عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-10, 12:14 PM   #1
NoOne
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-18
المشاركات: 1,095
افتراضي الأخ الرئيس البيض: ألم يأن الأوان أن تتصرف كرئيس ؟ ( رأيكم مطلوب )



بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الرئيس علي سالم البيض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد :

أتمنى أن تصلك رسالتي وأنت في وافر الصحة والعافية وأتمنى إن وصلتك إن تحقق ولو بعض الفائدة المرجوة منها
ولكي لا أطيل عليك لن أطيل الحديث فيها عما تعرض له شعبنا خلال ما يقارب الخمسين عاما الماضية لعدم فائدة ذلك ولأنك أدرى مني ومن غيري بذلك وبتفاصيله
لكنني سأحاول أن أختصر الحديث ليشمل فقط ما بعد ظهور حراكنا السلمي الجنوبي المبارك بإذن الله
فبعد ما حصل وبعد ما سمي وحدة وتحولها لاحقا إلى احتلال عسكري صريح وبعد معاناة عاشها شعبنا الجنوبي البطل أستطاع هذا الشعب أن يلملم جراحه وأن ينهض من كبوته وأن يستعيد دوره القيادي والريادي في وطنه في وقت قصير وقياسي بعمر الشعوب، وأستطاع عبر مراحل عديدة وبأشكال متعددة أن يصل إلى لحظة الحقيقة وأن يبهر العالم بشكل غير من مسبوق من أشكال النضال السلمي الشعبي والذي لم يسبقه إليه أحد شكلا ونوعا ومسمى
وأستطاع هذا الشعب المقدام وفي وقت قصير منذ بدء الحراك أن يحقق قفزات نضالية سريعة في وقت قصير من عمر الزمن لم يتجاوز الأعوام القليلة
و تمكن هذا الشعب بنضاله وتضحياته من فرض قضيته على العالم أجمع وأصبحت هذه القضية تشغل حيزا لا بأس به إقليميا ودوليا، سياسيا وإعلاميا
وتوالت التطورات والتغيرات والمراحل المتلاحقة للأحداث التي حدثت على مجرى الحراك، ولعل أحد هذه المراحل المفصلية و الانتقالات النوعية تمثلت بعودتكم إلى الساحة و استجابتكم وقبولكم بتكليف وتشريف شعب الجنوب لكم لتكونوا في مقدمة الصفوف ولتمثلوا قيادة شرعية وواجهة حقيقية تلتزم خياراته وتطالب بمطالبه وتمثله خير تمثيل
وبالفعل فلقد كان لهذا الحدث دلالاته الرمزية والفعلية وشكل تغييرا ونقلة نوعية للإمام بما أضفتم عبره لنضالات شعبنا إن في الشكل العام أو في المضمون داخليا وخارجيا ولا يستطيع أن ينكر ذلك الا جاحد
وبالفعل أصبح العالم وأصبح أبناء الجنوب يتوقعون منكم الكثير
وبالفعل ربما هم حملوك أكثر من طاقاتك وأكثر مما تستطيع إنجازه
لكن كخلاصة فلقد إستبشر الجنوبيون حينها كثيرا بذلك وكانوا بين بسيط يظن أن لديك عصا سحرية ستحل بها كل المشاكل المتراكمة عبر التاريخ واللمشاكل الحديثة التي بدأت تظهر، بل وصل الحال بهم أن يظنوا أنك ستعيد لهم وطنهم بين ليلة وضحاها ، وبين من تمنى أن تساهم قدر إستطاعتك ونتيجة لما تحمله من رمزية وشرعية في إختصار الجهود وفي الوصول للأمل المنشود عبر طرق شتى
وهكذا قبل بك الجنوبيون رئيسا شرعيا لهم وأنت كذلك، وأطاعوا أوامرك والتزموا بتعليماتك ليس بدءا من الرايات الخضراء و لا إنتهاءا برفع صورك بل وحتى الإستشهاد وهم يحملونها
أخي الرئيس لقد كان حينها ولازل الشعب الجنوب يحتاج إلى قائد ، يحتاج إلى رمز يحتاج إلى مؤسسة ويحتاج إلى عنوان يخاطب عبره العالم ويخاطبه العالم عبركم ولقد رأى فيكم الغالبية ذلك
وهكذا كان

بداءت بالإنغماس في تفاصيل الحدث وتفاصيل التفاصيل وبداءت تتعرف على الحقائق وتقابل كل الأطراف وتتابع كل الهموم وكل التطلعات وكل المشاكل وكل التكوينات

وقد تشكلت قبل ظهوركم وأثناءه وبعد بعض ما سميت حينها ( المكونات السياسية الجنوبية ) شكليا كحوامل للقضية الجنوبية وموجهة لها
ولاحقا ظن الجميع أن الحدث الأهم هو توحيد أو دمج بأي شكل من الأشكال هذه المكونات لتشكل رافدا للحراك وقائدا ميدانيا ومؤسسيا وسياسيا له
وكان الناس ينظرون إلى دوركم في هذا الأمر وفي غيره وإلى دوركم في بناء المؤسسات الشعبية الجنوبية السياسية وغير السياسية
ومن تواصلكم مع الناس ومع مختلف الإتجاهات يبدو أنكم أحسستم بصعوبة الأمر وتعقيد الوضع ويبدو أن البعض قد أوصل لكم قناعات غير حقيقية أو على الأقل مضخمة عن ضرورة مراعاة الخصوصيات الجنوبية وعدم إتخاد القرارت وترك الناس ليصلوا لما يناسبهم وعدم المواجهة وعدم القز على مايسمونه واقعا
وربما أيضا أفرطوا في تصوير هشاشة الوضع الجنوبي وأفرطوا في تصوير عدم تجدر تصالحه وتسامحه وأن أي شيء يأتي منكم وفقا لدوركم الطبيعي كرئيس شرعي للجنوب ربما سيعرقل هذا التجدر
وأيضا وأيضا ربما أقنعوكم بأن دوركم هو الدور الرقابي اللافاعل أو دور الأب والأخ الذي يجب أن يرى الجميع بعين واحدة
ومع صحة هذا الكلام إلا أن يتناقض مع الواقع ومع الحقائق لون يثمر نجاحا

فالأب عليه أن يساوي بين أبناءه جميعا لكن ليس عليه أن يساوي بين المسيء والمحسن ، وعليه أن يراقب ويتابع لكن أيضا عليه أن يتدخل ويأمر ويقرر

شعب الجنوب أخي الرئيس سر كثيرا بعودتكم وظن أنكم ستزيحون من على عاتقه مسئؤلية إتخاد القرارت المصيرية وعبئها
شعب الجنوب ألأخي الرئيس يريد منكم أن تبنوا له دولة ولو في ظل الإحتلال ، شعب الجنوب يريد مؤسسات دولة ولو بشكلها المبسط ( مجلس وطني أو برلمان إنتقالي مؤقت ولجنة حكماء ولجان لمختلف التخصصات وقيادات ميدانية وغيرها )
شعب الجنوب بل والعالم أجمع يريد أن يرى تصور واضح ومبسط لدولته المستقبلية ، يريد دستورا عاما وشكلا عاما لما سيكون عليه الوضع لاحقا
يريد قيادة واضحة المعالم وتسلسل هرمي للقيادة يعرفه الجميع ويتبعه الجميع ويطيعه الجميع طوعيا
شعب الجنوب يريد منك أن تكون رئيسا شرعيا له وبايعك على ذلك ويريد منكم أن تتعاملوا كرئيس شرعي

شعب الجنوب أخي الرئيس لم يصل إلى درجة من الرفاهية ليكون لديه رئيس فخري
شعب الجنوب لم يبايعكم بالدم لتكون مراقبا أو محايدا أو لتكتفي بمتابعة المشهد


قد يقول قائل أن لا إمكانية لذلك وأن لا سلطة فعليك لك أو لغيرك وأنك لا تمتلك جيشا أو عسكرا أو مؤسسات دولة نظامية على الأرض لينفذوا أوامرك
ونقول لك أخي الرئيس أنك تمتلك شعبا سسينفذ ما تأمر به ونفذ ما أمرت به طوعيا

تمتلك قدرات على الضغط المعنوي والطاعة الطوعية تجعل لديك قوة أكبر من كونك تحتاج لأي قوة
تمتلك حب الناس وأمل الناس ومصير الناس الذي سلموك إياه طوعا
تمتلك إلتفاف الشعب حولك كقائد ورمز طالما إلتزمت بما أختاروك أصلا لأجله
وبعد هذا كله لن تحتاج ولن تحتاج لتفرض على معارضيك أي شيء أكثر من أن تتركهم لحالهم لينفض الناس من حولهم
عليك أنت تبدأ من اللحظة التشاور مع الصادقين والحكماء والمخلصين وأن تصفر عددات قرراتك الرئاسية وتبدأها بـ ( بسم الله وبعد التشاور قررنا )
عليك أن تتوقف على المراهنة عن إمكانية أن تحقق هذه المفاوضات العبثية وتلك الجهود التي لا لزمة لها أن تحقق توحدا لكيانات وهمية لا خلاف جوهري بينها ، وأن وجد خلاف فهو خلاف لايني القضية بل يعني المعارضة اليمنية والنظام اليمني والذين عبر هذه المكونات يريدون أن يسيطروا أو يتغلغوا إلى حراكنا
لا وقت لوضع العربة العربة قبل الحصان فنحن لسنا في دولة مستقلة ولدينا أحزاب سياسية تتنافس على برامج تفصيلية
نحن في مرحلة الهدف الوحيد مرحلة النضال الوطني الجامع
وما يفرق هذه الكيانات لن يجعل منها قادرة على التجمع مهما كان هذا الجهد المبذول
وما يفرق هذه الكيانات لا يستحق أن تضيع عظمة حراكنا بسبب تفاصيله
فبعد أن كان العالم يتحدث عن حراكنا وعن أعاجيبه أصبح يتحدث عن تفرقنا ونحن فعلا موحدين ولا يوجد مايفرقنا
أخي الرئيس عليك أن تدرك أنه عبر التاريخ وفي كل نضالات الشعوب كان هناك تيار رئيسي عريض يحمل نبض الشعوب وأهدافها ويتحرك وفق ما تريد وكان بالضرورة تتواجد إلى جواره روافد ترفده أحيانا وتخرج منه أحيانا فتضمحل
عليك أن تدرك أنه من المستحيل أن تصل إلى حل يرضي جميع الأطراف خصوصا المستفيدة وصاحبة الهموم الشخصية لا الوطنية
وعليك أن تدرك أن الشعب ليس هو من نتحدث عنهم وانه لا يعنيه كل الترهات وإن إرضاءه يكمن في تحقيق هدفه والسير على الطريق الذي سيحقق هدفه
أخي الرئيس توكل على الله وإنه ِ هذا الفوضى أما بأن تمنح المتخاصمين وقت نهائي ليصلوا فيه إلى حلول ويرفعوا لك من سيصدر قرارك بأسمائهم أو تختار بعد مشاورات قيادات ميدانية لا سياسية شابة تستحق أن وجديره بحمل القضية ونصرتها
توكل على الله وشكل مجلس وطني من كل الفئات والتوجهات والتيارات والنخب والمناطق بعيدا عن هذه الكيانات العبثية
وإن شئتم فشكل مجلس رديف لا معنى له لهم وليأخذوا وقتهم في الإتفاق أو عدمه بينهم ليشغلوه بمن يتفقون عليهم
قدم تصورات واضحة عن دستور وشكل دولة
خاطب العالم وأستند لشعبك ومره وسيطيعك
لا تصدق أن ما يجري ديمقراطية لان هناك خيط رفيع بين الديمقراطية والشورى والتشاور وبين العبث الذي لا يؤدي لإنجاز ولا يتخد به قرار
العالم لاتهمه ديمقراطيتنا الداخلية ولا يهمه إلا أن يرى شكل دولتنا المستقبلي ويرى قيادة فعلية موحدة تأمر فتطاع وتستطيع الإلتزام بما تعد به وشعبك لن يخذلك


أخي الرئيس من النادر أن يعطي التاريخ لشخص واحد فرصتين وأنت حظيت بأكثر من فرصتين فلا تضيع هذه الفرصة لأن التاريخ وحتى شعبك لن يرحمانك لاحقا
توكل على الله وأعتمد على جيل الشباب وغير الشباب من المخلصين وشاور مرة وعشرا لكن لا تتوقف عن إتخاذ القرار
فإن قررت أن تصبح رئيسا وتتصرف كرئيس وأدركت أنه آن أوان أن تتصرف كرئيس فأنت لها
أما إن وجدت أنك غير قادر على ذلك فلا يحمل الله نفسا الا وسعها
لكننا فعلا كشعب في مرحلة كهذه بحاجة لرئيس ونتمنى أن تكون أنت رئيسنا وبايعناك رئيسا لنا فإن لم تستطع أو لم ترد فلن نعدم أن نجد رئيسا


وختاما يشهد الله أنني أحبك أكثر مما تتصور وأن كلامي هذا بدافع الحب أكثر من سواه
ويشهد الله أنني أحبك أكثر مما تتصور لكن أحب شعب الجنوب ومستقبل شعب الجنوب أكثر من أي شيء آخر في الكون مهما كان عزيزا على قلبي




اللهم هل بلغت ، اللهم فأشهد

إن ينصركم الله فلا غالب لكم


تحياتي



التعديل الأخير تم بواسطة NoOne ; 2010-10-10 الساعة 12:19 PM
NoOne غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس