[علي المفلحي]

مركز مدار للدراسات يقدم رؤيته الى المجتمع الدولي
احمد شبلي الأربعاء 27 أغسطس 2014 أخر تحديث : الأربعاء 27 أغسطس 2014 - 9:59 مساءً
مركز مدار للدراسات يقدم رؤيته الى المجتمع الدولي
طرح مركز مدار للدراسات والابحاث في عدن رؤيته حول ممهدات انخراط الحراك الجنوبي في العملية السياسية المقدمة إلى المجتمع الدولي

حيث استلمت /جريدة يافع /على نسخة منها

نص الرؤية :

سعادة الأمين العام للأمم المتحدة :/السيد بان كي مون الموقر

لعناية/ السيد جمال بن عمر ممثل الامين العام في اليمن الموقر

تجاوبا مع توجهاتكم ودعوة المجتمع لدولي للمشاركة في العملية السياسية وفق ما جاء في قرار مجلس الامن 2140 نتوجه الى سعادتكم بالتحيات المباركة والاماني السامية, لتصميمكم على اهمية وضرورة تثبيت الامن والاستقرار في اليمن .. كلنا امل ان تتحقق الاهداف التي شملتها دعوتكم ومن ضمنها اشراك الحراك الجنوبي في العملية السياسية في اليمن وفق قرار مجلس الامن 2140 . وعليه فانا كمؤسسة مدنية بحثية مستقلة ننشط في الجنوب وقريبين من الواقع ونضطلع بدور بحثي في مجالات سياسية كثيرة في نطاق انتشارنا الجغرافي واحتكاكنا بقيادات سياسية جنوبية فانا نضع امامكم هذا المقترح حرصا منا ومساهمة في تأمين النجاح للعملية السياسية على كل المستويات وفي جميع الجوانب ..
انطلاقا مما تقدم فاننا نود ان نيبين لكم العملية السياسية ومتطلبات القضية الجنوبية من الجانب الدولي من وجهة نظرنا البحثية العلمية الميدانية وهـــــــــــــــي: .
أن المرحلة الانتقالية والمرتبطة بما سُمِّي بمخرجات الحوار الوطني والتي تدعو الجنوبيين إلى المشاركة في العملية السياسية ، وهي مخرجات قسرية تمت بعملية قيصرية , أي انها لم تكن نموا” طبيعيا لجنين سوي الملامح والبناء والولادة.
لذا تتم محاولة فرضه على الجنوب دون أي اعتبار لوقائع وحقائق سياسية , أو دونما تفهم كامل” لحقيقة واقع وابعاد القضية الجنوبية.. كما ان الجنوب لم يكن ممثلاً بصوره حقيقية في مؤتمر الحوار ..وحتي ذلك التمثيل المجتز بالحضور والانسحابات قد افقد من ادعو التمثيل الجنوبي تلك الجزئية التي تبرر الاستمرار في المسار الخاطئ.

