عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-11-08, 11:44 AM   #5
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي عقيدة ومنهجية الحكومة اليمنية فلسفيا

المدرسة الاحتمالية الكمية في فرنسا فلسفة المغامرة والحيل وعلاقتها بمنهجية الحكومة اليمنية
ان هذه الفلسفة على عكس فلسفة بيغ بن تتعامل مع الواقع على اساس اللاحتمية واللاانضباطية محكمة واضحة بل ترى ان الواقع الموجود هو عبارة عن فوضوية عشوائية من الصعب التعامل معها على اساس الكلاسيكية الحتمية الموجودة في الناس ..فالواقع في نظر اصحاب برج ايفل عبارة عن حركة غير منظمة , غير متوقعة.غير محددة..في الناس والاجسام بشكل عام ..ولذا يرون ان الاصل في التعامل مع هذا الواقعية الموجودة في الناس هو غير تلك الحتمية المحكمة الموجودة في الكلاسيكية الرومية لبيغ بن ...انه واقع متشابه ليس محكم مضطرب ليس ثابت فوضوي ليس منظم
..ولذا لايرون انه يمكن تحديد تتابع حتمي من الخطوات التي تلزم هذا الواقع ان يسير عليه ..بل ان ذلك عندهم هو من الظلم .. لانهم بنظرهم ان هذا الواقع يصعب التببؤ بشخصية محددة للمجتمع خير او شر حسنة او سيئة بل هي خلطة من الخير والشر والحسنات والسيئات .....الخ وبالتالي فأن هذا الواقع لايصلح التعامل معه سوى بالحيل والتقدير والقفز والخطفة الضاربة ..يقول لويس دي بورولي في كتابه الفلسفي الفيزياء والميكروفيزياء
وعلى ذلك لم تعد فيزياء الكم- أي النظرة الفلسفية الجديدة للحقيقة والحكمة الكونية- لم تعد تقودنا الى وصف موضوعي للعالم الخارجي متفق بشكل غريزي مع المثل العليا للفيزياء الكلاسيكية – أي النظرة الفلسفية القديمة لمدرسة بيغ بن والتي تحدثنا عنها –. انها لم تعد تمدنا بشيء سوى العلاقة بين حالة العالم الخارجي ومعرفة كل راصد – أي الشخص المكلف بمسؤلية وزارية او حكومية في ما يتعلق بموضوعنا- وهي علاقة اصبحت لاتعتمد على العالم الخارجي وحدة بل ايضا على المشاهدات والقياسات التي يجريها الراصدون وهكذا تفقد الحقيقة جزء من طابعها الموضوعي ..اذ لم يعد العلم تأملا سلبيا لكون مثبت وانما اصبح عراكا بالايدي-وهذه اهم وابرز الخلافات بين نظرة الشماليين والجنوبيين لشكل النظام كما سيتبين- ينال الباحث بغيته اذ يختطف من العالم الفيزيائي – أي الواقع – الذي يود ان يفهمه معلومات معينة وهي دائما جزئية تسمح لهذا الخاطف الذكي بأن يتنبأ تنبؤات ناقصة وعلى العموم ليست الا محتملة الوقوع ٍ-
وكثيرا ما يتهم الفرنسيين البريطانيين بأنهم جامدين غير قادرين على التعامل سوى مع واقع محدد قد اختطوه لهم ..ولعل هذا هو جوهر الخرف بين فرنسا وبريطانيا..وهو نفس الاتهام الذي يوجهه اليمنيين من ابناء المحافظات الشمالية لليمنيين من ابناء المحافظات الجنوبية ..وكثيرا ما سمعنا قياداتهم يتهمون الجنوبيين بالعجز عن التعامل مع الواقع الجديد والمتمثل بالوحجة اليمنية والتي ادخلت فئة جديدة هم ابناء المحافظات الشمالية والذين تأثرت سلوكياتهم وشخصياتهم بهذه الفوضوية .والتي اعتبرها غير متصلة بسلوك اليمنيين العرب وانما جاءت من اليمنيين العجم ابان تداول هؤلاء الغير عرب حكم اليمن
وحقيقة مثل هذا الواقع المتشابه قد تكلم عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ..وهو الواقع الذي يحصل فيه اختلاط الحسنات بالسيئات وازدحام الواجبات واجتماع المحرمات حيث يقول رحمه الله في المجلد التاسع عشر من مجموع الفتاوى
--- فأذا ازدحم واجبان لايمكن جمعهما فقدم اوكدهما لم يكن الاخر في هذه الحال واجبا ولم يكن تاركه لاجل فعل الاوكد تارك واجب في الحقيقة ..وكذلك اذا اجتمع محرمان لايمكن ترك اعظمهما الا بفعل ادناهما لم يكن فعل الادنى في هذه الحال محرما في الحقيقة وان سمي ذلك ترك واجب وسمي هذا فعل محرم باعتبار الاطلاق لم يضر ...الى ان قال ....وهذا باب التعارض باب واسع جدا لاسيما في الازمنة والامكنة التي نقصت فيها اثار النبوة وخلافة النبوة فان هذه المسائل تكثر فيها وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل ووجود ذلك من اسباب الفتنة بين الامة.فانه اذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم فاقوام قد ينظرون الى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وان تضمن سيئات عظيمة واقوام قد ينظرون الى السيئات فيرجحون الجانب الاخر وان ترك حسنات عظيمة والمتوسطون الذين ينظرون الامرين قد لايتبين لهم او لاكثرهم مقدار المنفعة والمضرة او يتبين لهم فلا يجدون من يعينهم العمل بالحسنات وترك السيئات لكون الاهواء قارنت الاراء
ولكن نجد ان ابرز ما يظهر لاقطاب هذه الفلسفة الكونية للواقع من اجل التعامل معه هو
اولا التعامل بالحيل مع هذا الواقع ..ولاتستغرب ان لهؤلاء فلسفة تأويلية للحيل
فلسفة الحيل
تعتبر مصر واليمن البوابتين الرئيسيتين اللتان دخلت منهما فلسفة الحيل الى العرب في الجزيرة العربية بسبب توغل الباطنية الفاطمية الصفوية فيهما..ولهم في هذه الفلسفة حجج دينية يستندون اليها كما ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين
فصل(حجج الذين جوزوا الحيل

قال أرباب الحيل: قد أكثرتم من ذم الحيل، وأجلبتم بخَيْل الأدلة ورَجْلها وسمينها ومهزولها، فاستمعوا الآن تقريرها واشتقاقها من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وأئمة الإسلام، وأنه لا يمكن أحداً إنكارها.
قال الله تعالى لنبيه أيوب: {وَخُذْ بيدك ضِغْثاً فاضرب به ولا تحنث} فأذن لنبيه أيوب أن يتحلل من يمينه بالضرب بالضِّغْث، وقد كان نَذَرَ أن يضربها ضرباتٍ معدودة، وهي في المتعارف الظاهر إنما تكون متفرقةً؛ فأرشده تعالى إلى الحيلة في خروجه من اليمين، فنقيس عليه سائر الباب، ونسميه وجوه المخارج من المضائق، ولا نسميه بالحيل التي ينفر الناس من اسمها.
وأخبر تعالى عن نبيه يوسف عليه السلام أنه جعل صُوَاعَه في رَحْل أخيه يتوصل بذلك إلى أخذه من إخوته، ومَدَحَه بذلك، وأخبر أنه برضاه وإذنه، كما قال: {كَذَلِكَ كِدْنا ليوسف، ما كان لِيَأخُذَ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله، نرفع درجاتٍ مَنْ نشاء، وفوق كل ذي علمٍ عليمٌ} فأخبر أن هذا كيده لنبيه، وأنه بمشيئته، وأنه يرفع درجة عبده بلطيف العلم ودقيقه الذي لا يهتدي إليه سواه، وأن ذلك من علمه وحكمته.
وقال تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْراً، ومكرنا مكراً، وهم لا يشعرون} فأخبر تعالى أنه مكر بمن مكر بأنبيائه ورسله، وكثير من الحيل هذا شأنها، يمكر بها على الظالم والفاجر ومن يعسر تخليص الحق منه؛ فتكون وسيلة إلى نصر مظلوم وقهر ظالم ونصر حق وإبطال باطل.
والله تعالى قادر على أخذهم بغير وجه المكر الحسن. ولكن جازاهم بجنس عملهم، وليعلم عباده أن المكر الذي يتوصَّلُ به إلى إظهار الحق ويكون عقوبة للماكر ليس قبيحاً.
وكذلك قوله: {إنَّ المنافقين يُخَادعون الله وهو خادعهم} وخداعه لهم أن يظهر لهم أمراً ويبطن لهم خلافه. فما تنكرون على أرباب الحيل الذين يظهرون أمراً يتوصلون به إلى باطن غيره اقتداء بفعل الله تعالى؟
وقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة وأبي سعيد «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلاً على خيبر، فجاءهم بتمر جنيب، فقال: أكل تمر خيبر هكذا؟ قال: إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاث، فقال: لا تفعل، بع الجميع بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جنيباً» وقال في الميزان مثل ذلك، فأرشده إلى الحيلة على التخلص من الربا بتوسط العقد الآخر، وهذا أصل في جواز العِيَنةِ.
وهل الحيل إلا معاريض في الفعل على وِزان المعاريض في القَوْل؟ وإذا كان في المعاريض مَنْدوحة عن الكذب ففي معاريض الفعل مَنْدُوحة عن المحرمات وتخلص من المضايق.
وقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم طائفةً من المشركين وهو في نَفَرٍ من أصحابه، فقال المشركون: ممن أنتم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن مِنْ ماءٍ» فنظر بعضهم إلى بعض، فقالوا: أحياء اليمن كثير، فلعلهم منهم، وانصرفوا.
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: احملني، فقال: «ما عندي إلا ولد ناقة» فقال: ما أصنع بولد الناقة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وهل يلد الإبلَ إلا النوقُ؟». وقد رأت امرأة عبد الله بن رواحة عبد الله على جارية له، فذهبت وجاءت بسكين، فصادفته وقد قضى حاجته، فقالت: لو وجدتك على الحال التي كنت عليها لوَجَأتك، فأنكر، فقالت: فاقرأ إن كنت صادقاً، فقال:

شَهِدْتُ بأنَّ وَعْدَ الله حقٌّ

وأن النار مَثْوَى الكافرينا وأن العرش فوق الماء طَاف وفوق العرش رَبُّ العالمين وتحمُله ملائكة كِرَام ملائكة الإلٰهِ مُسَوَّمينا

فقالت: آمنت بكتاب الله وكذبت بصري، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فضحك ولم ينكر عليه، وهذا تحيل منه بإظهار القراءة لما أوهم أنه قرآن ليتخلص به من مكروه الغيرة.
وكان بعض السلف إذا أراد أن لا يطعم طعاماً لرجل قال: أصبحت صائماً، يريد أنه أصبح فيما سلف صائماً قبل ذلك اليوم، وكان محمد بن سيرين إذا اقتضاه بَعْضُ غُرَمائه وليس عنده ما يعطيه قال: أعطيك في أحد اليومين إن شاء الله، يريد بذلك يومي الدنيا والآخرة، وسأل رجل عن المروزي وهو في دار أحمد بن حنبل، فكره الخروج إليه، فوضع أحمد أصبعه في كفه، فقال: ليس المروزي ههنا، وما يصنع المروزي ههنا؟ وحضر سفيان الثوري مجلساً، فلما أراد النهوض منعوه، فحلف أنه يعود، ثم خرج وترك نَعْله كالناسي لها، فلما خرج عاد وأخذها وانصرف، وقد كان لشُرَيح في هذا الباب فقه دقيق كما أعجب رجلاً فرسه وأراد أخذها منه، فقال له شريح: إنها إذا أربضت لم تقم حتى تقام، فقال الرجل: أف أف، وإنما أراد شريح أن الله هو الذي يُقيمها، وباع من رجل ناقة، فقال له المشتري: كم تحمل؟ فقال: احمل على الحائط ما شئت، فقال: كم تحلب؟ قال: احلب في أي إناء شئت، فقال: كيف سيْرُها؟ قال: الريح لا تُلْحَقُ، فلما قبضها المشتري لم يجد شيئاً من ذلك، فجاء إليه وقال: ما وجدت شيئاً من ذلك، فقال: ما كذَبتك. ..الى ان قال رحمه الله قالوا: وقد قال الله تعالى: {ومَنْ يَتَّقِ الله يجعل له مَخْرَجاً} قال غير واحد من المفسرين: مخرجاً مما ضاق على الناس، ولا ريب أن هذه الحيلَ مخارجُ مما ضاق على الناس، ألا ترى أن الحالف يضيق عليه إلزام ما حلف عليه، فيكون له بالحيلة مخرج منه، وكذلك الرجل تشتد به الضرورة إلى نفقة ولا يجد مَنْ يُقْرضه فيكون له من هذا الضيق مخرج بالعِينة والتورق ونحوهما، فلو لم يفعل ذلك لهلك ولهلكت عياله، والله تعالى لا يشرع ذلك،
ولعلك تجد هنا ان فلسفة الحيل عند هؤلاء الى جانب ان لها اصل علمي كوني نظري والمتمثل بالميكانيكا الموجية ..تجد ان لها اصل شرعي يحتجون به ...ولعل هذا بالضبط الذي جعل العديد من ابناء اليمن شمالا وجنوبا يعتبرون ان سلوك الحيل الذي غزا البلاد اليمنية من العجم والمتأثرين بهم كالحزب الحاكم وبعض احزاب اللقاء المشترك ..وصار سلوكا لايستطيع المرء ان ينجح في عمله اذا لم يجيد فلسفة الحيل- الدحبشة- وهي كما اقول ليست يمنية اصلا بل اعجمية ...لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الايمان يمان والحكمة يمانية- ..وهذه الفلسفة تضاد الحكمة وتقف معها على طرفي نقيض ..اي نعم ان الجزء الشمالي كان ابلغ تأثرا في بهذه الفلسفة – فلسفة سبَر حالك_ او كما يسميها اهل عدن ابين – تقلبوا- او- تدحبشوا- ولكن المتأثرين بهذه الفلسفة برزوا بسبب الحكم فقط ..كذلك الحال في مصر تجد ان هذه الفلسفة ازدادت برزت في غير العرب من المسلمين والاقباط اللذين اوصى بهم النبي صلى الله عليه وسلم خيرا ...وفلسفة الحيل هذه لايحبذها اهل السنه كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى
في اعلام الموقعين ج2
فلسفة الرشوة والسحت عندهم
.اما يوسف عليه السلام فقد كان بنظرهم الفلسفي للنصوص سارقا..((( ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل)))..وهي الصورة التي كانت قبل الرشد اما بعد الرشد فقد هداه الله تعالى للكيد ((( وكذلك كدنا ليوسف))) ..(((ايتها العير انكم لسارقون)))..ولعل هذا ما يفسر تجاوز بعض الحكومات التي تسير على فلسفة الفاطميين للنصوص ولعل اظهرها الحكومة اليمنية في عدم معاقبة ومحاسبة السرق والمختلسين للمال العام ..لانهم يرون ان يوسف عليه السلام كان يتصرف في المال العام مع اهل الصفوة من ابناء يعقوب عليه السلام دون الاستناد الى قانون الملك المصري ..
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في اعلام الموقعين ج1
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس