عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-06-07, 11:21 PM   #42
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,830
افتراضي

متحف شهيد الثورة (لبوزة) مأساة صنعها العابثون

صدى عدن - ردفان :
متحف شهيد الثورة أو متحف (لبوزة)، تأسس في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وافتتحه الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي أثناء زيارته لجنوب اليمن، ليضم تاريخ ثورة ويصبح محفظة لهذا الغرض الذي وجد من أجله. يتربع المتحف على تلة في قلب مدينة ردفان (الحبيلين) كحصن منيع أو قلعة شيدتها حضارة أفل نجمها منذ زمن سحيق.

المبنى دائري الشكل على شكل صدفة البحر، ينتصب وسطه برج مدبب نحو السماء بني بالحجارة وبشكل فريد يحمل مجسما لمارد الثورة مشعل شرارتها الشهيد الخالد راجح بن غالب لبوزة بمعوزه شاهرا بندقيته بيده اليسرى يحمل رداءه على ظهره ويده اليمنى على جبينه تخفف أشعة الشمس بينما هو ينظر إلى السماء مرفوع الرأس. وأنت على مشارف المدينة ترى هذا التمثال مهيمنا على المدينة وكلما اقتربت منه إزداد شعورك بالفخر وكأنك تشترك في معركة من معارك حرب التحرير من الاستعمار البريطاني التي شهدتها جبال ردفان خلال ستينيات القرن الماضي.

في زيارة قصيرة لمراسل «الثوري» قائد نصر والمصور عيبان المشرقي لهذا المعلم النضالي كشف حقيقة ما تعرض له المتحف النادر من العبث والنهب والصعود إلى المتحف يبدأ بدرجات اسمنتية من أسفل التلة التي يقع عليها، بجانب المتحف ثمة غرفة تبعد عنه 12 مترا تقريبا تتبع الحراسات التي كانت مخصصة للمتحف، تظهر عليها آثار رصاص رشاشات متوسطة قد دمرت نوافذها واخترقت جدرانها أثناء قصف الجيش المرابط في الجهة الغربية من المدينة في وقت سابق من الأعوام القليلة الماضية.

الدمار والخراب الذي تعرض له متحف شهيد الثورة من قبل أيادي العبث المتعمد لا يمكن وصفها، يقول المواطنون في المنطقة إن المتحف مغلق منذ غروب شمس يوم 7 يوليو وتمركز دبابة حرب 94.

مراحل التدمير والنهب لمحتويات المبنى

عقب انتهاء اليوم الأسود على الجنوب في السابع من يوليو 1994 تحول المتحف وبأوامر عسكرية عليا إلى ثكنة عسكرية للجيش ويمنع زيارة المتحف نهائيا من قبل الزوار أيا كانوا وظل المتحف محرما زيارته على الأهالي أو الاقتراب منه لعقد ونصف من الزمان.

طوال هذه الفترة ومحتويات المتحف الأثرية والثورية والتاريخية تواجه مصيرها المجهول، مع مرور الوقت حول المتحف - بعد إفراغ محتوياته بالكامل - إلى مخبز و (حدرة) لأفراد القطاع العسكري الذي كان متمركزا في المنطقة لسنوات.

دون أي اعتبار لمكانة ثورة الرابع عشر من أكتوبر، لم تترك يد العبث والإجرام والانتقام شيء إلا ودمرته ونهبته ولم يسلم منها تمثال الشهيد لبوزة، بل تعرض لتشويه ونهب فضيع وبيعت منهوبات التمثال والمتحف في آن واحد.

حتى أن نوافذ وأبواب المبنى لم تسلم أيضا من ايادي النهب والعبث.

كل شيء في المتحف نهب وكسر (نوافذ، أبواب، شباك، مصابيح، مراوح) حتى الاسلاك المدفونة في باطن الإسمنت جرى إخراجها وبيعها.

بعدها تحول إلى مأوى للحيوانات ومكان لقضاء الحاجة.

أحجار وأشواك وضعها فاعل خير من الأهالي بدلا عن الأبواب الرئيسة لكنها لم تحول دون دخول من هب ودب إلى المبنى.

إلى ما قبل عام تقريبا كان الحجر الذي نقش عليها بشكل فني رائع أسماء شهداء الحمراء التسعة الذين قتلوا في العام 1945 في الحمراء بردفان أيام الاستعمار كانت ما تزال في واجهة المبنى، اليوم لم تعد موجودة بعد أن تم إزالتها ونهبها.

لم يتبق من آثار ومعالم في المتحف سوى تمثال لبوزة وبقايا مروحية أسقطها آل قطيب في معركة الحمراء من العام 1945 حتى قبل العام 1994 كان هذا المتحف وجهة الزائرين لما يحويه من معالم ثمينة وثقافية كثيرة.

تجاهل رسمي

لم تعر السلطة المحلية ولا دائرة الثقافة أي أهتمام لما حدث ويحدث لمتحف الشهيد لبوزة، يقول عضو المجلس المحلي لمديرية ردفان فاروق عبدالرزاق: عقب حرب صيف 94 على الجنوب صار المتحف شاهدا على وحشية وهمجية النظام العسكري القبلي وحقده على معالم ومؤسسات الجنوب.

بعد خروج العسكر من المتحف سلم إلى السلطة المحلية بردفان، يضيف عبدالرزاق: ثمة جهود نبذلها لاستعادة منهوبات المتحف وإعادة مكانته الوطنية والتاريخية.
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس