نيويورك تايمز
السعودية… من مصدر للإرهاب إلى شريك في دحره
2010/10/31 07:34 م
#rateStatus{float: right; clear:both; width:100%; color :Red; display:none;} #rateMe{float:left; clear:both; width:100%; height:auto; padding:0px; margin:0px;} #rateMe li{float:left;list-style:none;} #rateMe li a:hover, #rateMe .on{background:url(images/star_on.gif) no-repeat;} #rateMe a{float:left;background:url(images/star_off.gif) no-repeat;width:12px; height:12px;} #ratingSaved{display:none;} .saved{color:red; } .style1 { width: 145px; } شكرا لتصويت التقيم
التقيم الحالي 5/0
(Alwatan)
بقلم – روبرت ورث:
مع بروز معلومات جديدة حول المؤامرة الإرهابية الأخيرة لإرسال متفجرات من اليمن الى الولايات المتحدة عبر الشحن الجوي ثمة حقيقة باتت واضحة تماماً هي أن هدف هذه المؤامرة كان سيتحقق لولا المعلومات السرية التي قدمها مسؤولو الاستخبارات في المملكة العربية السعودية.
والمفارقة هنا هي أن الكثيرين في الغرب يعتبرون السعودية مصدراً للإرهاب أكثر منها شريكاً في دحره، فهي المكان الذي ولد فيه أسامة بن لادن وخاطفو الطائرات خلال الهجمات الإرهابية التي استهدفت أمريكا في 2001/9/11.
لكن على الرغم من هذا، يقول مسؤولو الاستخبارات في الغرب إن خبرة السعوديين في شؤون الجهاديين ساعدتهم بتطوير وسائل استخباراتية قوية، وشبكة واسعة من المخبرين أصبحت مهمة جداً في حرب العالم على الإرهاب.
فقد حذر جهاز الاستخبارات السعودي في أكتوبر باريس، على سبيل المثال، من هجوم إرهابي محتمل في فرنسا يقوم به فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
دور مهم
وفي العام الماضي قدم السعوديون تقارير سرية مماثلة حول هجمات وشيكة في بلدين أوروبيين على الأقل، ولعبوا دوراً مهماً في تحديد شخصيات بعض الإرهابيين في كل من: باكستان، العراق، الصومال والكويت، طبقاً لما أكده مسؤولو الاستخبارات الغربيون.
يقول توماس هيغهامر عضو مؤسسة أبحاث الدفاع في النرويج: إن الكشف الأخير هو الأحدث في سلسلة من الإسهامات السعودية على مستوى الاستخبارات. ولاشك أن دور المسؤولين السعوديين في هذا المجال مفيد جداً لأنهم يعلمون ما يجري في ساحتهم الخلفية ولأن لديهم ميزانية بلا حدود لتطوير قدراتهم.
الواقع أن السعوديين كانوا قد عززوا جهودهم في مجال جمع المعلومات باليمن منذ العام الماضي عندما كادت القاعدة في شبه الجزيرة العربية تغتال الأمير محمد بن نايف الذي يدير برنامج مكافحة الإرهاب في السعودية.
ومن المعروف أن هدف القاعدة الرئيسي هو الإطاحة بنظام الحكم الملكي السعودي لأنها تعتبره «غير شرعي» وتابع للغرب.
غير أن أجهزة الاستخبارات الغربية تنظر للأمير نايف، الذي أدت رحلته الى الولايات المتحدة لاكتشاف المواد المتفجرة يوم الخميس الماضي، بتقدير كبير، وهي تعمل على نحو وثيق معه. ويبدو أنه يبني الآن شبكة من المخبرين في اليمن، ويعتقد بعض خبراء الإرهاب ان المعلومات التي قدمها مؤخراً جاءت على الأرجح من أحد الجواسيس العاملين داخل القاعدة نفسها.
اختراق
حول هذا، يقول ثيودور كراسيك عضو معهد الشرق الأدنى والتحليل العسكري الخليجي في دبي: من الواضح أن السعوديين ضاعفوا جهودهم في اليمن، ولديّ انطباع بأنهم اخترقوا القاعدة بحيث بات بمقدورهم تحذير الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين وغيرهم قبل تنفيذ المؤامرات الإرهابية.
المسؤولون السعوديون لا يعلقون عادة على المسائل الاستخباراتية الحساسة، لكن دور السعودية في حرب الاستخبارات السرية في اليمن بات معروفاً لدى المراقبين العاملين في اليمن بل ولدى القاعدة نفسها التي غالباً ما تحيط نضالها بدعاية إعلامية لتتفوق بها على مخبري الأمير بن نايف.
ففي العام الماضي قتل فرع القاعدة الإقليمي مسؤولاً يمنياً يدعى بسام سليمان طربوش، وأصدر الفرع شريط تسجيل فيديوي يتحدث فيه طربوس حول شبكة المخبرين السعوديين في محافظة مأرب التي تعتبر ملاذاً آمناً لأفراد القاعدة في اليمن.
كما أصدرت القاعدة حديثاً شريطاً آخر يصور بالتفصيل نجاحها في تضليل المخبرين السعوديين خلال محاولة اغتيال الأمير بن نايف.
ومن الملاحظ هنا أن برنامج مكافحة الإرهاب في السعودية يختلف عن نظيره الغربي بشكل واضح، فهو يتضمن عناصر قوية من الفرق الخاصة المتدربة علي ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم بالإضافة الى وسائل استطلاع واسعة النطاق، وهناك أيضاً كاميرات تراقب الشوارع في المدن السعودية الرئيسية كما تتم مراقبة الاتصالات عبر الانترنت.
لكن على الرغم من كل هذا، يعترف المسؤولون السعوديون بأن الطريق لايزال طويلاً أمامهم، إذ لاتزال المؤسسة الدينية القوية محافظة جداً. غير أن الرأي العام الذي كان يؤيد نسبياً شخصيات مثل بن لادن غيّر موقفه على نحو حاسم منذ أن بدأت القاعدة قتل المسلمين على الأراضي السعودية.
تعريب نبيل زلف
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=65025