عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-08-30, 04:12 PM   #1
صقر الجنوب
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-15
الدولة: عدن
المشاركات: 2,918
افتراضي كيف نفوز برمضان؟

كيف نفوز برمضان؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أول شي وقبل كل شي حبيت أبارك لكم بقدوم شهر رمضان جعله الله شهر خير وبركة ومغفرة ورحمة.. حبيت انزل هالموضوع عسب اتعم الفائدة بينا كلنا واتمنى منكم انكم تقرون اللي كتبته لأني صج تعبت فيه .. وبس .. وهيه بعد اتريا ردودكم الحلوة..
نريد أن نعرف كيف نفوز بهذا الشهر الكريم؟
قبل ذلك يجب أن نحدد الهدف ألا وهو الفوز بشهر رمضان ومن ثم الفوز بجنة الرحمن (جل وعلا) .. كان لابد من وضع خطة محكمة.. وهذه الخطة تحتاج إلى علو همة لتنفيذها.
وإذا كانت بعض الفرق الرياضية عندما تلعب مع فرقة منافسة لها فإنها تلعب بطرية 4/2/4 فنحن لن نلعب ولكن سنعمل بطريقة 4/4/2 .
سنفعل أربعة أشياء قبل رمضان وأربعة أشياء في رمضان و شيئين بعد رمضان.
هيا نبدأ..
أربعة أشياء قبل رمضان:.
أما عن الأربعة التي سنفعلها قبل رمضان فهي:
1- التعرف على ثمرات الصيام:
إننا نريد أن نعرف ثمرات الصيام وفضائله لتعلو الهمة ، وتنشط الجوارح في طاعة الله .
إن الصيام كفارة للخطيئات ورفعة للدرجات وهو جُنة من النار.. والصيام في الصيف يورث السقيا يوم العطش والصيام في الشتاء الغنيمة الباردة .. والصائمون هم السائحون.. والصوم لا مثل له أضيف لله تعالى تشريفاً لقدره..والصيام شعار الأبرار.. ودعوة الصائم لا ترد..وللصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه.. والصيام شكر لله.. والصيام يجلب للعبد رقة في القلب ويصون جوارحه.. والصيام فدية لبعض الأعمال .. خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.. تشريف الله وملائكته له بالصلاة عليه.. الصيام يشفع لصاحبة يوم القيامة .. الصيام سبيل إلى الجنات .. الصائم يدخل الجنة من باب مخصوص يسمى ((باب الريان)).
بالله عليك .. ألا يحدوك كل هذا لأن تنشط في عبادة الله في شهر رمضان؟؟
ثانيا من الأشياء التي سنفعلها قبل رمضان:
2- التوبــــــــــــة:
وأنا دائما أكرر وأقول : متى يتوب من لا يتوب في رمضان؟
أليس من الحسرة أن يعفو الله عن مئات الآلاف من البشر ولا يعفو عنك؟!
- خاب وخسر من علم أن الله فتح له أبواب الجنة ، ثم هو يعصى الله ليكون من أهل النار.
- انظر أيها الأخ الحبيب وأيتها الأخت الحبيبة: كم مرة قد جاء شهر رمضان ومضى دون أن تتوب.. بل أن بعض الناس لا ينشطون في المعاصي إلا في شهر رمضان.
- أما آن الأوان لأن تتوب وأن تبدأ صفحة جديدة مع الخالق (جل وعلا) تملؤها طاعة وذلاً وانكساراً بين يديه، فهو الذي دعاك للتوبة، فقال (جل وعلا): (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم* وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون)) ( الزمر:53،54) ، بل وفتح لك باب الأمل أكثر، فقال (جل وعلا): (( إلا من تاب وأمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً* ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً)) ( الفرقان:70،71).
- فقم الآن وأعلنها توبة بين يديه ،واعلم أنه مهما بلغت ذنوبك فإن رحمة الله وسعت كل شيء .. وذنبك مهما عَظُم فهو شيء ..
ورحمة الله ستسعه لا محالة.
يقول الله (جل وعلا): (( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرنني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا – أي بقرب ما يملأ الأرض من الخطايا- ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة)) (رواه الترمذي والضياء، وحسنه الألباني في صحيح الجامع }4338{ )
بل إنه لو لم يكن هناك أي ثمرة للتوبة سوى أن الله يفرح بتوبتك لكان ذلك كافياً بل وحادياً لأن تتوب.
3- التحلل من المظالم ومصالحة كل من حولك:
لأنني أخشى أن تصوم وتصلي وتحج وتزكي لغيرك..فتتعب أنت وغيرك يحصد حسناتك حصداُ.
ولذلك حضنا النبي(صلى الله عليه وسلم) على التحلل من المظالم على وجه السرعة، ففي الحديث الذي رواه البخاري أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: ((من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال ، فليتحلله اليوم، قبل أن يُؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم،فإن كان له عمل صالح، أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له عمل ، أخذ من سيئات صاحبه فجُعلت عليه)).
وقد وضح النبي(صلى الله عليه وسلم) ذلك من خلال ذلك المشهد المهيب من مشاهد الآخرة، ففي الحديث الذي رواه مسلم أن النبي(صلى الله عليه وسلم)سأل أصحابة فقال: ((أتدرون من المفلس؟)). قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار. فقال(صلى الله عليه وسلم): (( إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا،فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه،أُخذ من خطاياهم،فطرحت عليه، ثم طُرح في النار)) .
وأما بالنسبة لمصالحة الناس من حولك .. فلابد أن تحرص أولاً على مصالحة الوالدين،فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً: عاقٌ ومنانٌ ومكذبٌ بالقدر)) رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني في صحيح الجامع(3065)
وأما مصالحة الناس من حولك فهذا أمرٌ ضروري لتفوز بمغفرة الله (جل وعلا).
ففي الحديث الذي رواه مسلم أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: ((تُعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين: يوم الاثنين، ويوم الخميس، فيُغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيآ))
فيا ليتنا ننسى الخصومات ونتصالح فتتصافح القلوب قبل الأيدي، ويعود الحب والوئام إلى المجتمع المسلم مرة أخرى،كما كان في عهد النبي(صلى الله عليه وسلم).
4- الإكثار من الطاعات قبل دخول رمضان:
سمع المؤمنون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل عمل ابن آدم يضاعف،الحسنة بعشر أمثالها،إلى سبع مائة صعف، قال الله تعالى: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي)) الحديث رواه مسلم، فعلموا أن الامتناع عن الشهوات لله (عز وجل) في هذه الدنيا سبب لنيلها في الآخرة كما أشار إلى ذلك مفهوم قول رسول اله صلى الله عليه وسلم : ((من شرب الخمر في الدنيا، ثم لم يتب منها، حرمها في الآخرة))، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسة في الآخرة))(متفق عليه). فأكثر من الطاعات قبل رمضان حتى يتهيأ قلبك وبدنك لطاعة الله في شهر رمضان.
أربعة أشياء في رمضان:.
أما عن أربعة الأشياء التي تفعلها في رمضان فهي:
1- الاستعانة بالله:
وإن كان العبد يحتاج إلى أن يستعين بالله في كل لحظة، إلا أنني تعمدت أن أذكر هذا العنصر هنا لتعلم أنك لن توفق للفوز بشهر رمضان، إلا إذا استعنت بالله(جل وعلا).
ولذا قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله))( رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع(7957)).
فاستعن بالله وأخلص النية لله في أنك تريد أن تُعمر شهر رمضان بالطاعة ابتغاء مرضاة الله..وليس طلباً للشهرة والصيت.
قال الإمام ابن القيم(رحمه الله) : ((ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع أموره،مع صدق العزيمة،فصدقة في عزمه وفي فعله ، قال تعالى: (فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم) (محمد:21) فسعادته في صدق العزيمة وصدق الفعل، فصدق العزيمة جمعها وجزمها وعدم التردد فيها بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوم.
2- استثمار كل لحظة في طاعة الله:
فالعمر هو الكنز الحقيقي الذي لا ينبغي أن يفرط العبد في أي لحظة من لحظاته.
فكل ساعة ستمضي في غير طاعة الله ستندم عليها..وكل ساعة غفلت فيها عن طاعته ستندم عليها.
ولذا قال عليه الصلاة والسلام: ((اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك،وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك)) ( رواه الحاكم و البهيقي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1077)).
3- التأمين على العبادة بالدعوة إلى الله:
وذلك بأن تجتهد في الدعوة إلى الله..فإذا جعلك الله سبباً لهداية مسلم فإن عمله كله سيكون في ميزان حسناتك وبذلك قد تكون قد أمنت على عبادتك.
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير ٌ لك من حُمر النعم)).
وروى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا يُنقص ذلك من أجورهم شيئاً..))
قال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله وملائكته وأهل السماوات وأهل الأرض حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على مُعلم الناس الخير )) رواه الترمذي والطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع(1838).
4- حسن الظن بالله:
فإذا اجتهدت في العبادة وفي الدعوة إلى الله وعشت طوال شهر رمضان على الصيام والقيام وقراءة القرآن وصلة الأرحام والدعوة إلى الله فلا بد مع كل هذا أن تُحسن الظن بالله أنه سيتقبل منك كل هذا الخير فقد أمرك النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال- كما عند مسلم-: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله)).
وقد قال تعالى كما في الحديث القدسي : ((أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله،وإن ظن شراً فله)) (رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع (4315)).
اثنتان بعد رمضان:.
وبعد تلك الأشياء التي ستفعلها قبل رمضان وفي رمضان، فعليك أن تحرص كل الحرص على أمرين بعد رمضان لتكتمل الخيرات ولتفوز برضوان رب الأرض والسماوات.
1- الثبات على الطاعة:
فإن من علامات القبول: الحسنة بعد الحسنة.
فاحرص أيها الأخ الحبيب أن تحافظ بعد رمضان على تلك الطاعة، ولو أن تحافظ على الحد الأدنى..كأن تحافظ على صلاة ركعتين طويلتين قبل الصبح بساعة، وأن تحافظ على قراءة جزء من القرآن وأن تصوم يوم الاثنين والخميس وثلاثة أيام من الشهر العربي(الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر).
وكذلك صيام ستة أيام من شوال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر))(رواه مسلم (1164)).
احذر من الشيطان
واعلم أيها الأخ الحبيب وأيتها الأخت الحبيبة أن الشيطان الذي كان طوال الشهر مربوطاً فإنه سينطلق بعد انقضاء الشهر بكل ضراوة يريد أن يفتك بك،وأن يضيع كل حسناتك التي تعبت طوال الشهر في جمعها.
قال تعالى: (( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين)) (سبأ:20).
فيا ترى ما هو ظن إبليس ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) ( الأعراف:17).
احذروا من مكائد الشيطان واثبتوا على الطاعة فإن من علامات بول شهر رمضان أن يستقيم حال العبد بعد الشهر.
2- أن تشكر الله على أن وفقك لطاعته:
فالشكر يجلب لك المزيد.. فلئن شكرت الله على أن وفقك لطاعته في شهر رمضان فسوف يوفك لطاعته طوال العام.
قال تعالى: ((وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)) ( إبراهيم :7) .. فأهل الشكر في مزيد.
ولابد أن تعلم أنك لاحول لك ولا قوة إلا بالله.
فالله هو الذي خلقك ورزقك وأمهلك حتى بلغك شهر رمضان..ثم وفقك فيه للصيام والقيام.. فالفضل كله لله، فأحرص على أن تشكر الله بقلبك ولسانك وجوارحك..

وأخيراً
كانت هذه بعض كلمات نقلتها لكم من كتاب كيف نفوز برمضان وكان من جمع وترتيب محمود المصري (أبو عمار).. واسأل الله تعالى أن يأجرني على كل كلمة وكل حرف نقلته إليكم،وأن يجعله فعلاً من أسباب الفوز بشهر رمضان وأن يعتق رقابنا من النار وأن يجمعني وأخواتي وإخواني في جنات النعيم مع النبي صلى الله عليه وسلم في أعالي الجنان.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
منقول
صقر الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس