[علي المفلحي]

للدكتور الشليمي
مرحبا بك في عدن
بقلم حلمي عبد

أستاذنا القدير الدكتور فهد الشليمي
في البدء كانت الكلمة وقد قلت كلمات وكلمات تنصف الجنوب وشعبه
الحياة موقف وقد كانت لك مواقف شمخت فيها وانت تتحدث عن مظلومية شعب الجنوب وتهميشه وعن دماء ابناءه التي سفكت على الشوارع والازقة وعن بطولة رجاله ونساؤه وهم يلحسون جراحهم ويدوسون فوق آلامهم ويصنعون نصرا كان عزيز المنال
لقد كنت ومن خلفك الكويت وشعبها عونا وسندا قديما وحاضرا شدة ورخاءا لشعب الجنوب

ولاننا شعب طيب يفيض حبا وكرامة فأننا لاننكر المعروف لانعض اليد التي امتدت الينا ولانجحد الالسنة التي ذكرتنا بخير في زمن منع منا الخير والمعروف لعقدين من الزمن وقلت الايدي الممتدة الينا وكممت الافواه التي تفوهت بكلمة لنصرنا لاننا كل ذلك فسوف تفيض قلوبنا حبا وفرحا بزيارتك الى عاصمتنا وامنا الرؤوم عدن ثغر الجنوب ومن احبه
سوف تلمس حبنا لك استاذنا الكريم حين تتمشى في شوارع عدن وحين تمر على شمسان وتجزع ساحل ابين والغدير سوف تشعر ان قلبك على الهجران ما يحمل كثير

مرحبا بك في بلاد عاد وارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد طف بعدن زر مسجد ابان بن عثمان بن عفان والعسقلاني لاحظ تنوع عدن وتسامحها عندما تمر من امام الكنائس العتيقة ومقبرة اليهود في المعلا ومقبرة النصارى في حجيف جنبا الى جنب مع مقابر المسلمين ستزداد قناعة ان عدن وشعب الجنوب لم ولن تكون حاضنة للارهاب الدخيل عليها من الادغال والكهوف في اعالي اليمن حين تشاهد معابد الهندوس والسيك والبنين وبيع اليهود وبقية الاديان والمذاهب معززة مصانة لم يلحقها اذى الا على يد المغول القادمون من جبال صنعاء وحاشد وبكيل

ادعوك لان تشرب الشاي العدني الاصيل في شارع الشيخ عبدالله وان تتناول وجبة سمك شهية في صيرة وان تأكل الزربيان العدني في احد مطاعم الشيخ عثمان او المنصورة تنفس هواء عدن واشرب من مائها وستزداد حبا لعدن والجنوب ولن تندم على كلمة او موقف لك مع ابناء هذا الشعب العظيم الصابر

وانتهز الفرصة لادعوك لزيارة الضالع بوابة الجنوب وحارسته الامينة التي قدمت أبناءها شهداء على محراب الحرية في كل جبهات الجنوب سواءا عندها ان كان ذلك لطرد المستعمر الاجنبي او المستعمر الشقيق الغدار لكن يؤسفني انك ستجد الضالع وبعد ستة اشهر من تحريرها بدون كهرباء وبدون ماء او خدمات وقد تتضايق حين تمر بصعوبة في طرقها بسبب الطوابير على البترول والديزل وقد تصدم حين تجد رجال مقاومتها ايديهم على الزناد يفترشون الارض ويلتحفون السماء ويقتاتون الجوع والفقر والاهمال والتهميش من قبل حكومة الشرعية ومن ورائها التحالف العربي لكن ثق أنك ستفرح بحجم الحب الذي يكنوه لك ابنائها وستذهل من شجاعتهم وصمودهم وبالنتيجة لابد ان صوتك سيكون مسموعا وانت تلفت الأنظار الى هذه القلعة الصامدة والمهملة في نفس الوقت
مرحبا بك مجددا في بلدك وبين اخوانك الجنوبيون