الاثنين , 17 سبتمبر, 2012, 11:57
صدى عدن / كتب المحرر السياسي لصدى عدن
( من يخرج الحراك الجنوبي من وضعه الحالي ؟ )
كتب المحرر السياسي لـ " صدى عدن "
يمر الجنوب الان بمرحلة في غاية الصعوبة، وفي كل يوم تتعالى الاصوات الداعيه الى توحيد الصفوف والوفاق التام بين مشروع فك الارتباط المباشر ، ومشروع تقرير المصير واستعادة الدولة وكلاهما يؤديان الى نفس الغاية .
ان المتابع للعمليه السياسيه في صنعاء يستطيع قراءة حقائق عده تتمثل جلّها او معظمها في ان الحكم لازال بيد القوى الاسريه القديمه التي تعتلي عروش الاحزاب ( المؤتمر والاصلاح ) وتمتلك جيوش وتملك المال والبشر .. بالرغم من وجود رئيس وحكومة وفاق لكن الجميع يعلم كيف هو شكل الدوله في الشمال.
والقراءه الاكثر وضوح هي مواقف اؤلئك من القضية الجنوبيه، حيث كان اخر موقف معلن لليدومي رئيس حزب الاصلاح في مقابلته مع الجزيره وهو يمجِّد حرب 94 باعتبارها حرب من اجل الحفاظ على الوحده وما ذلك الا تأكيد لموقف تلك القوى من القضية الجنوبية وهي التي ظلت شريكة في السلطة والفساد والاضطهاد واحتلال ونهب ثروات الجنوب وتسريح وتشريد أبنائة.
اذاً الحلم بان يعترف الخصوم بالحقوق السيادية للجنوب ارضا وشعبا هو في الحقيقة وهم خادع .
ألآن لم يعد للقيادات الجنوبيه سوى تعزيز موقفها وامتلاك أكبر قدر من اوراق الضغط .
واكثر ورقه ضاغطه تتمثل في توحيد الصف الجنوبي .
العالم لم يضع اي خطة او خارطة طريق لحل قضية الجنوب ولا دول الاقليم مهما كانت اشاراتها من خلف الكواليس لكن لا يوجد موقف رسمي يُبنى عليه . ناهيك عن الموقف الحقيقي الصلب للقوى الفاعله الرئيسه في الشمال ونخبها تجاه القضيه الجنوبيه التي تتوافق حول خيار الحفاظ على الوحده باي شكل من الاشكال .
على خلفية ذلك يصبح امام الجنوبيين خيار واحد وهو توحيد صفوفهم وتقريب مواقفهم طالما الجميع يهدفوا الى استعادة الدولة والسيادة والهوية الجنوبية والثروات المنهوبة من قبل الاحتلال ، الأمر الذي لم يبق اي مبرر لتشتت قوى الحراك وعدم رص صفوفهم في اي شكل من اشكال البناء الهيكلي وامتلاك الرؤية السياسية تجاة حاضر ومستقبل الجنوب ،وطالما الأمر كذلك فأن الممانع كان شخص او اطار تنظيمي او تكتل معين انما لدية مواقف ذاتية انفرادية او موروث عداء سابق لايجب تجييرها لذاتهم على حساب القضية الجنوبية وحراكها السلمي .
كثر الحديث عن وحدة الصف الجنوبي وكثرت المطالبة للقيادات الجنوبية كي تلعب دورا ايجابيا في توحيد الصفوف ولكن دون جدوى او مبالاة ، والمفارقة العجيبة ان الشعب يطالب القيادة كي تتوحد والقيادة هي ايضا من تفرخ المكونات والامر الغريب أكثر هو ان هناك قيادات شابه وكوادر متمرسة للعمل السياسي والتنظيمي لم تتلوث اياديها وسمعتها ولم تكن طرفاً في الصراعات الجنوبية الجنوبية السابقة ، هؤلاء نجدهم منكفئين عن انفسهم غير واثقين من قدراتهم وامكاناتهم ، لم يتحررو من عقدة الولاء للقيادة التاريخية ولم يقتنعو بعد انهم قد بلغوا سن الرشد السياسي ، هولاء تقع عليهم مسؤلية سياسية وتاريخية بالغة الأهمية في الوقت الراهن كي يتقدموا الصفوف ويلعبوا دورا قياديا اساسي في إخراج الحراك السلمي من ازمته الحالية .
ومما يؤسف له اننا في الحراك السلمي الجنوبي رغم عدالة ومشروع قضيتنا اصبحنا بسبب تعدد المكونات وكثرة القيادات واختلافاتها موضوع تندر لاطراف سياسية اقليمية ودولية مما يجعل قضيتنا مغيبة لغياب الاداء القيادي والرؤية السياسية الواضحة وهو الامر الذي لابد ان نستيقظ له ونستشعر مخاطرة جميعا فيخطىء التقدير من يظن انه قادر على استعادة الجنوب بمفردة .
انها صرخة نوجهها الى كل فئات شعبنا في الجنوب وقياداته على مختلف مشاربها ان الخطر قادم اذا لم نتوحد بروح وطنية صادقة بروح خالية من الانانية والبحث عن المنافع الشخصية والحزبية .
اللهم اننا بلغنا.....اللهم فأشهد
كتب المحرر السياسي لـ " صدى عدن "
18سبتمبر 2012
|