"البيض وباعوم " والقرار الأنفرادي ! بقلم : عبدالله البلعسي
قد يغريك او يعضمك القرار الأنفرادي، بكونه سهل الاتخاذ، وقد يصيب هذا القرار مرة ولكن بالتأكيد سيخطئ القرار الانفرادي مرارا وهذا ما تعلمناه من كل التجارب السياسية لشعبنا الجنوبي وللشعوب المحيطة بنا،والقرار الانفرادي يعني الانقسام والتشرذم، ومنح العدو اليد للدخول إلى البيت الداخلي.إن معاناة شعبنا الجنوبي خلال السنين الماضية، وإن لم يكن سببها الرئيسي انقسام وتشرذم قوانا السياسية، إلا أن استمرار هذه المعاناة، واتخاذها أبعاد كثيرة وزرعها لليأس والقنوط والدفع للهروب من الواقع ، كان سببها بالتأكيد هذا التشرذم الحراكي بكل قواه.
نعم نستطيع القول واقعنا الجنوبي اليوم لا يوجد موقف سياسي معين يفرض على القائد السياسي اتخاذ قرار بشأنه في تلك اللحظة، وان وجدت مواقف معينة تتطلب قرار، نتيجة لتطور الحوارات الجنوبيه بكل هيئاته الحراكيه والمدنيه ، فالسياسي يدرك من خلال الحوارات التي أجراها مع زملائه من حركته او هيئته أو من الهيئات الحراكيه الاخرئ الحليفة، التوجه العام للقرار، وبالتالي عليه الالتزام بهذا التوجه، ولا أعتقد أن الشعب الجنوبي وقياداته مستعدة أو تطلب الانتقام من سياسي اتخذ قرارا كان منسجماً مع التوجه العام ولم يكن يتضمن كل ما يتمناه هذا الشعب. ومن هنا نود التأكيد، أن على السياسي أي سياسي ألا ينجر لأي سبب كان لدعوات الانفراد مدفوعا بسهولة اتخاذ القرار، أن هذا معاناة العودة إلى المربع الأول أي العودة إلى التشرذم والانقسام. وألم يكن الانفراد سببا للانقسام الجنوبي ؟
يا رئيسنا الشرعي ويا زعيمناء الميداني قد تشعرون أحيانا بان الوضع غير قابل للتغير، أو أن قوتكم لا تستطيع ذلك، ولكن لو تحاورتم، ووضعتم الأمور على الطاولة، أنني متأكد من أنكم ستجدون الحلول، ليس الحول السحرية، بل الحلول الواقعية القابلة للتنفيذ. سيروا بخطى ثابتة وان كانت هادئة، ولكنها يجب أن تكون مصممة على بلوغ الأهداف الآنية والبعيدة المدى. اصدقوا وواصلوا اجتماعاتكم، لا تتركوها للظروف فقط، بل يجب أن يكون هناك تواصل مستمر . ولكنني متأكد بان وضع قضيتناء الجنوبيه ، يتطلب أن تكون هناك الاجتماعات مستمره ،على مستوى القيادات أو على مستوى الهيئات واللجان المتخصصة في الداخل بكل المحافظات والمديريات والمراكز .وبالتأكيد أن المقترحات المطروحة والأفكار المتداولة في الساحة الجنوبيه وخاصه الميدانيه تتطلب الاجتماعات الدورية والنقاش المسؤول وتقييم الوضع السياسي والميداني، وليس فقط لأغراض التقاط الصور.
نعم لقد شاهدتم وسمعتم حالة الانشراح والفرح عندما سمع هذا الشعب المتسامح عن لقاءاتكم بكل القيادات الجنوبيه في الخارج ، بينما ومع الأسف الشديد كانت فاشله فكيف سيكون انشراح واحتفال الشعب الجنوبي اذا كانت ناجحه ، وعملتم بجد وبنشاط وبإطار موحد. فلا تبخسوا شعبكم فرحة ينتظرها. الشعب ليس بحاجة لقائد، بل لقادة، ليس بحاجة لكادر واحد بل لكوادر بمختلف التخصصات، أنه بحاجة لكل الأيدي الخيرة والتي تعمل من أجل صب الجهد كله في مصب واحد، اسمه مصلحة الشعب وقضيته العادله. أن التحريرأو الاستقلال ليس الأرض فقط، بل هو القانون والاقتصاد والكرامة، ولذا نرى اليوم في في بعض الدول الذي وصلها الربيع العربي تتناقش وتتحاور وتتألف لأجل صياغة الوطن بالصورة التي تراها هي، فما هي رؤيتنا لوطننا ونحن نضحي ونقدم ارواح ودماء طاهره من اجل تحريره، هل وضعنا تصورا موحدا، أنه عمل جبار يتطلب النقاش والحوار البناء وليس تصريحات آنية ومرتجلة.
يا قياداتنا الحراكيه ويا قياداتنا التأريخيه اليوم الشعب الجنوبي ليس كما الأمس انتم اليوم تحت المراقبة، ستاتيكم اقتراحات وانتقادات ومحاربة ايضا من البعض، فاعلموا انكم لستم بالهة بل بشر، وان البشر يخضعون لمؤثرات كثيرة وخاصه الخارجيه، وما يجعل البشر يعون الحقائق، هو النقد والاراء المخالفة، اذا كونو حكما وسيروا ولا تنظروا الى الخلف، لا تحنوا لايام القرار الانفرادي والحزبي وكل ينفرد بجزء من الشعب، لأن الشعب الجنوبي سيبقئ شعب واحد وله مطلب وهدف واحد ( الحريه والاستقلال واستعادة الدوله الجنوبيه) وهذه المطالب هي اعلى من مصالح السعوديه أو قطر أو ايران أوالهيئات والتكتلات الحراكيه .
بقلم : عبدالله البلعسي
[email protected]