عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-23, 03:34 AM   #15
alfars
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2008-06-10
المشاركات: 226
افتراضي

نلتقى الشفا الاسلامى

ام ايمن
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث



منقول اليافعى دروس شرح الأربعين النووية / الحديث السابع



عن أبى رقيه تميم بن اوس الدارى رضى الله تعالى عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال :" الدين النصيحه قلنا لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم






وقد ورد هذا الحديث فى روايه اخرى يكرر فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - كلمه " الدين النصيحه " ثلاث مرات بأن يقول " الدين النصيحه الدين النصيحه الدين النصيحه .

حديثنا اليوم حديث عظيم ، ويكفينا دلالة على أهميته أنه يجمع أمر الدين كله في عبارة واحدة ، وهي قوله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ) ، فجعل الدين هو النصيحة ، كما جعل الحج هو عرفة ، إشارةً إلى عظم مكانها ، وعلو شأنها في ديننا الحنيف .








وهو من الأحاديث الكلية العظيمة التي اشتملت على الدين كله، في العقائد، وفي العبادات والمعاملات، على حقوق الله، وحقوق رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى حقوق عباده، فلفظ النصيحة.جامع لتلك الحقوق .

وهو من جوامع الكَلِم التي اختص الله بها رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهو عبارة عن كلمات موجزة اشتملت على معانٍ كثيرة وفوائد جليلة، نجد سائر السنن وأحكام الشريعة أصولاً وفروعاً داخلةً تحته، ولذا قال العلماء:


هذا الحديث عليه مدار الإسلام.


الدين فقد تكلمنا عنه سابقا فى حديث جبريل - عليه السلام - انه الاسلام والايمان والاحسان وعبر عنه بعضهم بقوله ( ما شرعه الله تعالى لعباده من الأحكام )


والنصيحه في اللغة : مأخوذه منا النصح وهو الخلوص .


أقول نصحت العسل ، إذا صفيته وخلصته من الشمع .


ويقال نصح الرجل ثوبه اى اصلاح الخلل فيه أو اصلاح مافسد منه فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يسد من خلل الثوب.


وقال الخطابي: النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له.








اما النصيحه فى الشرع : فهى إرادة الخير للمنصوح له ، أقول ان فلانه نصحتنى اى انها ارادت الخير لى فى المسأله أو القضية التى نصحتنى فيها .

( الدين النصيحة ) ...نلاحظ من الحديث ان الرسول - صلى الله عليه وسلم - حصر الدين بالنصيحه ، فهل ان الدين كله نصيحه ؟



لا ، فالدين ليست النصيحة فقط , بل يشمل اركان الأسلام واركان الأيمان و الأحسان ،وواجبات كثيرة وفرائض ومستحبات كثيرة , لكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حصر الدين بالنصيحه :


أولا :من باب الاهتمام بها وتعظيم مكانتها واهميتها بين المسلمين اى ان النصيحه تمثل مكانه كبيره فى هذا الدين كما فى قوله - صلى الله عليه وسلم - " الحج عرفه " فنحن كلنا نعلم ان الحج له اركان ومناسك ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حصر الحج كله بعرفه لأن الوقوف بعرفه هو الركن الأعظم من اركان الحج لذلك اراد النبى - صلى الله عليه وسلم - ان يبين لنا اهمية النصيحه وعظمتها ومكانتها وتأثيرها بيننا.


وثانيا: إعطاء النصيحة المفهوم الكبير والشامل فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أن للنصيحة مفهوما كبيرا ليس محصورا في شيء معين . بل مفهوم كبير واسع يشمل كل ما يتعلق بالله جلا وعلا . وما يتعلق بكتابه , وما يتعلق برسوله صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بالعلاقة بين أئمة المسلمين من حكامهم وعلمائهم وعامتهم .


فلما سئل صلى الله عليه وسلم : لمن يا رسول الله ؟ اجاب صلى الله عليه وسلم - لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.


والنصيحة هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فإنهم قد بعثوا لينذروا قومهم من عذاب الله ، وليدعوهم إلى عبادة الله وحده وطاعته ، فهذا نوح عليه السلام يخاطب قومه ، ويبين لهم أهداف دعوته فيقول : { أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم } ( الأعراف : 62 ) ، وعندما أخذت الرجفة قوم صالح عليه السلام ، قال : { يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين } ( الأعراف : 79 ) .


ونبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ترسم خطى من سبقه من إخوانه الأنبياء ، وسار على منوالهم ، فضرب لنا أروع الأمثلة في النصيحة ، وتنوع أساليبها ، ومراعاتها لأحوال الناس واختلافها ، ويتضح لنا ذلك في موقفه الحكيم عندما بال الأعرابي في المسجد ، فلم ينهره ، بل انتظره حتى فرغ من حاجته ، يروي أبو هريرة رضي الله عنه تلك الحادثة فيقول : " بال أعرابيٌ في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعوه ، وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء ، أو سجلا من ماء ؛ فإنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري


قالوا: لمن يا رسول الله ؟ واللام هنا في قولهم: لمن، يعني: للاستحقاق، يعني مستحقة، قالوا: لمن؟ يعني: من يستحقها في الدين؟


فأجابهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله، قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )


حدد النبي صلى الله عليه وسلم مواطن النصيحة ، وأول هذه المواطن : النصيحة لله


فما معنى النصيحه لله ؟


هي كلمة جامعة لأداء حق الله -جل وعلا- الواجب والمستحب، تندرج تحتها معان كثيرة ومن أعظمها :


الإخلاص لله تبارك وتعالى في الأعمال كلها ، فحق الله الواجب هو الإيمان به ، بربوبيته وإلهيته، وبأسمائه وصفاته، إيمان بأنه هو الرب المتصرف في هذا الملكوت وحده، لا شريك له في ربوبيته، ولا في تدبيره للأمر، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، يحكم ما يشاء، ويفعل ما يريد سبحانه وتعالى ، ونفي الشريك عنه ،وترك الإلحاد في صفاته ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها ، وتنزيهه سبحانه وتعالى عن جميع أنواع النقائص .


والنصيحة لله في ألوهيته أن يُعْطَى الحق الذي له في ألوهيته، وهو أن يُعْبَد وحده بجميع أنواع العبادات، وألا يُتَوَجَّه لأحد بشيء من العبادات إلا له -سبحانه وتعالى-، كل عبادة تُوُجِّه بها إلى غير الله -جل وعلا- فهي خروج عن النصيحة لله -جل وعلا-، يعني عن أداء الحق الذي له سبحانه وتعالى.


والنصيحة لله في أسمائه وصفاته -جل وعلا- أن نؤمن بأنه -سبحانه- له الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وأنه لا سَمِي له، ولا ند له، ولا كفوَ له، كما قال -جل وعلا-: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) وكما قال -جل وعلا-: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )


فيعتقد المسلم أن الله -جل وعلا- له ما أثبت لنفسه من الأسماء الحسنى، ومن الصفات العلا، وأنه في أسمائه وفي صفاته ليس له مثيل، كما أخبر عن نفسه بقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )


ومن معاني النصيحة لله تعالى القيام بطاعته ،و اجتناب معصيته، والحب فيه ،والبغض فيه ، ومودة من أطاعه ، ومعاداة من عصاه ، وجهاد من كفر به ، والاعتراف بنعمه ، وشكره عليها ، والإخلاص في جميع الأمور والإنابة إليه والتوكل عليه وأن يديم العبد ذكر خالقه ومولاه في أحواله وشؤونه ، فلا يزال لسانه رطبا من ذكر الله ، و أن يذبّ عن حياض الدين ، ويدفع شبهات المبطلين ، داعيا إلى الله بكل جوارحه ، ناذرا نفسه لخدمة دين الله .








النصيحه لكتابه : النصيحة لكتابه قد تشمل الكتب المنزلة كلها وما فصل لنا منها كالتوراة , وألأنجيل , و الزبور, وصحف ابراهيم وموسى والقرآن الكريم , وقد يقصد بها القرءان فقط والله أعلى وأعلم .

نؤمن بأنها كتب منزله من عند الله جلا وعلا على رسله ونؤمن بما جاء بها من أخبار وأن القرآن الكريم خاتم هذه الكتب وآخرها وأن لانعمل الا بالقرآن الكريم .


فالنصيحة لكتابه تعني النصيحة مستحقة للكتاب، وهو القرآن، ومعنى ذلك أن يُعْطَى القرآن حقه، وهو أن يُوقَن بأنه كلام الله -جل وعلا-، تكلم به -سبحانه وتعالى-، وأنه آية عظيمة، وأعظم الآيات التي أوتيها الأنبياء، وأنه الحجة البالغة إلى قيام الساعة.


وأن هذا القرآن فيه الهدى والنور(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )


وأن حكمه واجب الإنفاذ، ما أمر الله به في القرآن وجب إنفاذه، وما نهى عنه وجب الانتهاء عنه، وما أخبر به -سبحانه- فيه وجب تصديقه، وعدم التردد فيه، ومن الحقوق المستحبَّة للقرآن الإخلاص له و حسن تلاوته وتدبر ما فيه من المعاني العظيمة ، كما قال عزوجل : { ورتل القرآن ترتيلا } ( المزمل : 4 ) والعمل بما فيه وألا نهجره في تلاوته, والعلاج والأستشفاء به. ، ثم تعليمه للناس .


.


النصيحه لرسوله : و هو النبى محمد - صلى الله عليه وسلم , وتكون النصيحة لرسوله بـ


1- الأيمان بأنه رسول من عند الله ونؤمن بأنه -عليه الصلاة والسلام- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن كل دعوة للرسالة بعده -عليه الصلاة والسلام- كذب وزور وباطل وطغيان.


2- نأتمر بأوامره ونجتنب مانهى عنه وزجر. " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " .










3-تصديقه فيما أخبر به من الوحي ، والتسليم له في ذلك ، حتى وإن قصُر فهمنا عن إدراك بعض الحقائق التي جاءت في سنّته المطهّرة ؛ انطلاقا من إيماننا العميق بأن كل ما جاء به إنما هو وحي من عند الله .

4 - إحياء طريقته وسننه، وبث دعوته ونشر سنته ، والعمل بها حتى لو كان مخالفا لما تهوى وتميل اليه نفوسنا ( لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به). و نشر علومها ، والفقه فيها ، والدعاء لها ، والتلطف في تعلمها وتعليمها ، وإعظامها وإجلالها ، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم ،و إجلال أهلها لانتسابهم إليها ,وهذا هو البرهان الساطع على محبته صلى الله عليه وسلم .


5- لانعبد الله الا بما شرع عليه الصلاة والسلام..


6- محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ، ومحبة أهل بيته وأصحابه وتشريفهم وتكريمهم .لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه ووالده وولده . وفي رواية والناس اجمعين .










7- الدفاع عن سنته صلى الله عليه وسلم ، ومجانبة من ابتدع سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونصرته حياً وميتاً ، ومعاداة من عاداه وموالاة من ولاه ، وإعظام حقه وتوقيره.







alfars غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس