[حسين بن طاهر السعدي]

صحيفة يافع
عبدالله الصحاف

بالأمس احتفل جنوب اليمن بمناسبة اليوم الوطني لجنوب اليمن ، وهذا اليوم بالنسبة لنا نحن الجنوبيين يعتبر يوما ً مفصليا ً في خضم الأحداث العربية ، حيث نعتبر في جنوب اليمن أننا أول حركة عربية دشنت كحركة وطنية سلمية تناضل بدعم شعبي منذ عام 2007م قدمت أكثر من ألف شهيد والآلاف من المشردين والمطاردين والمعتقلين والجرحى قبل أن يخرج الشعوب العربية لساحات النضال وإسقاط الأنظمة القمعية والفاسدة .
مدخل الفكرة هي قناة الجزيرة ومافعلته بالأمس في عدن كان سقوط مدوي كشف الكثير من المآرب والمسارات في الإعلام الذي كنا نرى فيه مهنية إعلامية صادقة نؤيدها ونحبها بل وننتصر لها رغم أنها ليست بحاجة لنصرة الإنسان العربي إلا أننا هكذا ننطلق من مبادئ في نصرة الأحبة وقول الحق لطالما هم في مسار الأمة العربية .
بالأمس أقدمت قناة الجزيرة على تنصيب كيمراتها في مدينة كريتر على ساحة بسيطة فيها شباب التغيير من الثورة اليمنية ، من حقها أن تنصب تلك الكيمرات بما أنها قناة إعلامية تبحث عن الحدث والسبق ، ونؤيدها على هذا ونفخر بهذه الأعمال الجليلة في متابعة الخبر لإيصاله للرأي العام العربي والعالمي .
إلا أنه من المعيب حينما تسقط في التزييف والكذب والسقوط المدوي أمام الأشهاد وفي محاولة منها في طمس أعمال وأفعال الشعوب التي تناضل منذ سنوات لاستعادة الشرعية لها في تقرير مصيرها . لذا كتبنا هذا الرأي لما تابعنا من سقوط مدوي بالأمس في جنوب اليمن لقناة الجزيرة .
حيث أن شعب الجنوب خرج على طول وعرض الجنوب في مظاهرات حاشدة ترفع الأعلام الجنوبية وتنذر العالم بالخطر على أننا قادمون بقوة نحو فجر دولة الجنوب شاء من شاء وأبى من أبى هكذا قالها شعب الجنوب إلا أن التجاهل لإبراز هذا الخبر كانت قناة الجزيرة أحد المزورين ونشر مايخالف الحقيقة ... ونحن منذ زمن طويل نعتبرها القناة العربية الثورية والمهنية . لكن بهذا السقوط المدوي لدينا في عاصمة الجنوب "عدن " كانت قوية لأنها ظهرت بالمظهر الغير لائق في المهنية في المساعدة على طمس الحقيقة وابتعدت عن مفهوم الإعلام " الصورة تتحدث ".
سقط مراسليها بالزيف والبهتان وطمس ماجرى على الأرض الجنوبية ظهرت قناة الجزيرة بالأمس في بثها المباشر من مدينة كريتر عدن وتجاهل شعب الجنوب على طول وعرض الجنوبي في ساحة المنصورة والتي حضرها عشرات الآلاف وصفت بالمسيرة المليونية كما تجاهلت ساحة الهاشمي مدينة الشيخ عثمان والتي كانت سيلا ً جارفاً بصورة جنوبية ، تقول " نحن ها هنا .
كما تجاهلت مسيرات عشرات الآلاف في محافظة لحج في صورة شكلت الجنوب . بالإضافة إلى جذور التاريخ محافظة حضرموت والتي كانت سيولا ً جارفة يرفعون الصوت الواحد في المسيرات " ثورة ثورة يا جنوب " لإستعادة الشرعية للشعب الجنوب وتقرير مصيره على أرضه .
هنا نرى سقوطا ً في صورة جلية أمام الأشهاد لقناة الجزيرة والتي كنا ومازلنا نرها مركز ونبض الشعوب العربية ... ولا نملك إلا أن نقول " حسبنا الله ونعم الوكيل " كنا نظن أن المهنية هي الأساس في النقل للخبر ... ولكن شاءت الأقدار أن توضح من قلعة "أول حركة وطنية عربية سلمية بما يسمى الحراك الجنوبي السلمي " أن تسقط قناة الجزيرة مهما علا صيتها و صوتها إلا أنها أظهرت حقيقة الهدف والمسار لديها وظلم الشعوب الحية ....
كم كنا نأمل منها أن تكون مدرسة الأمة العربية في الإعلام المهني ونبض الأمة إلا أن رقصتها على رؤوس الثعابين ظهر جليا ً .
وأخيرا ً المؤسف حينما نصبت الكيمرا في مدينة كريتر عبر قناة الجزيرة مباشر تنقل حدثاً بسيطاً بينما الجنوب ينتفض بوجه نظام صالح على طول وعرض الجنوب وتتجاهله الجزيرة وأيضا ً و سائل الإعلام المختلفة ونخص هنا بالذكر " الجزيرة "لأنها كانت متواجدة في بث مباشر من عاصمة الجنوب عدن - كريتر من ساحة التغيير في حالة غريبة من التجاهل للحدث الأبرز في العاصمة الجنوبية عدن لفعاليات الحراك الجنوبي والتي كانت الأبرز والقوة المفروضة على الأرض ...و في وضع دقيق و تعلم فيه أنا الجنوب يمر في مرحلة الخطير المحدق بالجميع .؟


عبدالله الصحّاف
كاتب رأي عربي
15 أكتوبر 2011م