[فارس لبعوس]

رسالة الى والد ووالدة الشهيد جلال عبيد طالب - قرين الشاعري - ..
.........................................
لست أدري ماذا أكتب إليكِم ؟ مُعزّياً أم مهنئاً ؟ فإن كنت معزياً ففَقْدُ الولد ليس أمراً سهلاً! فلتدمعِ العين، وليحزنِ القلب، فإنها رحمة أودعها الله في قلوب عباده !!
وإن كنتُ مهنئاً فلأن الشهيد يشفع في سبعين من أهله !
سيدي الفاضل والد الشهيد جلال وسيدتي الفاضلة أم جلال .. لا أعرف من أين أبدأ ولا أعرف الكلمات الصحيحة التي يجب أن أقولها ... عاجزة هي الكلمات ضائعة هي الحروف ... فالعزاء يؤكد بكل قسوة كل يوم أنه رحل ... عندما وصلني الخبر المشؤوم وسالت الدموع ..صحتُ بأعلى صوتي قائلاً :
قتلوك يا إبن الضالع الأحرار .. قتلوك يا ولدى الحبيب جلال .. قتلوك فى زمن غربان الظلام .. قتلتك الذئاب الفاجرة ..
أين العدالة الغائبة ؟ بل أين أنت يا يوم الحساب ويا يوم العقاب ؟ ... مجرمون ... ظالمون ... قتلة .. يا زمني المليئ بالوحوش البشرية القاتلة .. فقدوا ضمائرهم .. فقدوا إنسانيتهم وفقدوا رجولتهم ...
لك الله يا شهيد الضالع وشهيد كل البلاد..
سأقول لكما كما قال كل من مروا ليسلموا عليه حيث رقد جثمانه الطاهر ( رحمه الله وصبّرك على فراقه ...)
وأنا أعرف أن لا مصيبة أحد تعادل مصاب الوالدين .. ولا عزاء في فقد الأبناء الطيبين .... ولكن اسمحوا لي أن أطلب منكما أن تبتسموا كل يوم عند الصباح عندما يمر بجانبكم ليتأمل وجوهكم الطيبة باحثا عن الضحكة التي ينسى بها مرارة الفراق .....
غنوا له لروحه الطاهرة لعلّ قلبه الحزين وحزنكم يهدأ ....
اهمسوا له مع كل اشراقة شمس أن الشوق كبير ولكن الصبر عظيم ....
وفي المساء احكوا له حكاية الطفل الذي أشعل في قلب والديه شعلة الحب الأولى
ثم ناموا لعلّ لقاءً منه في المنام يكون