ان وضعا كهذا يجلي الصورة بوضوح اكبر لتدارك الانكسارات في المسار السياسي الأمر الذي يجعلنا نتطلع إلى تصويبه من قبل المجتمع الدولي بإعادة النظر في ذلك، لاسيما فيما يتعلق بالجنوب.
ان التجربة الاجرائية التي سارت عليها العملية السياسية تستدعي بالضرورة والضرورة الملحة تطوير واستمرار آليات للحوار بين طرفي القضية, وتهيئة الاجواء للمشاركة في العملية السياسية التي دعا اليها المجتمع الدولي .
وعليه فانا ندعو المجتمع الدولي إلى إعادة النظر والتفهم لطبيعة المشكلة الجنوبية التي لم تصل إليها بصورة موضوعية ودقيقة، في ظل عدم تبني المجتمع الدولي دعما فنيا واستشاريا لقوى الحراك الجنوبي مما جعلها عاجزة عن القيام بدورها في إيصال القضية ببعدها السياسي والقانوني الى المحافل الدولية في الخارج، وقد تمكن نظام صنعاء من التشويش والتضليل على الحقائق المتصلة بها وانطلاقا مما تقدم إننا نتطلع إلى أن تكون المرحلة القادمة ممرحله ومزمنة يتبنى فيها القرار الدولي ما يلي:
1. يتولى المجتمع الدولي الإشراف على معالجة القضية الجنوبية من خلال ما جاء في تقارير جمال بن عمر ووثيقة الضمانات الخاصة بالقضية الجنوبية بحيث يتم تنفيذ الـ (31) نقطة التي أقرتها الوثيقة حرفياً كخطوة تمهيدية لخلق أجواء تساعد على التعاطي الإيجابي مع مؤشرات العملية السياسية .
2. إعادة النظر في ما خطط له من سابق والذي لم يعطِ حقاً للقضية الجنوبية وعلاقتها بقضايا أخرى مازالت مثار جدل كقضية إعداد الدستور والاستفتاء عليه دون المشاركة في صياغته كطرف رئيس في المشكلة السياسية ذات التبعات التشريعية .. فالجنوبيون ينظرون إلى تلك القضايا بوصفها مشاريع تنتقص من حقوقهم وأن قيام استفتاء على الدستور في الجنوب في ظل وجود ادوات ووسائل القوة والقمع كالجيش والأمن التابع لنظام صنعاء معناه أن ذلك لم يأت بشيء سوى ما خطط له نظام صنعاء الذي يصفه الجنوبيون بالاحتلال تبعا للأساليب الاستعمارية بدون ضوابط في إدارة حياة المجتمع الجنوبي قياساً على محددات أي احتلال في العالم.
3. ان يضغط المجتمع الدولي لمساعدة الجنوب على بناء حركة سياسية تكون قادرة على التعاطي مع العملية السياسية ، بحيث تحظى باجما ع وتأييد شعبي وذلك من خلال مساعدة قوى الحراك الجنوبي لعقد مؤتمر جنوبي جامع تنتج عنه قيام حركة سياسية كمرجعية جنوبية تمثل الجنوب في التعاطي مع العملية السياسية القادمة.

4. تحّييد التدخلات الخارجية المختلفة ( الدبلوماسية والامنية )التي تقف عائقا امام وحدة الصف الجنوبي، ومنع نظام صنعاء الذي يمارس عدد من الاساليب الهادفة الى تفكيك الحراك الجنوبي مستغلا الاوضاع المعيشية والاجتماعية والامنية الصعبة التي يعاني منها الجنوب .
5- الضغط على نظام صنعاء بالاعتراف الواضح والصريح بالحركة السياسية الجنوبية كممثل للجنوب وعدم التعامل مع الاحزاب اليمنية المزدوجة.
6- التمهيد لقيام حوار قادم جاد بين طرفي المشكلة السياسية الجنوبية – الشمالية وفق تأطير بنيوي للصراع ممثل بطرفيه الجنوبي والشمالي ككيانين سياسيين دخلوا وحدة غير مدروسة ادت إلى الفشل ونتج عنها ظهور القضية الجنوبية .
إن الطريق الآمن للوصول إلى حل عادل للقضية الجنوبية سوف يتم من خلال قيام حوار حقيقي يمثل طرفي الصراع للقضية وتحت الإشراف المباشر للأمم المتحدة وفقَ مبادئ احترام القواعد والمعايير الدولية التي تحافظ على ديمومة الاستقرار في المنطقة .
في الختام نعرب لكم عن استعداد مركزنا.. مركز مدار للبحوث والدراسات ان يشكل معكم شراكة حقيقية لبحث مشاكل هذه العملية من خلال مشاريع البحث العلمي والاستبيانات والقيام بدورا توعيا في المجتمع الجنوبي وقواه السياسية من جهة ومساعد مراكز القرار الدولي وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة من جهة اخرى.
نرجو تفهمكم لمبادرتنا هذه وتقدير اهميتها للمستقبل السياسي شمالا وجنوبا وللمنطقة بشكل عام.
نتمنى لكم النجاح ..
لكم خالص تحياتنا…

رئيس المركز
عدن 20 اغسطس 2014م
الترجمة