عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-09-23, 04:51 PM   #2
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي




نحو فهم أعمق و أفضل للتعقيدات

الهائلة جداً في أنواع و أشكال الدول الأتحادية

بقلم: فضل عبدالله أحمد القُديمي
قبل الدخول في صلب المسألة لا بد أولاً من توضيح لماذا هذا الموضوع مهم جداً بالنسبة لنا كجنوبيين

في هذه اللحظة التاريخية الحرجة ؟
بعد هذه الدماء الغزيرة التي سالت و كل هذا الخراب والدمار صار مطلب الاستقلال أو على الأقل

الحصول على حق تقرير المصير للجنوبيين هو الهدف الرئيسي للأغلبية الساحقة و لكن يجب أن ننتبه

أن هذه مسائل تتحكم بها عادة الدول الكبرى و دول الإقليم ذات الثقل و لا تتعلق فقط بما نريده

نحن لوحدنا....أنا شخصياً أتمنى أن ينجح الساسة الجنوبيين في الحصول على موافقة دولية لمطالبنا

في الاستقلال أو نيل حقنا في تقرير المصير...و السياسي الجنوبي الذي سينجح في ذلك سنعمل له

تمثال مطلي بالذهب في أشهر ميادين مدننا.... ولكن يظل هناك احتمال وارد بأن نواجه حائط صد

دولي يمنعنا من الحصول على الاستقلال أو نيل حق تقرير المصير فما العمل حينها للخروج من هذا

المأزق؟ أنا رأيي أن النزاع الطويل مع القوى الدولية ليس في صالحنا لأن وضعنا الداخلي لا يحتمل

ذلك !! و كذلك الخضوع التام لأطماع القوى الدولية الكبرى لا يحتمله وضعنا الداخلي أيضاً !!

عندها لا يبقى أمامنا إلا اللجوء إلى خيار (وسطي) و هو الدولة الأتحادية بين دويلة للشمال و

دويلة للجنوب ذات مواصفات كونفدرالية كـ "مخرج طوارئ" من هذا المأزق الحرج و مكره أخاك لا بطل

!!
لندخل الآن في صلب الموضوع...النظام الأتحادي للدول تعريفه الصحيح و الكامل كما يلي: (( هو

أسلوب أو فلسفة أو نظام لتقاسم الصلاحيات السلطوية (السلطة) بين عاصمتين (مركزين للسلطة) أو

أكثر و بطريقة تناسب المصالح السياسية و الأجتماعية الأقتصادية و الأمنيَة للأطراف المعنية و على

حسب توازن القوى للأطراف المعنية أيضاً !! و هذا التقاسم له أشكال و أنواع لا نهاية لها عددياً و

نوعياً و ما طبّق منها في دول العالم لا يعني نهاية لتعددها بل أن كل نظام أتحادي جديد هو

بالضرورة نوع جديد لأنه أتى ليلبي الحاجات الخاصة لمجتمع خاص موجود في زمان و مكان خاص ))
و يجب التعامل بحذر شديد مع المصطلحات الشهيرة التي تطلق على بعض أشكال الأنظمة الاتحادية و

أقصد بالذات مصطلحي (الفيدرالية و الكونفدرالية) لأن معانيها ليست كاملة و إنما هي فقط تقريبية

و نسبية و مجرد محاولة توصيفية فقط لا تحيط بكل تعقيدات الأنظمة الأتحادية .... فالكنفدرالية

تحترم مبدأ السيادة الدولية لأعضائها و الفيدرالية لا تحترم السيادة الدولية لأعضائها
....فمثلاً لا توجد حدود فاصلة قاطعة مانعة بين مفاهيم المصطلحات الثنائية التالية: ((بين

الكونفدرالية و الاستقلال)) أو ((بين الفيدرالية و الكونفدرالية)) أو ((بين الفيدرالية و الدولة

البسيطة الأندماجية)) فالتداخل و التشارك موجود بين كل هذه الثنائيات .....و سأعطيكم مثال على

التداخل و التشارك بين الفيدرالية و الكونفدرالية في النظام الاتحادي الإماراتي ...إمارة دبي

مثلا لها سياسة اقتصادية خاصة و لديها طموحات مالية و اقتصادية على مستوى عالمي يتجاوز القطر

الإماراتي و هذه صفة كونفدرالية بشكل واضح .. كذلك مسألة وجود أسرة حاكمة في كل إمارة تحكم

بالأسلوب العربي التقليدي و هذا صفة كونفدرالية أيضا و بالمقابل لدى الأمارات العربية المتحدة

جيش واحد و هذه صفة فيدرالية أي أن النظام الاتحادي الإماراتي هو خليط من الأسلوبين الفيدرالي و

الكونفدرالي و مفصل تفصيلاً خاصا لتلبية حاجات و متطلبات الشعب الإماراتي بمختلف تكويناته
و نحن في الجنوب لنا أحتياجاتنا الخاصة التي يجب أن تلبى من قبل أي نظام أتحادي و أهم هذه

الاحتياجات على الأطلاق هو تأمين الجنوب أمنياً و عسكرياً و قضائياً من غزوات همج "حاشد و بكيل"

تأمين نهائي و أبدي و مطلق .. لذلك ستكون للمسائل الأمنية الأولية المطلقة و أكيد ستكون ذات

مواصفات كونفدرالية في أي نظام اتحادي قادم قد تضطرتنا إليه ضرورات سياسية قاهرة...مع تحياتي

**********************

خارطة طريق :
دويلتان و شعب واحد و ثلاثة دساتير !!
الكونفدرالية
الطريقة الأسرع و الأمثل لإنهاء الحرب و الأزمة السياسية في اليمن

و بدون مقدمات أسهل و أسرع طريقة لإنهاء الحرب و إيجاد حل نهائي للأزمة السياسية في اليمن هو

بتأسيس دولة أتحادية كونفدرالية تتكون من دويلتان واحدة شمالية و واحدة جنوبية ترتبطان معاً

عبر اتحاد تعاهدي كونفدرالي يسمح للشعب اليمني بالعيش و التنقل بحرية (حدود الدويلتين

المشتركة ستضل مفتوحة بالمطلق للناس و البضائع)
على أن يكون لكل دويلة دستورها الخاص و حكومتها الخاصة و مجلس نوابها الخاص و قوانينها الخاصة

و جيشها الخاص و قوات الأمن الداخلي الخاصة....الخ
(( جيشا الدويلتين يجب أن ينص على محدودية تسليحهما بحيث يكونا جيشان دفاعيان فقط و لا يملكان

قدرات هجومية أو قدرات أحتلالية لأراضي الغير !!))
على أن يكون هناك دستور ثالث بسيط (أتحادي ) ينّظم العلاقة بين الدويلتين
و فقط الشؤون الخارجية و شؤون النفط و الثروات المعدنية و الجمارك ستديرها حكومة مركزية تتشكل

مناصفة بين ممثلي حكومتي كل من الدويلتين (بالتعيين المباشر) على أن تدار الأمور في الحكومة

المركزية بالتوافق بين ممثلي الجنوب و الشمال و أي خلاف ينشأ بين الطرفين يحسم عن طريق إحالته

إلى مجلس التعاون الخليجي ليتخذ القرار النهائي و قراره نافذ و نهائي ...على أن تقسم عائدات

النفط و الثروات المعدنية و الجمارك حسب نسب خاصة لكل من الثلاث الحكومات !! ( نسب محددة مسبقاً

و منصوص عليها في الدستور الاتحادي )
و من حسن الحظ أن دستور الدويلتين جاهز و منجز بصورة كاملة و أقصد بذلك مسودة الدستور المنجز

من قبل اللجنة الدستورية (الدستور المطبوخ في الإمارات ! ) فقط علينا في الجنوب تعديل عنوان

مسودة الدستور و تغير بعض المصطلحات فيها ليتحول إلى دستوراً خاصاَ فقط بدويلتنا الجنوبية و

كذلك سيعمل الأخوة الشماليين نفس الشيء .... و سيبقى فقط الدستور الاتحادي الذي سيتم إنجازه من

خلال مؤتمر مصالحة شامل للجميع ترعاه (السعودية) .... هذا طبعا بعد تطبيق قرار مجلس الأمن

الدولي رقم 2216
و سينبثق عن هذا المؤتمر الشامل مؤتمران خاصان بكل من الجنوبيين لوحدهم و الشماليين لوحدهم (

وترعاهما السعودية) و تكون مهمة مؤتمر الجنوبيين انجاز مصالحة وطنية شاملة بين كل الجنوبيين

ثم اختيار طقم قيادة جنوبية سياسية توافقية لتأسيس و بناء الدويلة الجنوبية و لفترة محدودة

حتى تتم الانتخابات المنصوص عليها في دستور الدويلة الجنوبية.... و كذلك سيعمل مؤتمر الشماليين

نفس الشيء...علما أن مخرجات مؤتمر المونفمبيك ستكون ملزمة للتطبيق في كل دويلة على حدة و كذلك

الأقاليم الستة ستطبق كالتالي: إقليمان داخليان في الجنوب و أربعة أقاليم داخلية في الشمال و

كل على حدة
و في الأخير أحب أنصح كل القوى السياسية الجنوبية بأن يخيّروا الشماليين بين ثلاث خيارات و

يتركوا حق الاختيار للشماليين و الثلاثة الخيارات هي : الكونفدرالية أو حق تقرير المصير

للجنوبيين فوراً (بدون فترة انتقالية) أو أستمرار الحرب !!
بقلم: فضل اليافعي // م عدن - المنصورة // بلوك35// منزل رقم222
أستدراك هام جداً :
... و بعيداً عن الشعبطة هناك فرصة سانحة لرجال اليمن الأسفل و تهامة للإقتداء بالجنوبيين و فرض

إرادتهم و السيطرة على أرضهم و عندها قد تتعدل خارطة الطريق المذكورة آنفاً إلى النحو التالي:
(( ثلاث دويلات و شعب واحد و أربعة دساتير !! ))
[/]
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس