراد القاعده من جميع جهات الارض وهم بهذا الفعل تقاضو عشرات الملايين من الدولارات من ناحية ومن ناحية اخرى وجدوها فرصه ثمينه وسانحه لشيطنة المجتمع الجنوبي ووضعه في دائرة الشبهات الدوليه ولكن هذه المره باسم التطرف والارهاب والقاعده وهذه المهمه قام بها علي عبدالله صالح خير قيام حين كان لابد له من ايجاد وسائل واسلحة لمواجهة المارد الجنوبي الذي انطلق سنة 2007

والخلاصة هنا هي ان شبوة لم تعرف التطرف والمتطرفين ولم تعرف القاعده ولا الجهاد الا من بعد عام 1990م وبالطريقة التي شرحناها هنا
فارس لبعوس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس