[ابوليث الشعيبي]

شييء مما كتبه الكاتب الجنوبي د فاروق حمزه عن الاحتفال الاكتوبري
الطيف - خاص
يا حكام نظام صنعاء .. يا من تحتلون دولتنا دعونا نحتفل بذكرى إستقلالنا إحتفالا جنوبياًً الثلاثون من نوفمبر هو يوم إستقلال دولة الجنوب
في الواقع إنها لذكرى جنوبية خالصة، وخاصة بأبناء الجنوب وحدهم كل أبناء الجنوب، وهي الذكرى العزيزة والغالية على قلوبنا نحن جميعاً، أبناء الجنوب، يوم أغر، يوم أن أعلنا به قيام دولتنا، يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م، ومما يؤسف له حقاً، بأننا نحتفل اليوم في الثلاثين من نوفمبر للعام 2007م بذكراها الأربعين، ونفس بلادنا التي قد تحررت بمثل هذا اليوم قبل أربعين عام، نجدها اليوم، وقد عادت لإحتلال من نوع آخر، أكثر سوءاً وضرراً لنا ولدولتنا، والتي هي اليوم قد صارت تخضع لإحتلال عسكري قبلي همجي وإستيطاني من قبل دولة الجمهورية العربية اليمنية، أي من قبل الدولة الجارة العربية المسلمة، والمتغطرسة في تماديها الشنيع على كل مقومات دولتنا، بإجتياحها العسكري لكل أراضي دولة الجنوب بحربها هذه الظالمة علينا وعلى دولتنا، وهو ما قد عرفه العالم أجمع، بإنه قد احتلت الجمهورية العربية اليمنية بالقوة العسكرية كامل تراب دولة الجنوب، من ميون في مضيق باب المندب غربا، حتى حدود عمان شرقا في 7 يوليو 1994. وبذلك وقعت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أي دولتنا، تحت الاحتلال المباشر للجمهورية العربية اليمنية، وهو ما نراهم به اليوم ويحاولون تسمية هذا الإحتلال والإغتصاب لدولتنا، كي يبرروا لأنفسهم كل جرائمهم المرتكبة بحقنا وشعبنا وبدولتنا، وكأن المسألة هي موضوع وما تسمى بوحدة، لم يعشها شعبنا إطلاقاً، لا، بل ولا نلمسها نحن ولا لمثقال ذرة، وإن كل ما يجري هو فقط عبارة عن قتل وذبح وإرهاب وتجويع وإذلال وقهر وتشريد وتهجير وخطف أطفال وتمزيق للأسرة وتفتيتها ونهب وسلب لكل ثروات الجنوب وأراضيه، فباختصار شديد إن ما يجري، هو مبدأ إلغاء دولة الجنوب وإبادة أبنائه. وبأقذر الأساليب والوسائل والطرق.


ومما يؤسف له حقاً، بأن هؤلاء المحتلون قد أرادوأ أن يضحكوا على أنفسهم ليس إلا، قبل العالم، مفتكرين بأنهم قد أحتلوا دولة الجنوب وهو ماكان حلمهم بها، ولو حتى الدخول لزيارتها، فهم اليوم يتقاسمونها بينهم البين، وكأنها ملكهم هم، بل وقد أعتبروها في العقد النافع، وطز بأبناء الجنوب، وبالعالم أجمع، المهم أنهم قد حصلوا على غنيمة حرب، وهو ماقد تعودوا عليه هكذا بنظامهم هذا في بلادهم، إن لم نقل وهذه هي حياتهم وطرقهم المعتادة، مستفيدين من السكوت العارم، أكان بما فهموه النضال السلمي الحضاري لأبناء الجنوب، من خلال المسيرات والإعتصامات الحضارية السلمية، والمطالبة السلمية بالحرية والسيادة والإستقلال، أم صبر المجتمع الدولي وعليهم، وهو ماقد توهموه بهكذا، وكأنه مجرد المصادقة لهم بإحتلالهم هذا لدولتنا، الأمر الذي أعتقده أنا أنه حقاً الطعم الأساسي في الأسباب الصحية القادمة، بمحاسبة مرتكبي هكذا جرائم حرب كانت، أم بحق الإنسانية لكل الأنظمة المتخلفة المعتقة، والمانعة لتطورات الشعوب، أم لجعلهم يكونوا نموذجاً في تقويض حريات وكرامة الشعوب، أم في العداء للأمن والسلم العالمي، وهو م قد وقع في فخه حكام نظام صنعاء بتهورهم هذا، وبليس فقط ما يدعون به ممن قد خسروا كل منافعهم ومصالحهم وأحبائهم ليس إلا فقط، ولكن ما قد أرتكبت من جرائم بحق دولة بأكملها هي دولة الجنوب، وشعب لدولة بأكمله هو شعب دولة الجنوب، مورست عليه كل أساليب الإبادات الجماعية والتطهير العرقي والعنصرية، والتعامل بفصيلة الدم، وإستمرار جرائم الحرب فيه، أكانت المباشرة أم بالصورة الغير مباشرة.

إن حكام نظام صنعاء وبسخريتهم هذه لنا، نحن أبناء الجنوب، والتي لم ولن تبرر لهم إطلاقاً، الذين يلعبون بكل الأوراق، بل ويوهمون البسطاء وبأنهم جزءاً منا، والحقيقة أنهم الغرباء عنا، بل الذين ليسوا بمنا إطلاقاً، إنما هم أصلاً ممن يحتلون دولتنا، وممن قد أرتكبوا أفضع الجرائم بحقنا وبدولتنا. أعتقد إن عليهم أن يكفوا عن اللعب والتلاعب، وبكل ما يعملونه بفهلوتهم هذه، فالشطارة السياسية لا تسمح لهم وبإحتلال دولتنا، لا ولا أن يتمعقلون عليها، أو أن ينصبوا أبناء دولة الجمهورية العربية اليمنية، أي أبناء جلدتهم علينا أو على دولتنا، فهم براني غرباء أبناء دولة أخرى، أما ماقد تعودوا عليه، وعلى ممارسة كل أساليب القهر والظلم ولشعبهم في الجمهورية العربية اليمنية، وأرادوا بتكرار ذلك بفهلوة على دولة الجنوب وأبناء الجنوب، فاكرين بأن شوية مال هو أصلاً ومن حقهم، بل وتوزيع شوية وظائف وهو أيضاً من حقهم، وبأنهم سيستمرون في إحتلالهم لدولة الجنوب، خاصة وأنهم ينهبون ويسلبون كل ثروات دولتنا، فهذا بعدهم، وإن أبناء الجنوب أسمى وأكبر من ذلك التدني في التعامل والمغالطات، بل ولا لهم في الطلب بشئ سوى تحرير وطنهم المحتل.
وفي ختام مقالنا هذا، يبدو أنها لمناسبة طيبة أن ندعو حكام نظام صنعاء، والكف عن إحتلال بلادنا، فهم أصلاً ما يفترض منهم حماية الدول والشعوب العربية، وليس بإحتلالها والتعذيب لشعوبها، أم إعطاء النموذج السئ للمنظومة الدولية وبالصورة القاتمة عن العرب وتفكيرهم، كما نطالب حكام نظام صنعاء إطلاق سراح كل الأسرى الرهائن الجنوبيين في معتقلات الإحتلال، وعلى رأسهم المناضلين القياديين الميدانيين الأستاذ/ حسن أحمد باعوم والأخ/ العميد الركن ناصر علي النوبة، الذين تعتقلونهم زوراً وبدجل وكذب، وهو ما تخشونهم أنتم كونهم جنوبيين، بل لأنهم ممن هم يتسابقون وجبل شمسان في الصمود، لأنكم بإحتلالكم هذا لبلادنا قد تعودتم، إن لم يكن هذا هو أسلوبكم، وما يبرز إلا ما تريدونه أنتم، وبحساباتكم أنتم وفقط، وهو ما يفترض أن تراجعوا كل حساباتكم، فدباباتكم وجنازيركم وكل عساكركم العلنيين والغير علنيين وهم بالملايين، لم ولن تُخضع شعب الجنوب وحقه في نيل الحرية والسيادة والإستقلال، كما نقول لكم أنتم ويا حكام نظام صنعاء .. يا من تحتلون دولتنا، بل ونترجاكم بأن تخرجوا من بلادنا وكل أبناء جلدتكم كي نتمكن لوحدنا في بلادنا أن نحتفل بعيدنا القومي هذا، فدعونا نحتفل بذكرى إستقلالنا إحتفالاً جنوبياً، فالثلاثين من نوفمبر هو يوم إستقلال دولة الجنوب، ولكم منا أسمى التحيات وكل عام وأنتم بخير.

د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه عدن في نوفمبر 17 2007 [email protected]